قال شهود عيان إن مروحيات إسرائيلية شنت هجمات على مواقع في قطاع غزة فجر اليوم السبت بعد ساعات من تصاعد التوتر عقب استشهاد 19 فلسطينيا في انفجار أثناء عرض عسكري لحماس في جباليا اتهمت إسرائيل بتنفيذه. وأعلن الاحتلال أن الهجوم استهدف ورشا للحدادة قال إنها تابعة لحركة حماس في غزة، لكن مراسل الجزيرة قال إنه طال منازل لأعضاء في حماس بمدينة غزة. ونقلت امرأة إلى المستشفى بعد هذه الغارات للعلاج إلا أنه لم يعرف حجم الخسائر بعد. وسبق هذه الغارات إعلان إسرائيلي لم تؤكده أية جهة فلسطينية بأن خمسة إسرائيليين أصيبوا بشظايا متطايرة من صواريخ أطلقها فلسطينيون من قطاع غزة على مدينة سيدروت خلال الليل. جاء ذلك بعد وقت قصير من اتهام حماس إسرائيل بشن هجوم على استعراض عسكري كانت تقوم به في مخيم جباليا، لكن إسرائيل نفت صلتها بالحادث الذي قالت حركة فتح إنه ناجم عن انفجار داخلي. وحملت اللجنة المركزية لحركة فتح حركة حماس المسؤولية الكاملة عن سقوط 19 شخصا بينهم طفلان وجرح نحو 120 منهم 20 إصابتهم خطيرة. واعتبرت فتح أن سقوط الضحايا جاء نتيجة للاستعراض العسكري الذي أقامته حماس في جباليا بشمال قطاع غزة، مشيرة إلى أن هذه الاستعراضات تشكل خروجاً عن الإجماع الوطني. ودعت اللجنة في بيان لها عقب اجتماعها في رام الله، برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس كافة القوى والفصائل إلى التوقف التام عن هذه الاستعراضات العسكرية، وإبعاد كافة الأسلحة والمتفجرات عن الأحياء السكنية. من جانبها اتهمت حماس السلطة بتسويق النفي الإسرائيلي حول دورها في العملية، وأشار القيادي في حماس محمود الزهار في حديث مع الجزيرة إلى أن مصابين زارهم في المستشفى أكدوا إطلاق صواريخ من طائرات إسرائيلية, معتبرا أنه من الطبيعي ألا تقر إسرائيل بالعملية لأنها تعرف أن الرد العسكري سيكون بحجمها. وانتقد الزهار -الذي أكد أن 90% من المصابين أطفال- موقف السلطة التي تحدثت عن "انفجار عبوات" رغم أنها "لم تفحص ولم تزر مكان الانفجار", واعتبر أن إسرائيل نجحت في نقل حالة الإرباك الذي تعانيه إلى الفلسطينيين الذين لم يستطيعوا الاتفاق على رواية واحدة. كما استغرب القيادي في حماس حسن يوسف في حديث مع الجزيرة تسارع جهات رسمية إلى تبني الرواية الإسرائيلية رغم أن "إسرائيل قالت مرارا إنها ستنفذ اغتيالات وتقر بها, وأحيانا لن تتحدث عنها, وتنكرها في أحيان أخرى", واستغرب موقف السلطة التي قالت بفرضية "الخطأ الداخلي" بعد دقائق فقط من الانفجار رغم أن "إمكانية المحقق الفلسطيني أبسط من البسيطة". وكان قيادي حماس نزار الريان –الذي فقد أخاه قيادي كتائب القسام عدنان الريان في الانفجار- قد ذكر في مؤتمر صحفي بغزة أن الكل رأى طائرات الاستطلاع الإسرائيلية تحلق في المنطقة قبل وقوع الانفجار, مبديا أسفه لكون البعض تحولوا أبواقا يسوقون الرواية الإسرائيلية. وقال الريان إن فرضية الخطأ الداخلي غير قائمة لأن صواريخ القسام التي استعرضتها حماس كانت مجرد مجسمات بلاستيكية لا يمكن أن تنفجر, مستدلا بقطعة من لوحة إلكترونية -عثر عليها الأطباء- على أن الأمر يتعلق بهجوم صاروخي. من جانبها نفت إسرائيل قيامها بالاعتداء، وجدد مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي رعنان غيسين في حديث للجزيرة نفي تورط تل أبيب واعتبر الانفجار دليلا على ضرورة نزع سلاح حماس وألا يكون هناك إلا سلاح واحد وهو سلاح السلطة. ونفى غيسين تحليق طائرات أباتشي أو طائرات تجسس في أجواء مكان الانفجار قبل حدوثه, قائلا إن إسرائيل لن تعود إلى غزة ولا ترغب في العودة إليها. من جهة أخرى عبر مئات الفلسطينيين إلى مصر بعد فتح معبر رفح مؤقتا بهدف تسهيل عبور الطلاب والمرضى والمقيمين بالخارج من مواطني غزة، مستخدمين حافلات خاصة على أن يفتشوا وتدقق هوياتهم قبل العبور. وقال وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الفلسطيني صبري صيدم إن قائمة بالمسافرين الذين سيسلكون معبر رفح ستسلم لإسرائيل التي تطالب بحق مراقبة البضائع والأفراد الداخلين إلى القطاع رغم انسحابها منه. كما قال صيدم إن المعبر سيغلق مرة أخرى ابتداء من السبت حتى التوصل إلى اتفاق بوساطة دولية مع إسرائيل بشأن كيفية إدارة السفر بين غزة ومصر. الجزيرة + وكالات