يفتتح فضيلة الشيخ صالح آل الشيخ، معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والأوقاف، الخميس ندوة "الاختلاف رؤية واقعية، ومعالجة موضوعية" والتي تنظمها مؤسسة "الإسلام اليوم" بفندق الماريوت بالرياض. وتهدف الندوة إلى معالجة محاور الاختلاف بين الإسلاميين وجذورها في التراث الإسلامي، بدعوة من الشيخ سلمان بن فهد العودة المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم، ونائبه الشيخ عبدالوهاب الطريري، كما أنها فرصة لإنضاج القضايا التي تتناولها الندوة والمكونة من ثلاث جلسات، تتناول الجلسة الأولى "الخلاف من رؤية شرعية" يشرح فيها الشيخ صالح المغامسي إمام وخطيب مسجد قباء "أسبابَ وقوع الخلاف بين العلماء، والتفريق بين الخلاف والاختلاف والتفاوت بينهما. يليه بعد ذلك الشيخ سليمان الماجد القاضي بالمحكمة العامة بالرياض متحدثاً عن "قواعد الشريعة في التعامل مع المخالفين"، ويدير الجلسة الدكتور صالح الوهيبي الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي. وفي الجلسة الثانية المخصصة لقضية التعامل الشرعي مع المسائل التي فيها خلاف قديم عن طريق دراسة بعض الحالات الخاصة، يطرح الشيخ الشريف حاتم العوني عضو مجلس الشورىورقة بعنوان "تأصيل منهجية التعامل مع الخلاف في المسائل التي فيها خلاف قديم"، يليه الشيخ عابد السفياني عضو مجلس الشورى في "دراسة تطبيقية شرعية للتعامل مع المسائل المختلف فيها قديماً"، ويطرح الدكتور حسن الأسمري دراسة في "أثر عاملي الزمان والمكان في قوة الخلاف" يدير الجلسة الدكتور عبدالرحمن الزنيدي. أما الجلسة الثالثة فتتناول التعامل الشرعي مع مسائل النوازل والمستجدات، حيث يناقش الدكتور عبد الكريم بكار "موضوعية الخطاب الديني في التعامل مع الخلاف في النوازل والمستجدات.. حرب لبنان نموذجًا"، متحدثاً عن اضطراب الخطاب الإسلامي تجاه لبنان، وموقفه من حزب الله ومناصرته، أما الدكتور خالد المزيني فيطرح في الجلسة ذاتها نماذج فقهية أخرى كدراسة تطبيقية شرعية للتعامل مع مسائل النوازل والمستجدات، يليه الدكتور محمد الدويش الذي يحاول معالجة التداعيات السلبية للخلاف على الشباب في رؤية تربوية خاصة، ويدير الجلسة الدكتور خالد العجيمي. وفي هذا السياق، يؤكد الدكتور سلمان العودة أن هذه الندوة تهدف إلى تقديم الآليات والأهداف والبرامج التي توجّه الاختلاف وتفعّله، ليكون سبباً من أسباب التعددية الصحية الطبيعية، "فأصل الاختلاف الفكري والعلمي والسياسي طبيعي بل ضروري، وحق مشروع ما دام للإنسان عقل وتفكير، وما دام يقدر على التعبير عن رأيه وفكره، فالبشر فيهم من الاختلاف والتنوع والتعدد ما جعله الله قانوناً للحياة وعلامة على قيامها ووجودها، فلقد خلق الله من كل شيء مقابلاً له يختلف عنه ليكمل به نقصه ويعينه على نوائب الحق والدهر". ويستطرد د. العودة موضحاً أن "الاختلاف ينبغي أن يكون أخلاقياً ما دام طبيعياً، وأن نتعامل معه بعقلانية وذكاء لتوظيفه واستغلاله في التوسعة على الناس، لا للتضييق عليهم وحصارهم، فأخلاقيات الاختلاف تفرض نقداً عادلاً يتجه للأفكار لا للأشخاص، وتحريراً موضوعياً لمحل النزاع -كما يسميه الفقهاء- وتحريراً لأسبابه، وتجنب لغة الحسم والقطعية وابتعاداً عن الاتهام والخصام، وخضوعاً للدليل وركوناً للمحكمات الشرعية والثوابت الدينية القائمة، ومن هذه المنطلقات حرصت مؤسسة الإسلام اليوم على إقامة هذه الندوة لمناقشة هذه القضايا مع المشايخ والعلماء المختصين، وهي فرصة للحوار، وإدارة الخلاف بشكل إيجابي وبناء".