شهد اليمن، أمس، يوماً دامياً قتل فيه 70 يمنياً في هجومين انتحاريين يحملان بصمات تنظيم "القاعدة" استهدفا أنصار الحوثيين في صنعاء والجيش في حضرموتجنوب شرقي البلاد، وهو ما أصاب اليمنيين بحالة من الصدمة مما يحدث في بلادهم، وقد هز تفجير انتحاري كبير العاصمة صنعاء واستهدف متظاهرين حوثيين وأوقع نحو 50 قتيلاً بينهم أطفال ومسنون و145 جريحاً إصابات 30 منهم حرجة، فيما قتل 20 جندياً وأصيب 13 آخرون في هجوم انتحاري آخر شنه مسلحون من جماعة "أنصار الشريعة"، الذراع اليمنية لتنظيم "القاعدة" على دورية حاجز تفتيش عسكري غرب مدينة المكلا بمحافظة حضرموت شرقي البلاد، وعاش اليمنيون حالة من الذهول والصدمة بعد العمليتين، في حين دانت أطراف دولية عدة الهجمات الإرهابية، وعبر الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني عن إدانة المجلس للحادث "الإرهابي الجبان" الذي وقع بميدان التحرير وسط العاصمة صنعاء، وكذا "الحوادث الإرهابية" في محافظتي البيضاءوحضرموت، وأعرب عن أحر التعازي للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والشعب اليمني وأهالي وأسر الشهداء الذين سقطوا في هذه الحوادث وتمنياته للجرحى بالشفاء العاجل، فيما اتهمت جماعة الحوثي ما أسمتها "أطرافاً خارجية متآمرة" بتدبير الهجوم الذي استهدف المتظاهرين . وأكد هادي أن قبوله اعتذار أحمد عوض بن مبارك عن تكليفه تشكيل الحكومة جاء في إطار حرصه على تجنيب اليمن ويلات الحرب الأهلية وتعزيز أمن واستقرار البلاد ووحدتها، ما دفع الحوثيين مبدئياً إلى وقف الفعاليات الاحتجاجية، فيما سيدعو "المستشارين للبحث مجدداً عن شخصية تكون محلاً للاتفاق والوفاق واستناداً إلى المعايير التي حددها اتفاق السلم والشراكة الوطنية، وبصورة عاجلة" . وأطلع هادي سفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية، على جهوده وقال: "لا بد من التنازل لبعضنا من أجل اليمن واستقراره وأمنه وبما يكفل تجاوز التحديات الماثلة والظروف الصعبة التي تمر بها البلاد"، وبحث مع السفراء العشرة مستجدات الأوضاع على الساحة اليمنية، فيما أكد السفراء ضرورة العمل على تجنيب اليمن هذه المحن والخروج به إلى آفاق السلام والوئام وفقاً لمقررات الحوار الوطني الشامل .