كشف محافظ الجوف محمد سالم بن عبود الشريف عن الأسباب والعراقيل التي أدت إلى تأخر عمليات الإنتاج النفطي في المحافظة، منذ ثمانينيات القرن المنصرم وحتى اليوم. الشريف تحدث للجمهورية الرسمية عن تفاصيل عمليات الاستكشافات الحالية في محافظة الجوف ونتائجها المتوقعة. قصة البداية أبتدأ محافظ الجوف حديثه بالقول: عملية الاستكشافات النفطية لمحافظة الجوف ترجع بدايتها إلى عقد الثمانينيات من القرن المنصرم، وذلك عندما نزلت شركة (جنة هنت) إلى حوض (مارب -الجوف)، مضيفاً أن الجوف تعتبر أول محافظة تمت فيها عملية الاستكشافات النفطية قبل أية محافظة أخرى من محافظات الشطر الشمالي سابقاً وأضاف: عند ما نزلت شركة "جنت هنت" إلى المنطقة بدأت بالاستكشاف في حوض (ماربوالجوف)، والذي يشمل أيضاً محافظة شبوة، ولكن ما يميز الجوف تحديداً هو احتلالها للمساحة الأكبر من مساحة الحوض الإجمالية. ويتابع: تم الاستكشاف في المحافظة وتم حفر ثمانية آبار من قبل شركة (جنة هنت) ونظراً لوضع البلد الاقتصادي والسياسي والأمني خلال ذلك الوقت تم الاتفاق حينها على أن تتم عملية الاستكشاف والحفر والتصدير والإنتاج في الجهات الجنوبية والشرقية من الحوض. أسباب وعراقيل يتابع محافظ الجوف: بعد ذلك الاتفاق تم إيجاد واختلاق المبررات الواهية والمغلوطة من قبل السلطة، واقتصرت عملية الحفر والإنتاج على بعض المواقع النفطية المحدودة، بينما تم تأجيل عملية الحفر في الحقل الخاص بمحافظة الجوف، وذلك لغرض أن تأتي شركات أجنبية أخرى إضافة إلى شركة (جنة هنت) لكي يصبح الأمر عاملاً مساعداً، ويؤدي إلى تنافس الشركات العالمية في الاستكشاف والاستثمار . وأضاف: تبين بعد ذلك أن شركة (جنة هنت) بدأت عملية الاستكشاف والتصدير في الجهات المرتبطة بشبوة وحضرموت، إضافة إلى الاستكشاف في منطقة صافر بمحافظة مارب، واكتفت الشركة حينها بعملية استكشاف بالمواقع الخاصة بالحقول النفطية المتواجدة في محافظة الجوف، دون البدء بأية عملية حفر أو إنتاج في الجزء الأكبر من مساحة الحوض والمتصل بالجوف. يؤكد المحافظ صحة حديثه بقوله: هذه المعلومات جاءت من الأخوة في شركة (جنة هنت) وهم يعرفون بقية تفاصيل هذه القضية جيداً، كما يعرف الأخوة القائمون على وزارة النفط هذا الأمر، لكن خوف البعض على مكانته ومنصبه جعله غير قادر على البوح أو النطق بهذه الحقيقة. أحاديث الإعلام وعن كيفية التناول الإعلامي الواسع لهذه القضية خلال الفترة الأخيرة، قال المحافظ: عندما تم تعيننا وتسلمنا سلطة المحافظة عقب أحداث ثورة الشباب، أطلعنا على الدراسات الأولية سواء التي قامت بها شركة (جنة هنت) أو التي قامت بها شركات أخرى إضافية مثل الشركة الهندية التي نزلت ميدانياً للاستكشاف تحديداً قبل ثورة الشباب السلمية نهاية العام 2010 م، ونظراً للوضع التي مرت بها اليمن عرقلت عملية الاستكشاف، وتزامن ذلك مع وصولنا للمحافظة، وبعد الاطلاع على الدراسات والمعلومات الأولية قمنا بالإعلان أن الجوف غنية بالثروة النفطية ومن المحافظات الواعدة بالخير والثروة لكل اليمنيين.. ويشير المحافظ إلى أنه بعد هذا التصريح مباشرةً والذي تناقلته كل وسائل الإعلام، قامت قناة (سكاي نيوز) الإخبارية الأمريكية بإذاعة خبراً آخراً جاء فيه أن محافظة الجوف تحتوي على نسبة 34 % من مخزون الغاز الاحتياطي على مستوى العالم. ويستطرد المحافظ متابعاً: بعد ذلك الإعلان تواصلت معي عشرات القنوات ووسائل الإعلام العربية والعالمية والمحلية المختلفة، للتأكد من هذا التصريح فكنت صريحاً معهم، حيث قمت بالتوضيح أن تصريحاتي السابقة تحدثت خلالها أن محافظة الجوف من المحافظات الواعدة والتي تحتل المرتبة الأولى من احتياطي الغاز والمخزون الأساسي بالنسبة لليمن أن لم يكن على مستوى شبه الجزيرة العربية. وفيما يتعلق بتصريحات (سكاي نيوز): أخبرتهم أن الأمر خاص بها وبإمكانهم الاستفسار عن مصادرها، لأنها تعرف من أين جاءت بهذه النسبة والى ماذا استندت من معلومات. ويعقب المحافظ : أعتقد أن ذلك التصريح لا يمكن أن تذيعه (سكاي نيوز) جزافاً، وقد يكون تم عن طريق استكشافات جيولوجية جوية. إعادة الاكتشاف يقول الشريف: تواصلنا مع شركة صافر ومع فخامة رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي وقام بالتوجيه مشكوراً مباشرة إلى الشركة من أجل عمل مسوحات والنزول ميدانياً إلى محافظة الجوف من أجل استكمال الإجراءات، والبدء بعملية الإنتاج النفطي. ويشيد المحافظ بالتجاوب الفعلي لتوجيه رئيس الجمهورية، موضحاً بأن شركة صافر قامت بإنزال وتكليف فريق متكامل برئاسة الأخ ناصر دارس وذلك من أجل عمل دراسة للمسوحات الأولية، وانتهت بمؤشرات مطمئنة حيث بشرتنا بأن محافظة الجوف في الواقع موعودة بالخير الكثير حسب تعبيره. يواصل المحافظ سرد خطوات متابعته للقضية ومن خلال تواصله مع شركة صافر والتي بدأت بإنزال الحفار وجميع المعدات، بعد أن قاموا بتحديد أربعة أبار في عدد من المناطق المتفرقة، حيث يطلق عليها بالآبار الاستكشافية ولا تعتبر آبار إنتاجية، مشيراً إلى أن الشركة بالمقابل طالبتهم بتوفير الاحتياطات الأمنية اللازمة للحفار، وقاموا بدورهم بتشكيل وترتيب الحماية اللازمة للشركة، وذلك من خلال أبناء المنطقة وتحديداً قبيلة أل مروان وقبيلة دهم، حيث تم اختيار فرداً من كل منطقة ليبلغ عدد الأفراد المكلفون بالحماية ما يعادل 300 فرد. نتائج وأرقام وفقاً لحديث محافظ الجوف فإن الخطوة التالية مباشرة لتنفيذ التوجيهات والنزول تمثلت على أرض الواقع في البدء بعملية الحفر لأول بئر من إجمالي الآبار الأربعة المحددة، حيث وصل معدل مسافة الحفر فيه إلى (8900 قدم) عمقاً، أي ما يعادل 3 كليوهات ونصف في باطن الصحراء، كما تم بعدها إجراء الدراسات الأولية من قبل شركة صافر والإعلان مباشرة عن حجم الطاقة الإنتاجية لأول بئر وكانت بما يقارب (6 ملايين قدم مكعب) غاز، بينما لا تزال الدراسات الأخرى قائمة ومستمرة في بقية الآبار التي يجري استكشافها وذلك لمعرفة كمية الثروة الموجودة في جوف الجوف، وتحديد ما هو نوع المخزون الاحتياطي هل هو غاز أم نفط. ويذهب الشريف في نفس الاتجاه بالقول أن الدراسات الأولية للبئر كانت طبيعية، موضحاً بأن المعروف أن النفط والغاز وبقية المعادن تأتي على هيئة طبقات، وتكون الطبقة الأولى عبارة عن غاز ومن تحتها طبقة البترول ثم طبقة الماء، هذا ويتم حالياً استكمال الدراسة لمعرفة هل يتواجد البترول في البئر الأول أم لا. ولنفي الأقاويل والتسريبات التي تتحدث عن توقف عملية الاستكشاف يشير الشريف هنا إلى أن الحفار قد انتقل إلى البئر رقم 2، وأضاف: قمنا الأسبوع الأول بزيارة الموقع وأطلعنا على سير عمليات الحفر، وتبين أن مسافة الحفر المطلوبة في هذا البئر بعمق 7000قدم، وعند زيارتنا كان الخبراء قد وصلوا في عملية الحفر إلى مسافة 2500 قدم، ويتابع المحافظ تأكيده على استمرار عمليات الاستكشاف وانتقال الحفار إلى بقية الآبار، مشيراً إلى أنه في النهاية سيتم معرفة حقيقة كمية ما هو موجود في جوف الجوف من نفط وغاز وهل النسبة المتوفرة واعدةً بالخير وذات مردود إيجابي واقتصادي أم لا.
يختتم الشريف حديثه مطمئناً الجميع، ومؤكداً على إعلان النتائج النهائية لليمنيين بالأرقام وذلك فور الانتهاء من الاستكشافات، وأردف: إلى الآن لم نستطع أن نعطي قرارا نهائيا ولكن كل المؤشرات تفيد أن مستقبل المحافظة النفطي واعد بالخير وسيكون له مردود اقتصادي كبير، على المحافظة وعلى إقليم سبأ وكل الجمهورية اليمنية إن شاء الله، مضيفاً بأنه يمكن له في ذلك الوقت البدء في رسم بقية تفاصيل السياسيات العامة واستكمال مشوار الإنتاج والتصدير.