جاءت وفاة القيادي بتنظيم القاعدة أبو انس الليبي في مدينة نيويورك الأميركية ليعيد الجدل بشأن ظاهرة متكررة في تاريخ الولاياتالمتحدة الحديث وهي وفاة المتهم الرئيسي في قضية سياسية قبل صدور الحكم عليه، أو حتى بدء محاكمته. حيث تكررت هذه الظاهرة بدءا من القرن التاسع عشر وتحديدا عام 1865 في أعقاب اغتيال الرئيس الأميركي ابراهام لينكولن. فعقب تمكن قوات الأمن من الوصول لمنفذ الاغتيال وهو ممثل مسرحي يدعى جون ويلكس بوث، رفض بوث تسليم نفسه ودخل في معركة شرسة مع رجال الأمن انتهت بمقتله. وتكررت أيضا في العشرين عقب اغتيال الرئيس الأميركي جون كينيدي في عام 1963، فرغم تمكن المحققين من اعتقال منفذ الاغتيال لي هارفي أوزوالد، إلا أن أوزوالد لم يحاكم على الإطلاق، حيث قتل قبل وصوله للمحاكمة على يد شخص يدعى جاك روبي. وأثار مقتل المتهم باغتيال الرئيس بهذا الشكل الغامض عشرات من نظريات المؤامرة التي ظهرت لاحقا في كتب وأفلام سينمائية رجحت أن يكون روبي جزءا من مؤامرة حكومية واسعة. أما أبو أنس، المتهم بالمشاركة في تفجير سفارتين للولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا في التسعينات فرحل قبل أن يمثل للمحاكمة التي كانت مرتقبة في الثاني عشر من يناير عام 2015.