المرحلة الرابعة التي ابتدأت في الثاني والعشرين من مايو 1990م قبل ان نشرع في الحديث عن المرحلة الرابعة فلابد من الاشارة الى الاتي :- خلال مرحلة النظام الوطني بعد الاستقلال والى يوم الوحدة كان النظام بتوجهه الاشتراكي الارعن قد جمّد كل اوجه الحياة الاقتصادية للمجتمع وبشكل لا يصدق = ممنوع الاستثمار في اراضي البناء وتاميم كل الاراضي = ممنوع الاستثمار في الاسكان وتم تأميم كل المنازل والمحلات التجارية = ممنوع الاصطياد بالشركات والمجموعات واختصارها على تعاونيات تحت سيطرت الدولة هي من تحدد اسعار منتجاتها . = تعطيل قطاع الزراعة بالانتفاضات وتحديد اسعار السلع مقدما مما منع الفلاحين الصغار من الزراعة . = ممنوع الاستثمار في قطاع النقل البري والبحري والجوي وجعل ذلك للدوله . = ممنوع السياحة واعتبار كل من يريد ان يدخل البلد جاسوساً للغرب او الرجعية . = تعطيل اعمال مينائي عدن البحري والجوي وهم مينائين عالميين قبل الاستقلال . = ممنوع السفر للعلاج على الحساب الشخصي الا بموافقة اللجنة الطبية الصعب الوصول اليها, = ممنوع السفر للاغتراب ولجوء الناس للهرب . وقائمة طويلة من الممنوعات في ضل وضع اقتصادي هش. من المفارقات العجيبة انه مرتكز في الحصول على "العملات الصعبة" لتغطية الواردات على عائدات المهاجرين بصورة رئيسية وهم المهاجرين الغير معترف بهم كمغتربين وانما هاربين . وللقارىء العزيز تصور حالة شعب متعطش لكل اوجه الحياة وممارسة التنافس الذي فطر الناس عليه منذ ان خلق على الارض ..نعم للقارىء تصور ماهي نتائج ان يطلق العنان لهذا الشعب في الحرية الكاملة لممارسة كل ماعن له ومن دون رقيب او حسيب في عمل عشوائي اكبر واخطر لعلني من الممكن ان اسميها مرحلة عشوائية العشوائيات في كل شي . انها مرحلة اخرى رئينا الناس سكارى وماهم بسكارى , فبينما لكل انتقال ولكل تطور ولكل منجز شروطه وظروفه وعوامله فان الناس لدينا قد " جنّوا" بشكل لامثيل له . فالجميع ,الجميع .ارادوا ان يتحولوا بين عشية وضحاها الى رجال اعمال , وآخرين ارادوا ان يكونوا مشائخ ,,ثم عسكر ارادوا ان بتحولوا الى ضباط ,, وهكذا اختلط الحابل بالنابل . لماذا هذا حصل ..؟؟ انه قد حصل لان اتفاقات الوحدة لم تتم بحسن نية , ولم تتم اعتماداً على ارادة سياسية صادقة بالوصول بالبلد الى مصاف البلدان الاخرى من الاستقرار والنماء والتطور ففي الجنوب فان اغلب القوى الجنوبية الفاعلة قد كانت خارج اللعبة وخارج المحادثات ولكنها النية الطيبة البليدة التي تلبست القوم جميعا عند ان رضيت باستبعادها من محادثات الوحدة التي اثبتت الايام بان كل طرف من الاطراف المتفاوضة عليها انما قد كان يتوجس وانهم انما كانا يعملان لاجل اقصاء الاخر واقصاء الاخرين وهوا ما تم في الاخير للطرف الشمالي والذي لم يستفد من هذا ليؤرخ لنفسه مجدا وتاريخاً ناصعاً باعادة التحالفات والشراكة على نحو جديد ومفيد للبلد , وخلافاً لذلك قاد البلد الى النتائج الحالية من الازمات القاتلة والخطيرة الناتجة عن الغاء الشراكة بل والغاء مقومات الدولة , رغم وجود مقدماتها الطيبة في كلا الشطرين قبل الوحدة . في هذه المرحلة , يمكن ان تكتب مجلدات عن عيوب بل اخطاء بل جرائم في حق الوطن وقد اشرنا الى ان السلوك مع الاسف اتجهت نحو الغاء مسمى النظام والدولة وهوا عمل كاد ان يذهب البلد برمتها الى منزلق اكثر من خطير .. لكن المؤكد ان من كان وراء هذا العمل السيء والقبيح هم قلة قليلة وبخلاف عموم افراد الشعب وكثير من القوى السياسية في الشطرين والتي كانت ولازالت ان بشكل او آخر تنشد الخير والنماء والتطور والعزة للمجتمع كافة , هل من ايجابيات .؟؟؟ في كل عمل مهما كان على وجه البسيطة تكون هناك من احشاء العمل السلبي ايجابيات ولو لم تكن الا تعلم الاخطاء والعمل على تجاوزها . وفي الجنوب انطلق الناس كما قلنا وفي زحمة العشوائية تعلم الكثير اموراً كثيرة غابت عنهم بفعل الاتجاه الاشتراكي الجامد . نعم انطلقت قوى حية لتمارس التجارة والزراعة واعمال البناء والسياحة والاصطياد وبرزت مهن حرة سبق وان انقرضت وعاد المغتربون وكان لممارسة المضاربة في اراضي البناء بما تحمله من عيوب عوامل ايجابية في الدورة المالية الضخمة في حياة الناس اخرجت المخبأ واستقدمت مليارات من الخارج وزوجت شباب وانشأت بقالات ومعامل صغيره وحركت الحياة بشكل ايجابي لا مثيل له ,لاينتظر الا قوننة ذلك والانطلاق بصورة اكبر اتجاه البناء والتطور . كما نكذب لو انكرنا ان في زحمة السلبيات الكبيرة قد حدثت نقله لا باس بها في البنية التحتية بعموم محافظات الجنوب وفي قريتي الصغيرة عرفنا الكثير فمن مستشفى لم يكن موجود ومن وحدات صحية عديدة بالضواحي بعد ان كانت واحدة فقط بالمنطقة . ثم المدارس الكثيرة التي شيدت بالضواحي حتى الطريق المسفلت والتلفون الارضي فانها توجت بالحركة التجارية الكبيرة التي انعكست على حياة الناس ايجابا بوصول الاسماك الطازجة والدواجن واللحوم والخضار والفواكه بعد ان كان هذا صفر على الشمال قبل الوحدة . هل نحن اليوم على مشارف مرحلة جديدة ممكن ان نسميها الخامسة ؟؟ اجزم بان الجواب بنعم ..اما ما لونها وشكلها فان العلم عند الله وان كنا نأمل بان انطلاقة جديدة متقدمة هي في الطريق ,تستفيد من كل أخطاء وعيوب المراحل السابقة وتؤسس لدولة اتحادية يحكمها بحق النظام والقانون والعدالة الاجتماعية والانطلاق نحو المستقبل بكل أمان . انشاء الله * ومرة اخرى انوه الى ان البعض قد اخطاؤا بنقلهم الحلقة الاولى من موضوعي بعنوان لم اكن قد كتبته ذكروا فيه مسمى الجنوب العربي .