مخلافي للحزب الاشتراكي اليمني لن يجد أي أختلاف في لغة الخطاب عن ما تطرحه بقية قوى الشمال التقليدية من الحوثي الى الاخوان وصولا الى المؤتمر في مسالة الوحدة الذي يراها الاشتراكي مغدور بها ويعني بالغدر هنا ما أصابه هو كحزب حاكما حينها للجنوب من شركاء الوحدة في الشمال والذي يعتبر الحل بالنسبة له في مشروع أقليم شمالي و أقليم جنوبي مع بقاء الوحدة مصير لا مفر منه مستثنيا خيار الجنوبيون وحقهم في الحرية فهل كان المخلافي مختلف في مايجاهربه حميد الاحمر مثلا ؟ الاشتراكية تجربة صعد صداها و أنتشر مداها في حقبة زمنية معينة و تضائل وجودها مع ضعف الاتحاد السوفييتي ، أما بالنسبة للجنوب الذي لا يتعدا فترة حكمه 18 عام فقط فهو لا يسمح في الحديث أنه الاشتراكية تجربة و فكر فشل في صراع 86 بين أقطاب الاشتراكي الذي مثل كل قطب طرف من أطراف الصراع بين اليسار الماوي و اليسار الماركسي وكان الشعب وحده في الجنوب ضحية ذلك الصراع الذي هرب اليه اطراف الصراع في اشعال المناطقية كما حدث الصراع الطائفي في لبنان وإنحياز الشيوعين في العراق الى التشيع المدعوم من إيران ، فقد فشلت الاشتراكية بالفعل وخسر 90% من كوادره الجنوبيين وبعد أحتلال 94 توسعت دائرة الخيارات السياسية للاحزاب الذي تقاسم معها الاشتراكي اليمني حصته من الجنوب الجريح لذا ماهو موجود الان لم يعد الا صورة شمالية للاشتراكي أو عناصر جنوبية مؤلفة قلوبهم بالمناصب أو ذو أصول شمالية وجميعها لا تمثل خيار الجنوب ومشروعه .
لقد مثل تحرير الجنوب في معركة 2015 نقلة نوعية و مكاسب كبيرة أهمها وجود الاطار السياسي للمجلس الانتقالي الذي يعد رافعة وطنية للقضية الجنوبية لبلوغ أهدافها المنشودة التي تجاوزت سقف الاحزاب اليمنية ومنها الاشتراكي والتي تعتبره بمثابة تهديد وجودي لها لذا تسعى كافة تلك الاحزاب الى أفشال المشروع الجنوبي الموحد بعد سنوات من الشتات أما عبر أختراقه بقيادة أشتراكية وأضعاف قراره و توجهاته أو عبر معاداته بشكل واضح كما يفعل الاخوان أو الرهان على بندقية الحوثي الذي تمثل كل قوى الشمال في قضية الحفاظ على الوحدة .
تعد الاحزاب السياسية خطرا كبيرا تهدد الجنوب لا يختلف عن التهديد العسكري الذي يمثله الحوثي و الجناح العسكري للاخوان او مابات يعرف بجيش الشرعية الذي لم يحقق نصرا يذكر ، لذا طالما أن لا حزب سياسي سوف يقف مساند لحق الجنوب في تقرير