فرقت قوات الأمن التونسية بالقوة مسيرة شعبية دعت إليها أحزاب المعارضة والمنظمات المدنية احتجاجا على دعوة الحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى زيارة تونس للمشاركة في الدورة الثانية من القمة العالمية للمعلومات التي تحتضنها تونس في شهر نوفمبر/تشرين الثاني القادم. وطوقت قوات الأمن الطرق المؤدية إلى شارع الحبيب بورقيبة مكانِ انطلاق المسيرة ومنعت المواطنين من دخوله. وقال شهود عيان إن العشرات من المتظاهرين أصيبوا بجروح ونقلوا إلى مستشفيات عدة في تونس العاصمة، في حين اعتقلت قوات الأمن عشرات آخرين. وقالت راضية النصراوي الناشطة في حقوق الإنسان في اتصال هاتفي مع الجزيرة إن تونس عاشت حالة طوارئ حقيقية بعد أن استخدمت قوات الأمن القوة في تفريق المتظاهرين. وأضافت أن السلطات رفضت طلبات عدة من أجل عقد اجتماعات جماعية عدة للتعبير عن رفض التونسيين لزيارة شارون. وأكدت النصراوي التي أصيبت بجروح في رأسها أثناء المظاهرة رفض التونسيين لحضور شارون أرض تونس مهما كانت الذرائع التي توردها السلطات وقالت إن اللجنة الوطنية التي تشكلت من القوى الرافضة لزيارة شارون ستستمر في المظاهرات ضد زيارة شارون. وتشارك في هذه المظاهرات أربعة أحزاب بينها اثنان معترف بهما هما الحزب الديموقراطي التقدمي والمنتدى الديمقراطي للعمل والحريات, تحت شعار "رفض زيارة شارون" الذي وصفته ب"مجرم الحرب" و"جزار الفلسطينيين". وكانت هذه الأحزاب أصدرت بيانا انتقدت فيه بشدة الحكومة التونسية متهمة إياها بتجاهل المطالب الديمقراطية عبر توجيه دعوة إلى شارون. وجاء في البيان أن هذه الدعوة هي إهانة للمشاعر الوطنية والإنسانية للشعب التونسي", داعية إلى تعبئة في كل الاتجاهات من أجل إفشال زيارة شارون. من ناحية أخرى أعلن مصدر رسمي أن المحامي التونسي محمد عبو الذي اعتقل الثلاثاء بعد احتجاجات على زيارة شارون المزمعة، وجهت له تهم بالتحريض على مخالفة القوانين وبأعمال عنف. وأوضحت المحامية راضية النصراوي أن توقيف عبو جاء بعد نشر نص ينتقد بقسوة دعوة أرييل شارون لزيارة تونس. وكان مسؤول في مكتب رئاسة الحكومة الإسرائيلية أعلن أن شارون وافق على دعوة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي له لزيارة تونس، لحضور مؤتمر دولي لتكنولوجيا المعلومات. المصدر: ق.الجزيرة/الفرنسية: