اتهم المسؤول عن البيئة في السلطة الفلسطينية إسرائيل بدفن عشرات آلاف الأطنان من النفايات السامة في الأراضي التي أقيمت عليها المستوطنات والمقرر إخلاؤها الشهر المقبل ضمن خطة الانسحاب الإسرائيلي من القطاع.وقال رئيس سلطة البيئة يوسف أبو صفية إنه في محيط مستعمرة غوش قطيف وحدها تم دفن 50 ألف طن من النفايات السامة تتنوع في هيئتها, فهي إما أن تكون مواد صلبة, أو نفايات سائلة أو غير ذلك.وكشف أن"حكومة الاحتلال تسرع في الوقت الراهن من وتيرة دفن هذه النفايات المحرمة دوليا في قطاع غزة والأراضي التي تنوي الانسحاب منها.وذكر أن السلطة الفلسطينية طالبت بتشكيل لجنة تحقيق دولية بهدف الاستعانة بخبراء دوليين لمساعدتها في إجراء مسح بيئي كامل لاكتشاف المخاطر البيئية سواء تلويث المياه الجوفية أو تصريف النفايات السائلة, بعد الانسحاب مباشرة.كما اتهم المسؤول الفلسطيني إسرائيل بسرقة الرمال الفلسطينية الموجودة في المستوطنات التي ستخلى الشهر المقبل وأشار إلى نقل المئات من الشاحنات المحملة بالرمال إلى داخل إسرائيل.ومن المقرر أن تخلي إسرائيل الشهر المقبل 21 مستوطنة في قطاع غزة من بينها مستوطنة غوش قطيف جنوبي القطاع بالإضافة إلى أربع مستوطنات معزولة شمال الضفة الغربية. وفي شأن آخر من شؤون الانسحاب الإسرائيلي نصح المبعوث الخاص للجنة الرباعية جيمس ولفنسن باستخدام حطام منازل المستوطنين الإسرائيليين التي ستدمر في قطاع غزة بعد عملية الانسحاب.وأكد ولفنسن بعد لقائه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في غزة أنه يمكن استخدام معظم الحطام الذي يتكون من الإسمنت والآجر في إعادة البناء. واعتبر أن إعادة استخدام الردم ذو طابع تجاري يستطيع رجال الأعمال الفلسطينيون اتخاذه.ومن جانبه قال وزير الشؤون المدنية الفلسطيني محمد دحلان إن هناك دراسات فلسطينية حول مدى إمكانية الاستفادة من هذه المخلفات". وقال إن الجانب ألإسرائيلي وافق على إزالة المخلفات وأن السلطة الفلسطينية عرضت المساعدة في هذا المجال رغبة منها في ضمان عدم دفن هذه المخلفات داخل أراضي السلطة الفلسطينية وعدم إطالة مدة بقاء الجيش الإسرائيلي في القطاع بهدف إزالتها.كما تطرق دحلان إلى مسألة المعابر على حدود قطاع غزة وقال إن تقدما حدث في هذا المجال. وحث مبعوث اللجنة الرباعية للإشراف على الانسحاب الإسرائيلي جيمس ولفنسون على تركيز جهوده في المرحلة المقبلة على معبر رفح (الحدودي مع مصر جنوب القطاع) ومستقبله", مشددا على ضرورة "إنهاء التواجد الإسرائيلي" في المعبر.ومن أجل إعطاء ضمانات للجانب الإسرائيلي في الموضوع الأمني قال دحلان إن السلطة تقبل بوجود "طرف ثالث (دولي) على المعبر يوفر تلك الضمانة الأمنية" إضافة إلى "ضمان حرية الفلسطينيين أيضا".غير أن ولفنسون وإن أكد حدوث تقدم في مسألة المعابر إلا أنه أشار إلى أن "استكمال هذا التقدم مرتبط من وجهة النظر الإسرائيلية بالجانب الأمني". وأضاف أن تثبيت الأمن سيحل" مسألتي المطار ومعبر رفح". وفي هذا الإطار أكدت وزارة الداخلية الفلسطينية أن قواتها الأمنية جاهزة للمحافظة على النظام والهدوء أثناء الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة المقرر منتصف أغسطس/ آب القادم، رغم حاجتها الماسة للمزيد من الأسلحة والمعدات.وقال المتحدث باسم الوزارة توفيق أبو خوصة إن السلطة وضعت خطة كاملة للمحافظة على الهدوء أثناء عملية الانسحاب، ولن يمنعها نقص الأسلحة من تنفيذ هذه الخطة. وشدد على أن الفلسطينيين قدموا طلبات عديدة للمسؤولين الإسرائيليين والأميركيين لتزويدهم بأسلحة ومعدات أفضل، دون أن يتلقوا أي استجابة لطلباتهم.ومن جانبهم قال مسؤولون عسكريون إسرائيليون إنهم "ينظرون في الطلبات الفلسطينية" لكنهم لم يتخذوا بعد أي قرار بشأن ذلك.وفي التطورات الأخرى أطلقت كتائب شهداء جنين سراح الضابط الفلسطيني جهاد عبد الذي خطفته الكتائب الخميس واتهمته بالفساد.غير أن الكتائب عادت وأطلقت سراحه أمس بعد" إكمال التحقيق معه". وكان أقارب للضابط المخطوف خطفوا بدورهم اثنين من العمال التابعين للأمم المتحدة من بينهم امرأة كوسيلة للضغط على السلطة الفلسطينية من أجل التحرك لإطلاق جهاد عبد. إلا أن العمال أطلق سراحهم بعد ثلاث ساعات نتيجة تدخل السلطة.وفي تطور سابق أعلنت كتائب أحمد أبو الريش أحد الأجنحة العسكرية التابعة لحركة فتح مسؤوليتها عن إطلاق ثلاث قذائف هاون على مستوطنة جنوبغزة، لم تؤد إلى وقوع خسائر.