رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن لجوء قادة الجيش لاستخدام الفتاوي الدينية التي تبيح قتل المتظاهرين السلميين من أنصار الرئيس محمد مرسي تعكس حالة تخوف شديدة انتشار حالة التمرد داخل الجيش وعصيان الجنود والضباط للأوامر باستخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين السلميين، وذلك بعد أن تبين مقتل عدد كبير من أقاربهم في مذبحة فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة. وقالت الصحيفة إن الجيش بدأ في تجنيد عدد من "المشايخ والعلماء" للقيام بحملة دعائية لإقناع الجنود ورجال الشرطة أن لديهم واجب ديني يقتضي عليهم طاعة الأوامر واستخدام القوة المميتة ضد أنصار الرئيس مرسي، معتبرة أن تلك الحملة تشير لتزايد حالة الخوف والقلق لدى الجنرالات من عصيان الجنود والضباط للأوامر، بعد أن قتل المئات من زملائه وأقاربهم الذين تظاهروا ضد الجيش في رابعة والنهضة، خاصة أن عنف الجيش ضد المدنيين غير مسبوق في تاريخ مصر الحديث. وأضافت إن لجوء الجيش إلى الدين لتبرير القتل مقياس جديدا على مدى عزم الجيش على كسر الركيزة الأساسية لدعم الرئيس مرسي والإسلاميين، فقد تمت الإطاحة بالرئيس مرسي باسم التسامح والشمولية ووضع حد للحكم الديني، والجيش الآن يبعث برسائل دينية لقواته لدرجة تثير الاستغراب، حيث يفتي علماءه بوجوب قتل المدنيين تحت حجج أنهم مسلحين ومتشددين يدعون للعنف. واستشهدت الصحيفة بفيديو للدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، حيث أباح فيه قتل المعارضين وشبه معارضي الانقلاب بأنهم "خوارج" يجوز قتلهم قائلا: "إنه حتى مع قدسية وعظم الدم النبي يسمح لنا بمحاربتهم". وفي شريط فيديو أخر، ظهر سالم عبد الجليل، وهو باحث كبير سابق في وزارة الأوقاف خلال حكم مبارك ليقول: "إن مثل هذه المعارضة المعتدين ليسوا من المصريين الشرفاء.. وإذا ما استمروا في مثل هذا التظاهرات التي لا يعترف بها الدين وبدون سبب أو منطق.. فإن استخدام السلاح واجب على القوات المسلحة عند الحاجة ضد هولاء الأعداء". كما وجه الدعية الشاب عمرو خالد كلامه للضباط والجنود بالقول: "أنت مجند في الجيش المصري أنت تنفذ مهمة في سبيل الله عز وجل"، واشارت الصحيفة إلى أنه لا يعرف متى تم بالظبط تصوير هذه الفيديوهات التي انتشرت على الانترنت بشكل كبير مؤخرا. وأوضحت الصحيفة أن المخاوف من العصيان مفهومة لأن الجيش والشرطة هم في الأساس مجندين في الخدمة العسكرية الإلزامية، وقد قتل أكثر من 1000 مدني في حملة القمع التي شنها الجيش منذ 14 أغسطس الماضي، ومن المرجح أن العديد من المجندين فقدوا قريب لهم أو سمعوا قصصا من المذبحة. ونقلت الصحيفة عن "عماد شاهين" أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة قوله: "هناك خوف من العصيان.. الآن نحن نتجه لحروب الفتوى"، مشيرا إلى الإعلان عن الأحكام التي يصدرها رجال الدين. وأضاف إن الحكومة المؤقتة تشن حربا شاملة.. وتستخدم كل ما في جعبتها من أسلحة .. بما في ذلك الفتاوى الدينية التي تبيح إذلال خصومهم وتبرير قتلهم"، مشيرا إلى تشابه ذلك الأسلوب مع البيانات الكتابية التي كان يتم توزيعها من قبل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عندما قمع الإخوان بعد توليه السلطة عام 1950، فحينها نشرت حكومة ناصر كتيبا ووزعته تحت عنوان "إخوة الشيطان".