في الوقت الذي تتواتر أنباء عن قرب التوقيع على مسودة اتفاق جدة بين الانتقالي والحكومة اليمنية ، والتي تحدث سياسيون انها ستكون بعد غداً الخميس ، إلى أن المؤشرات التي يظهرها إعلام الشرعية سيما جناح حزب الإصلاح الموالي لقطر - الذي يختطف الشرعية ويتحكم بقرارها - تبين أن هناك نقاط خلاف لا تزال قائمة ، ويفسرها البعض علها أنها دليل على أن الاتفاق سيذهب بعيداً عن ما تشتهيه سفن الإصلاح ومحركيهم القطريين ، ولهذا يصرخون عبر الإعلام ويسريون مسودات بهدف إفشال الحوار. وفي المجمل فالتاكيدات تتطابق حول وصول حوار جدة إلى مراحل متقدمة وتؤشر لقرب التوقيع عليه ، وأمام هذا ، سعى محرر (عدن تايم) للبحث عن المكاسب التي من المرجح أن يحققها الانتقالي للجنوبيين من حوار جدة ، في ضوء ما كشفت عنه مصادر مقربة من الانتقالي حول ابرز نقاط الاتفاق ، وكذلك قراءة المحرر الخاصة ، والاستدلال بتعليق سياسيون ، فإلى تفاصيل التقرير.
إدارة الجنوب والتمهيد لتحقيق تطلعات الحنوبيين تسلم قوات الانتقالي من الأحزمة والنخب ملف الأمن في محافظات الجنوب ، وكذلك سحب القوات الشمالية من الجنوب ، وتحويل الإيرادات لعدن ، واقالة الحكومة ، هي أبرز النقاط التي من المرجح الاتفاق عليها حسب مقربين من الانتقالي في جولة حوار جدة ، وهي بطبيعة الحال ستسهم في تمكينه من إدارة الجنوب ، والتمهيد لتحقيق تطلعاته شعب الجنوب. حيث تقول مصادر مقربة من قيادة الانتقالي إن أبرز النقاط التي تم التوافق عليها في حوار جدة ، تتمثل في انسحاب كافة القوات الشمالية من الجنوب ونقلها الى خطوط التماس مع مليشيات الحوثي ، وكذلك تتولى قوات الانتقالي المتمثلة في النخب والاحزمة الأمنية مسؤولية الحفاظ على الأمن في الجنوب تحت قيادة وزارة الداخلية التي سيعين اها وزير جديد وسيشرف عليها التحالف ، بالإضافة إلى تحويل كافة لايرادات من كل المحافظات الى البنك المركزي في عدن ، واقالة الحكومة ، وكذا اشراك الانتقالي في مفاوضات الحل النهائي المقبلة. وفي حال تطبيق تلك النقاط التي أشرنا إليها ، وغيرها من النقاط المتوقع أن يخرج بها حوار جدة ، فهي وبطبيعة الحال تمكن الانتقالي من ملف إدارة محافظات الجنوب إدارياً وامنياً وعسكرياً سيما مع إخراج القوات الشمالية ، وبالتالي تمهد الطريق أمام تحقيق الانتقالي اهداف ثورة شعب الجنوب وتطلعاته في بناء الدولة الجنوبية العادلة.
إزاحة عبث الإصلاح يخدم الجنوب والتحالف
وعلى ما يبدوا أن النقطة التي تتحدث عن إخراج القوات الشمالية من الجنوب وعلى وجه التحديد من شبوة ووادي حضرموت ، والتي هي في الأصل قوات تابعة لحزب الإصلاح - المرتبط بالإرهاب - الموالي لقطر ، وتهدف من تواجدها حماية مصالحها التي تكسبها من عائدات نهبها وبيعها لثروات شبوةوحضرموت النفطية ، وغير النفطية ، تعد أيضاً مكسب بالغ الأهمية للجنوب يحققه الانتقالي الجنوبي من حوار جدة ، كما أنه في نفس الوقت مكسب للتحالف. فعلى الرغم من أن الشرعية الإخوانية قد تمانع في تنفيذ هذه النقطة ، وتحاول التنصل من تنفيذها ، إلى أنها ستجد نفسها ملزمة في التنفيذ ، سيما والانباء تتحدث عن إشراف إقليمي ودولي على التنفيذ ، حتى وإن أصرت على الرفض فإنها ستفتح المجال لمواجهة محتملة مع قوات الانتقالي ، ودونه اعتراض من التحالف. ويحتل تنفيذ هذا النقطة أهمية كبرى لدى أبناء الجنوب ، الذين طالما تجرعوا ويلات المعاناة من ممارسات قوى النفوذ الشمالية ، حيث سينتج عنها إنهاء عبث ونهب حزب الإصلاح الموالي لقطر في الجنوب ، وإخراجه خارج حسابات الشرعية وتحريرها من اختطاف قرارها ، كما أن فيه مصلحة للتحالف باعتباره تقليص لنفوذ قطر وتركيا التي تدعم وترعى الحزب.
اعتراف قانوني بالمجلس ممثل للجنوب
مما لا شك فيه أن المجلس الانتقالي وبحضوره على الأرض وأيضاً الحضور السياسي في جدة كند قوى للحكومة وبمباركة إقليمية ودولية، استطاع أن يثبت أنه خير من يمثل الجنوب ، وتفوق على الشرعية وافشل مساعيها لطمسه والقضاء عليه. وفي هذا الصدد قال الكاتب السياسي م.مسعود أحمد زين أن : الحوار في جدة بين الانتقالي والحكومة وصل لمراحل متقدمة ، وأن بعض بنود الاتفاق غير مقبولة لأطراف في الشرعية وأولها إنجاز الاتفاق شكلا بما يعني التوقيع عليه". وأوضح : أن التوقيع على اتفاقية جدة بين الانتقالي والحكومة هو الاعتراف القانوني بالمجلس الانتقالي كطرف سياسي أساسي في تمثيل الجنوب ، (وهذا يعني خسارة عامين من العمل الضخم والواسع لهم في كل مجال بغية طمس الانتقالي والقضاء عليه).
مشروعية دولية
ويضيف السياسي م.مسعود أحمد زين ، إلى أن أهمية حوار جدة والتوقيع عليه تكمن في الحصول علي المشروعية الدولية للقضية الجنوبية .. نعم المشروعية الدولية من خلال تعميد طرف جنوبي مستقل - المجلس الانتقالي - لا يتبع صنعاء ممثلا للجنوب في هذه المرحلة. ولفت إلى أن هذا الأمر وحصول المجلس على المشروعية الدولة : هي سبب الايغال من قبل إعلام الشرعية وتصريحات بعض مسؤوليها ، في نشر التسريبات عن الاتفاق لغرض التشويش علي الجنوبيين وتوليد قناعة سلبية لديهم حول الاتفاق.