تحت هذا العنوان كتب المحامي " أحمد هبيص" عمن أغرقوا ميدان النضال الجنوبي بالمال السياسي بعد أن كان ثوريا نضيفا , وسلطوا على من لم يتبعهم كلاب الصيد التي تحولت الى كلاب مسعورة . وقال المحامي هبيص : اقتحم أرباب السياسة ثورة شعب وخلطوا بين ثورة الثائرين وفعل السياسيين فقدموا الأخير على الأول استعجالا منهم لقطف ثمرة الداخل لمصلحة الخارج بكل مسمياته. أغرقوا الميدان بالمال السياسي بعد أن كان ثوريا نظيفا صدوا به الأصل عارضوه ناصبوه العداء , وفي سبيل إقصاءه وتجميده وشل حركته نهائيا غذوا بأموالهم خلافات لا معنى لها غير اعتقادهم أن الفعل الثوري انتهى ولم يتبق إلا دورهم كسياسيين , وبدلا من إعمال التناغم والإنسجام شروا بثمن بخس كل شيء جميل فكان قبحهم الذي وصل حدا لا يطاق فرحا للمتربصين زاد من شماتة الأعداء ..أبعد عن الميدان كل شريف ورمي بأي عمل تنويري عرض الحائط , ومن لم يتبع سلطوا عليه كلاب الصيد و الفيد التي تحولت بعوامل التعرية إلى كلاب مسعورة قتلت بجهلها زخم الثورة ميدانيا وهاهي تموت (الكلاب) بعد احتكار واختزال وتسلط أهوج . انسلخت المكونات , كبرت التسميات , كثرت الكلمات و لكن تقزمت الأفعال لأن التناغم المفترض تجاذبته ثورة مشوبة باختراق سياسي يتعالى على التواجد في الميدان ويكتفي بالسيطرة المادية والذاتية والإدراة من غرف الفنادق والشاليهات وعواصم البلدان بريموت كنترول متعدد الوسائل عبر أدوات ونسخ مصطنعة في الواقع مفتقده في الحقيقة لرؤية ثورية وبعد يقود إلى تفاوض ندي ثوري لاسياسي . هي حرب يقودها أرباب السياسة ضد كل الثائرين بواسطة المال الحزبي السلطوي لاستبدال كل شيء جميل وإحلال أجندة سياسية يمنية تستند على قاعدة الحوار السياسي المفتقد كل مقاوماته الثورية والشعبية وفي الجهة المقابلة تترقب نفس الوجوه حوارا نديا آخر وإن كان لايختلف عن نفس التوصيف السابق إلا أنه لايحمل في طياته معنى التفاوض الثوري لما يتتمخض عنه من مخرجات سياسية مبنية على قرارات سياسية دولية سابقة برزت قبل الفعل الثوري ولم تكن نتيجة له وبالتالي فإن تفاوضا من هذا القبيل أيضا لايحمل غير السمة السياسية المفتقدة فرض الإشتراطات الثورية على الطاولة وليس استثمارها وفقا للمعطيات السياسة المتاحة. وعليه ففي تقديري أن مصطلح الحوار أو التفاوض السياسي المستثمر للعمل الثوري فقط لاجدوى منه والواقع سيؤكد أن الاستماتة على الفعل الميداني الذي يفرض تفاوضا تحدد بنوده الثورة الجنوبية ذاتها ويمثلها فيه الثوار أنفسهم وليس الأشخاص أو النخب السياسية الحزبية هو الأمان , وإن كان تناغم الأشخاص والسياسيين المجردين بانتمائهم للوطن عن الحزب والذات أجدر بوصفهم سندا للثورة وليس مستثمرين لها , مالم فإن الإنسجام والتكتيك بين الاستمرارية والمرونة هو الأولى للوصول الآمن غير أن هناك ممن لايزال متعنتا دون أي مبرر وجيه .وفي كل الأحوال فإن بقاء الميدان مشتعلا بالحماس والزخم الثوري هو الإتجاه والخيار الوحيد هذا هو بيت القصيد .. وتأسيسا عليه فإن أي فعل يعطل ذلك ويستمر في مسلسل التخوين والإقصاء لايمكن اعتباره إلا عملا سياسيا مدفوع الأجر يهدف إلى الإنقلاب على ثورة الجنوب والعودة بالبلاد من جديد لباب اليمن . أيها السياسيون.. ارفعوا أيديكم عن الميدان وكفوا عن العبث به , لاتفسدوه بالمال السياسي , ترفعوا عن فرض ذواتكم وشرعياتكم السياسية على ثورة شعب تحررية , ويقيني أن كل من كانت قرآته للمثل الحضرمي : ( ماحد يعطي المغروم نضف) خاطئة , عليه أن يتدارك استيعابه قبل أن تتداركه مسافات الطريق ..!