طالب مئات من اليمنيين الغاضبين في مسيرة حاشدة أمس، النظام اليمني بالرحيل الفوري أو إيجاد حلول سريعة لمشكلة البطالة وتحسين معيشة الناس وإرساء مبادئ العدل الاجتماعي. ورفعت في المسيرة -التي شارك فيها ناشطون حقوقيون وبرلمانيون ومنظمات مجتمع مدني وقيادات حزبية معارضة- لافتات كتب عليها "ارحلوا قبل أن تُرحّلوا" و"يا تونس الثائرة (بدل الخضراء كما قالها الشاعر نزار قباني) كنت خلاصنا ولسوف نهتف: تسقط الأنصاب". كما ردد المتظاهرون هتافات غاضبة مثل "يا بوعزيزي يا مغوار نحن معك على خط النار ضد الحكام الأشرار" و"أين الثورة والوحدة أصبحنا ملك الأسرة" و"واجب علينا واجب إسقاط الفساد واجب". واعتبر النائب في البرلمان أحمد سيف حاشد أن ما حدث في تونس يُعد رسالة واضحة للحكام العرب والرئيس علي عبد الله صالح تحديدا الذي يسعى من خلال حزبه إلى إقرار تعديلات دستورية تبقيه في سدة الحكم مدى الحياة.
وقال حاشد للجزيرة نت "يجب أن يفهم الحكام العرب أن الشعوب ضاقت ذرعا ببقائهم في الحكم كل هذه السنين، ويجب عليهم أن يتخلوا عن هذه الأحلام التي تأتي على حساب شعوبهم". ويعتقد ناشطون يمنيون أن ثورة تونس بداية للشعوب العربية "لأن تتحرك بعد فترة طويلة من السكون، ضد استبداد الحكام العرب الذين يستخدمون عباءة الديمقراطية المزعومة". من جهتها أكدت الناشطة الحقوقية توكل كرمان -في كلمتها- ضرورة أن ينتبه الحكام العرب لمطالب شعوبهم وأن لا يتأخروا في فهم الشعوب حتى لا يجبروها على تكرار السيناريو التونسي. دعوة للتنحي
وبدوره تساءل رئيس المجلس الأعلى لأحزاب اللقاء المشترك محمد عبد الملك المتوكل "لماذا لا يقدم هؤلاء الزعماء التنازلات لشعوبهم إلا بعد فوات الأوان وفي وقت لا تقبل الشعوب بغير رحيلهم". وعدّ ما جرى في تونس درسا للنظام الحاكم في اليمن، ودعاه إلى تقديم التنازلات للشعب والقيام بالإصلاحات المطلوبة قبل أن يأتي يوم يقدمها للشعب فلا تقبل منه. وأضاف أن اليمن اليوم ليس كما كان عليه قبل خمسين عاما، موضحا أن مخرجات الجامعات سنويا نحو مائتي ألف خريج وأغلبهم لا يجدون فرص عمل، وكل خريج يطمح لتغيير موقعه الاقتصادي والاجتماعي وبالتالي إذا تعذر ذلك فقد يدفعه رفضه لتغيير الواقع بأي طريقة. مسيرات وهيمنت الأحداث في تونس على الشارع اليمني بشكل ملحوظ منذ إعلان سقوط الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي ومغادرته، فانطلقت السبت مسيرة مؤيدة شارك فيها مجموعة من الصحفيين والناشطين الحقوقيين أمام السفارة التونسية بالعاصمة صنعاء. وقد اعتدت قوات الأمن على المشاركين وفي مقدمتهم رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي عيدروس النقيب الذي تلقى لكمة في وجهه رغم الحصانة التي يتمتع بها، إلى جانب اعتقال الصحفي رداد السلامي ساعات في قسم شرطة المجمع قبل الإفراج عنه. كما تم الاعتداء على الناشطين الحقوقيين محمد المقبلي وبشرى الصرابي وبلقيس اللهبي بالتهجم اللفظي ومصادرة الهواتف النقالة والكاميرات من الجمهور المتضامن، من قبل الجنود الذين انتشروا لفض اللقاء التضامني مع الشعب التونسي. وفي سياق متصل، نظم العشرات من طلاب جامعة صنعاء السبت وقفة تضامنية مع شعب تونس أمام كلية الآداب تحت شعار "إرادة الشعوب لا تقهر". وانضم للطلاب الذين رفعوا لافتات -تؤيد نضال الشعب التونسي وتندد بالاستبداد- مجموعة من المواطنين الذين هتفوا بحياة التونسيين وبرحيل المستبدين بالدول العربية. المصدر:الجزيرة