طالب الدكتور عبدالعزيز التويجري،المدير العالم للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة –إيسيسكو- ، الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي والهيئات التابعة للمنظمة إلى مواصلة ضغوطها لاستصدار قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة يقضي بتجريم ازدراء الأديان والمقدسات الدينية. وأضاف في حديث لوكالة الانباء الاسلامية الدولية (إينا) أن "مواصلة الضغوط من الدول الأعضاء في المنظمة والدول المتعاطفة مع هذا القرار سوف يسهم بإذن الله في صدور هذا القرار المطروح في الأممالمتحدة". معتبرا أن صدور قرار بهذا الشأن "سوف يشعر العالم على الأقل بان هذه القضية خطيرة وان الاعتداء على الأنبياء وعلى المقدسات الدينية جريمة لا يمكن أن يسكت عنها". موضحا بان "الموقف أصبح بعيدا عن أي تبرير منطقي أو موضوعي" ومعتبرا أن "حرية التعبير لا يمكن أن تتجاوز حدود الاحترام للمقدسات الدينية لدى الشعوب". مشيرا إلى أن ازدراء الأديان والمس بالمقدسات الدينية يهدد السلم والأمن الدوليين. وقال بأن الدوائر الغربية " لا تنظر إلى هذه القضية من هذا المنظور. فقد عميت بصائرهم وأبصارهم عن معالجة هذه الجريمة بحق الدين وبحق الإنسانية وبما تستحقه من إدانة ومن تنديد". معربا عن أسفه لكيفية تعامل الدوائر الغربية مع قضايا الشعوب بقوله " إنها تتعامل معها بمكاييل مختلفة. فعندما تأتي قضية تخص المسلمين يعلنون فورا أن هذا من باب حرية التعبير ولكن عندما ينتقد أحد أو يشكك في (الهلوكوست) محرقة اليهود فإنه فورا يجرم ويؤخذ إلى المحاكم ويغرم ويسجن. بل هناك فوانيين في دول تجرم من يشكك في (الهلوكوست) . وقد تعرض عدد كبير من الأساتذة الجامعيين إلى الفصل من وظائفهم بمجرد نظرهم إلى هذه القضية التاريخية ونقدهم إياها نقدا علميا وأكاديميا". وأعتبر أن هذه القضية يجب أن تؤخذ لتكون مبررا يقوي موقف الدول الاسلامية والمتعاطفة معها في الدفاع عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم وعن بقية الأنبياء والمقدسات الدينية. مبديا أسفه في الوقت ذاته للحساسية التي ينظر بها العالم اليوم تجاه كل ماله علاقة بالإسلام "وأما ما يخص إسرائيل واليهود فإنهم يسارعون إلى دعمها والى التنديد بأي شي قد يرون فيه مساسا بها". وحذر المدير العام للايسيسكو الدول الاسلامية من فتور حماسها في هذه القضية بقوله "مع الأسف الشديد نحن نتحدث عن قضايانا بحماس كمثل هذه القضية ثم يفتر حماسنا ونتوقف عن المطالبة والمتابعة" وتطرق التويجري إلى المؤتمر الدولي حول الإرهاب والذي انعقد بالتعاون بين الايسيسكو ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأممالمتحدة في تونس وما خرج به من نتائج تطالب بتجريم وإدانة من يمس المقدسات الدينية والهزء بها وكذا تجريم من يتطاول على ثقافة الشعوب وخصوصيتها التي هي جزء من هويتها. مشيرا إلى أن للايسيسكو نشاط كبير مع منظمات العالم خاصة اليونسكو ومجلس أوروبا والمنظمة الدولية للفرانكفونية وذلك للتعاون في الحد من التمييز الذي يواجه الإسلام والمسلمين في أوروبا. وقال أن "الايسيسكو قدمت كثيرا من الاقتراحات للعمل المشترك في التنديد بمثل هذه الأعمال التي تمس بعقائد الشعوب وتعتدي على مقدساتهم ووجدنا تجاوبا كبيرا من هذه المنظمات بما فيها الأممالمتحدة. والمؤتمر الأخير في تونس الذي عقد بالتعاون مع الأممالمتحدة طالب أيضا بإيقاف التشويه الذي يمارس ضد الإسلام والمسلمين وإيقاف الممارسات التميزية التي يعاني منها المسلمون في العالم". منوها بأن الايسيسكو بعلاقاتها الطيبة وبالمصداقية التي تحظى بها "سيكون لها أثر كبير في تغيير كثير من المواقف وذلك بدعم الدول الاسلامية الذي تحتاجه الايسيسكو والى النشاط الواسع في الساحة الدولية وفي كل المؤتمرات والمنتديات التي تعقد في أوروبا وأمريكا والذي دأبت الايسيسكو على تنفيذه وستسمر فيه بنشاط ووتيرة" وتحدث المدير العام عن بعض الآليات التي تنتهجها المنظمة الاسلامية (ايسيسكو) في الدول الغربية لتغيير الصورة المشوهة للإسلام والمسلمين وقال أن ذلك يتم من خلال "التعريف بالعالم الإسلامي وثقافته وشعوبه. وأنه عالم يسعى إلى ما فيه الخير للبشرية جمعا. وان كل المعلومات التي تروج ضد الإسلام والمسلمين في عدد كبير من الدوائر الغربية هي معلومات خاطئة ومضللة وتقف وراءها نوايا سيئة من أشخاص أو هيئات أو دول لها مآرب ولها أهداف قد يكون من بينها الإضرار بسمعة الإسلام والمسلمين والإساءة إليهم". موضحا بأن الايسيسكو تعمل أيضا على الاتصال بالمثقفين والمنصفين بالغرب وتعقد الندوات واللقاءات الحوارية مع الجهات التي لها علاقات بها في أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية وأمريكا اللاتينية والشرق، وكذا تعمل على الانخراط بقوة في مشروع تحالف الحضارات الذي دعى إليه رئيس وزراء اسبانيا وتبنته الأممالمتحدة والذي من عناصره احترام المقدسات واحترام التنوع الثقافي للشعوب.