استطيعُ القول ؛ انطلاقا من موقعي ، في المؤسسة العسكرية اليمنية ، ان القرارات الرئاسية الاخيرة التي اصدرها الاخ الرئيس القائد المشير الركن عبدربه منصور هادي ، قد كان لها الصدى (المريح) والواسع ، في صفوف اخواننا وابنائنا ، في هذه المؤسسة الدفاعية الوطنية الهامة ، وكان لها ايضا ، الاثر الابلغ ، في نفوس من عانوا كثيرا ، من مخلفات العهد البائد ، فيما يتعلق بمؤسستنا العسكرية.. كما ان هذه القرارات الجريئة والهادفة ، جاءت لتمهد اساسا قويا ومتينا ل"هيكلة" الجيش اليمني ، على اسس وطنية وعلمية مدروسة . فلا يمكن البدء بعملية "الهيكلة" بدون اجراء تنظيف كامل وشامل ل(الملعب)-واقصد بكلمة " الملعب" المؤسسة العسكرية ذاتها ، وذلك من رواسب الامس القريب.. وها هي عملية التنظيف ل (ملعبنا) قد انطلقت وبقوة ، من خلال صدور تلك القرارات التي انتظرناها ، واكدنا سلفا –في مقالات نشرت في اكثر من موقع اخباري- على ضرورة ان تكون السابقة ، لاي "هيكلة" او اعادة "هيكلة" للمؤسسة العسكرية اليمنية! نعم؛ سيكون هناك (رافضين) للقرارات وستبرزُ (بعض) العراقيل والمعوقات هنا .. وهناك.. وهذا امرٌ مسلمٌ به ، ولا مفرَّ منه ، في ظلِّ التركيبة (الموروثة) في الجانب العسكري! فمن فقد مصالحه ، قد يتمرَّد ويتململ ويمتعض ويُصاب بخيبة امل ، وقد تنعكسُ تلك المشاعر عبر افعال (مرفوضة) ومدانة ، مثل محاولة اعاقة حركة الطيران المدني او العسكري.. او التهديد باسقاط اي مقاتلة ، من قبل قائد القوات الجوية السابق –كما بلغنا- او حشد (بلاطجة ) او عسكريين موالين له ، لاغلاق قاعدة (الديلمي) الجوية بصنعاء ..! وهذا فعلا ، ما شهدناهُ ، وتأسفنا جدا لحدوثه ..حيثُ كان من الانسب والاصلح ، لاخي اللواء الركن محمد صالح الاحمر –القائد السابق للقوات الجوية- ان يمتثل لقرارات القائدة العليا للقوات المسلحة ، وان يقتنع تماما ، ان المسئولية ، تكليفٌ لا تشريف ، وانها مغرمٌ لا مغنم! واننا كعسكريين و(قادة) في القوات المسلحة ، يجب ان نلتزم التزاما صارما ، بكل الاجراءات والقرارات والتعليمات ، طالما وهي صادرة من جهات (اعلى) منا ، ومسؤولة عنا ، في المنظومة العسكرية عموما! فلا ينفع (العناد) ولا التصلب في اتخاذ القرارات (الفردية) انتقاما من قرارات (عليا) ، تراعي مصلحة الوطن بالدرجة الاولى! فكلنا مهيئون للقبول بأي قرار عسكري ، ومن اي نوع، طالما ونعترفُ ونقر –مسبقا- ان سنة (الحياة) تكمنُ في التغيير والتبديل و(التدوير) للمناصب ..طبعا هذا فيما يخص الجانب العسكري! وهو ما ينطبقُ على الجانب المدني ايضا لا لن نخَّلد على كراسي الهيمنة والتحكم والتسلط ، على الاخرين ، بل ينبغي ان نعي ما لنا وما علينا ، وان نقدر تقديرا عاليا ، كلَّ الجهود التي يحاولُ القادة (المسؤولون) من خلالها تنظيف (ملعبنا) من كل (القاذورات) والشوائب العالقة ، نتيجة فترات التسلط الماضية! ويجب ايضا ، ان ننظف (الملعب) من اولئك الذين لا يزالون (يتمترسون) وراء خيالاتهم و اوهامهم المريضة ، معتقدين انهم بهكذا (تمترس) انما يفرضون سيطرة و(مقاومة) ، من اي (نوع) على القرارات السيادية التي يجب ان نلتزم بها جميعا! ولندرك ونعي ، ان عجلة التاريخ ، قد انطلقت الى الامام ، مع بزوغ فجر يوم 21 فبراير /شباط الماضي.. ولا يمكن – بأي حال من الاحوال- اعادة عقارب الساعة الى الوراء! والله الهادي الى سواء السبيل *نائب مدير دائرة الرياضة العسكرية لشؤون الصحافة والاعلام