بينما شعب الجنوب يقدم تضحيات جسام من الشهداء والجرحى في سبيل استعادة حريته ودولته تقوم المجاميع التي كانت شريكة للدكتاتور علي عبدالله صالح في الحرب على الجنوب ونهبه عام 1994م تقوم منذ الاطاحة به نهاية عام 2011م ووصول عبدربه منصور هادي إلى الحكم بالاستلاء على ممتلكات دولة الجنوب وتحويلها الى مساكن لها أو بيعها وعلى سبيل المثال مقر ادارة الإنشاءات في المنصورة وكذا المعسكرات في صلاح الدين وغيرها من المنشآت العامة. وبعد ان قامت بذلك كله وصل بها الامر خلال الفترة القريبة الى البسط المنظم على الاراضي التابعة للمواطنين الجنوبين في الممدارة وما جاورها وكذا في بير فضل وخور مكسر وغيرها من المناطق في عدن والاطراف الجنوبية من محافظة لحج بما فيها قطع الاراضي التي صرفت للجنوبيين كتعويض لهم عن منازلهم التي تم اقتحامها واحتلالها من قبل هذه المجموعة وشركائهم الشماليين بعد احتلال الجنوب عام 1994م . تقوم هذه المجموعة ليس الرجال فقط وإنما حتى النساء بنهب اراض الجنوبيين الذين لم يستطيعون بناءها أو تسويرها نتيجة لحالة الفقر الذي يعيشونه بفعل سياسة الاحتلال تحت مبرر انها أراضي تابعة للشماليين حتى وصل الامر الى الاستيلاء عليها بقوة السلاح وسقوط قتلى وجرحى . منذ فترة طويلة حاولنا التحدث مع بعض القيادات والوجاهات الاجتماعية التي تربطها علاقات اسرية ومناطقية بهذه المجاميع أن مثل هذه الاعمال البربرية والوحشية عبارة عن طعن بتضحيات شعب الجنوب وسوف تؤدي الى اشكاليات كبيرة حاليا وفي المستقبل بين ابناء الجنوب. فكان الرد أن تلك المجاميع تقومون بالاستلاء على ممتلكات واراضي الشماليين .. وكأن ممتلكات الشماليين ايضا اصبح حق مشروع الاستيلاء عليها. بل ان هناك تحريض للجنوبيين الاخرين على القيام بأعمال النهب لممتلكات الجنوبيين وغير الجنوبيين ويروجون لإشاعة قذرة مفادها أن من سوف يتم الاستلاء على ارضه عليه ان يقدم شكوى لتعويضه من قبل الدولة.. تقوم هذه المجاميع بهذه الاعمال الهمجية بتوجيه وحماية من قبل قياديين مدنيين وعسكريين وامنيين من نفس الاتجاه الجهوي. بل يتم صرف لهم وثائق بما يمكنهم من بيعها وبثمن بخس بما يخلق لأصحاب الاراضي الشرعيين مشاكل مع المشتريين. إن مثل هذه الاعمال اللا اخلاقية وتحت اي مبرر كان يتم القيام بها انما تهدف الى خلط الاوراق في الجنوب وحرف مسار الثورة الجنوبية عن هدفها الرئيسي وتقوض المصالحة الوطنية الجنوبية التي تم العمل بها منذ عام 2006م . كما انها تشوه صورة الثورة الجنوبية وتقضي على احلام شعبنا باستعادة دولته .. دولة النظام والقانون. بل تجعل البعض من الجنوبيين يفضل استمرار ما تسمى بالوحدة على الاقل محرم فيها الاستيلاء على ممتلكات الغير وقد سمعت ذلك من قبل الكثير من المواطنين الجنوبيين . وتدفع بالشماليين الذين اصبحت لديهم ممتلكات في الجنوب الى التمسك بالوحدة والقتال في سبيلها لأنه دفاع عن ممتلكاتهم. وتحرم شعبنا من اي تعاطف اقليمي ودولي في استعادة حريته ودولته. ولهذا ندعو شعب الجنوب قاطبة الى وقفة مسئولة ضد هذا العمل التأمري على ثورته ومستقبله قبل فوات الأوان. المواطن الجنوبي/ محمد عباس ناجي. 5 يونيو 2013م