*- المحرر الاخباري ل "شبوة برس": الجماهير العربية والإسلامية التي تتابع بشغف وحزن ما يحدث في فلسطين، كانت تنتظر من قمة الدوحة لحظة تاريخية، نقطة تحول تُترجم فيها الدماء إلى إرادة سياسية حقيقية. لكن يبدو أن ما سيصدر عن المجتمعين هو مجرد "إدانة هزيلة" أخرى تُضاف إلى سجل طويل من العجز والتراجع، مما يؤكد الهوة السحيقة بين إرادة الحكام وإرادة المحكومين.
هنا، لا نخاطب القادة المجتمعين بلسان الدبلوماسية المجوفة، بل بصوت الرجل والمرأة والطفل في كل عاصمة وقرية عربية، الذين يملكون من الشجاعة ما فقدتموه، ويرون الحقيقة بعيونهم لا بعيون مستشاريكم الغربيين.
1. الشارع لا يريد كلمات.. يريد قرارات: الشارع العربي لم يعد يطيق سماع مصطلحات مثل "نشجب، ونستنكر، وندعو المجتمع الدولي". لقد ماتت مصداقية هذه اللغة. الشارع يريد إجراءات واضحة:
قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع الكيان الصهيوني، ليس كتهديد، بل كقرار فوري.
فتح المعابر بشكل دائم وغير مشروط، وليس التبرع ببضعة شاحنات مساعدات بينما تستمر المذابح.
استخدام السلاح النفطي والاقتصادي كرافعة حقيقية للضغط، كما فعل الأجداد في 1973، وليس كمجرد ورقة للمساومة.
2. الخوف من واشنطن ليس مبررًا.. إنه عار: إذا كان "الخوف" من غضب أمريكا هو التبرير السري لضعفكم، فاعلموا أن التاريخ لن يرحم من يخون قضية أمته خوفًا من عقاب سيده. الشارع العربي يفهم دبلوماسية المصلحة، لكنه يرفض دبلوماسية "الذل والتبعية". لقد قدم الشعب الفلسطيني مئات الآلاف من الشهداء، فهل خوفكم على كراسيكم أكبر من خوف الأم على أطفالها تحت الأنقاض؟
3. الفصاحة في الخطاب.. والخنوع في الفعل: نشاهدكم تتحدثون بلغة عربية فصيحة عن "الوحدة" و"النصرة"، ولكن أفعالكم تُترجم إلى لغة واحدة يفهمها الكل: الاستسلام. إن التناقض بين قوة خطاباتكم وضعف مواقفكم هو ما يقتل أي أمل باقٍ في نفوس الناس.
4. رسالة إلى المجتمعين في الدوحة: إن كنتم حقًا لا تريدون "إخيابة ظن" الشارع العربي، فليكن قراركم مختلفًا:
اجعلوا من قمتكم منصة للإعلان عن مقاطعة شاملة، لا عن إدانة خجولة.
اجعلوها لحظة إعلان مسؤوليتكم المباشرة عن حماية الشعب الفلسطيني، وليس مجرد مشاركة في وجعه.
انصتوا إلى صيحات الملايين في الشوارع، فهي صوت الضمير العالمي، وليس إلى همسات السفراء في العواصم