إغلاق بعض السفارات المعتمدة في صنعاء لأبوابها في وجه المراجعين, وبصورة متتابعة, وإلى أجل غير مسمى, وفي المقدمة منها البعثات الدبلوماسية ذات العلاقة المباشرة بالتسوية السياسية في اليمن, خاضع لإحتمالين, اما وأن حكومة الدول الراعية, ومن تؤيدها قد وصلت إلى قناعة بأن الأطراف المتنافسة / المتصارعة لن تصل إلى وفاق / توافق وطني, وذاهبة لا محالة إلى مواجهات دامية ومدمرة, أو أن الخطوة مدروسة ومتفق عليها بين الحكومات المشار إليها, وتهدف تشجيع المختلفين على مواصلة الحوار, وتنبيههم إلى إنها الفرصة الأخيرة لأن يحلوا مشاكلهم بأنفسهم, بعيدا عن أي تأثير خارجي مباشر, لا سيما وأن الأصوات الداخلية (المنددة) بالتدخل الأجنبي قد ارتفعت وتيرتها, وتحمل الوسطاء ومبعوثهم (الفشل) القائم حتى الآن, مع أن التعايش الهش بين الفرقاء أعتبره شخصيا منجز يستحق الإشادة, فشيء أحسن من لا شيء!؟ في كلا حالتي الاحتمالين, ليس أمام الطامعين بالحكم كاملا, أو التطلع لنيل القسط الأكبر منه, غير تغليب المصلحة العليا للشعب, ومراعاة منافع كل الأطراف, وتجنيب البلاد ويلات مواجهات قد لا تبقي ولا تذر, وعلى أرض واقع اليمن ليس هناك - إن كانت الفكرة المتنازع حولها من قبل الجميع إقامة دولة حقيقية - ما يستحق عناء القتال, والتضحية بالأرواح, قياسا بالمفدى!؟ إنها الفرصة الأخيرة للمجتمعين في "الموفينبيك" وخارجه, كي يحسنوا النوايا, ويخلصوا أنفسهم مقدما من تحمل أوزار محتملة, وهي بحكم الوارد إن ركبوا أدمغتهم, وعليهم أن يصدقون إدعائهم بأنهم الورثة الشرعيين لمن قال في حقهم الرسول (الإيمان يمان, والحكمة يمانية), وقد أصبح الحديث الشريف محل استشهاد الغير, ويستحضره سعاة السلام لتذكير اليمنيين كلما اشتدت أزماتهم, وباتوا قاب قوسين أو أدنى من المواجهة, ويا من تتغنون ب"الحبيب" لا تخالفوا قوله, وعلى ريحة ذكر حكمه (القاطع) أعقلوا, وبطلوا "جُنان", وفي العالم مشافي ومصحات لمن يريد إعادة التوازن مع نفسه, ومعايشة الناس!