القسام توقع قوة صهيونية بين قتيل وجريح بكمين مركب في خانيونس    15 غارة للعدوان على الجوف ومأرب    الأرصاد تتوقع أمطاراً رعدية بالمناطق الساحلية والجبلية وطقساً حاراً بالمناطق الصحراوية    تفاصيل جديدة لمقتل شاب دافع عن أرضه بالحسوة برصاص من داخل مسجد    من أين تأتي قوة الحوثيين؟    بيع شهادات في جامعة عدن: الفاسد يُكافأ بمنصب رفيع (وثيقة)    شركات الطيران العالمية تلغي رحلاتها إلى كيان العدو بعد تحذيرات اليمن    نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور عبدالله العليمي يعزي في استشهاد عمر عبده فرحان    رسميًا.. بايرن ميونخ بطلًا للبوندسليجا    تشيلسي يضرب ليفربول ويتمسك بأمل الأبطال    تدشين برنامج ترسيخ قيم النزاهة لطلاب الدورات الصيفية بمديرية الوحدة بأمانة العاصمة    بدء تنفيذ قرار فرض حظر على الملاحة الجوية لمطارات الكيان    فشل المنظومات الاعتراضية الأمريكية والإسرائيلية وهروب ثلاثة ملايين صهيوني إلى الملاجئ    ورطة إسرائيل.. "أرو" و"ثاد" فشلا في اعتراض صاروخ الحوثيين    تدمير المؤسسة العسكرية الجنوبية مفتاح عودة صنعاء لحكم الجنوب    يادوب مرت علي 24 ساعة"... لكن بلا كهرباء!    وزير الصحة ومنظمات دولية يتفقدون مستشفى إسناد للطب النفسي    قدسية نصوص الشريعة    فيما مصير علي عشال ما يزال مجهولا .. مجهولون يختطفون عمه من وسط عدن    صرخةُ البراءة.. المسار والمسير    تطور القدرات العسكرية والتصنيع الحربي    في ذكرى الصرخة في وجه المستكبرين: "الشعار سلاح وموقف"    متى نعثر على وطن لا نحلم بمغادرته؟    الاجتماع ال 19 للجمعية العامة يستعرض انجازات العام 2024م ومسيرة العطاء والتطور النوعي للشركة: «يمن موبايل» تحافظ على مركزها المالي وتوزع أعلى الارباح على المساهمين بنسبة 40 بالمائة    من أسبرطة إلى صنعاء: درس لم نتعلمه بعد    أمريكا بين صناعة الأساطير في هوليود وواقع الهشاشة    ملفات على طاولة بن بريك.. "الاقتصاد والخدمات واستعادة الدولة" هل يخترق جدار الأزمات؟    المصلحة الحقيقية    أول النصر صرخة    مرض الفشل الكلوي (3)    العشاري: احراق محتويات مكتب المعهد العالي للتوجيه والارشاد بصنعاء توجه إلغائي عنصري    التحذير من شراء الأراضي الواقعة ضمن حمى المواقع الأثرية    دوي انفجارات في صنعاء بالتزامن مع تحليق للطيران    إلى متى سيظل العبر طريق الموت ؟!!    وسط إغلاق شامل للمحطات.. الحوثيون يفرضون تقنينًا جديدًا للوقود    صنعاء .. طوابير سيارات واسطوانات أما محطات الوقود وشركتا النفط والغاز توضحان    نصيحة لبن بريك سالم: لا تقترب من ملف الكهرباء ولا نصوص الدستور    قيادي حوثي يفتتح صيدلية خاصة داخل حرم مستشفى العدين بإب    وزير الدفاع الإسرائيلي: من يضربنا سنضربه سبعة أضعاف    «كاك بنك» يدشن خدمة التحصيل والسداد الإلكتروني للإيرادات الضريبية عبر تطبيق "كاك بنكي"    ريال مدريد يحقق فوزًا ثمينًا على سيلتا فيغو    وفاة طفلتين غرقا بعد أن جرفتهما سيول الأمطار في صنعاء    الدكتور أحمد المغربي .. من غزة إلى بلجيكا.. طبيب تشكّل وعيه في الانتفاضة، يروي قصة الحرب والمنفى    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    92 ألف طالب وطالبة يتقدمون لاختبارات الثانوية العامة في المحافظات المحررة    يفتقد لكل المرافق الخدمية ..السعودية تتعمد اذلال اليمنيين في الوديعة    لاعب في الدوري الإنجليزي يوقف المباراة بسبب إصابة الحكم    السعودية تستضيف كأس آسيا تحت 17 عاماً للنسخ الثلاث المقبلة 2026، 2027 و2028.    الأهلي السعودي يتوج بطلاً لكأس النخبة الآسيوية الأولى    مع المعبقي وبن بريك.. عظم الله اجرك يا وطن    المعهد الثقافي الفرنسي في القاهرة حاضنة للإبداع    - حكومة صنعاء تحذير من شراء الأراضي بمناطق معينة وإجراءات صارمة بحق المخالفين! اقرا ماهي المناطق ؟    "ألغام غرفة الأخبار".. كتاب إعلامي "مثير" للصحفي آلجي حسين    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    القاعدة الأساسية للأكل الصحي    مانشستر سيتي يقترب من حسم التأهل لدوري أبطال أوروبا    الكوليرا تدق ناقوس الخطر في عدن ومحافظات مجاورة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



آسيا عبد الفتاح إسماعيل : النظام حوَّل الوطن إلى عزبة.. وتعز تدفع فاتورة الجمهورية والثورة
نشر في يمنات يوم 19 - 08 - 2011

آسيا عبد الفتاح إسماعيل...الفتاة البكر للمناضل الثائر والمفكر عبد الفتاح إسماعيل مؤسس الحزب الاشتراكي اليمني والرئيس السابق لدولة اليمن في الجنوب ..هي عضوة اللجنة المركزية في الحزب الاشتراكي اليمني... سياسية ومثقفة بارعة تمتلك رؤية ثاقبة..
درست الابتدائية في مدرسة أروى للبنات بتعز حتى الصف الثالث وبعد الاستقلال نزلت إلى عدن وواصلت دراستها فيها حتى الثانوية وأكملتها في المدرسة الأممية في مدينة ايفانوفا بألمانيا وبعدها واصلت دراستها الجامعية في جامعة كييف، وأكملت الماجستير في العلوم السياسية، آسيا تجيد ثلاث لغات أجنبية.. لديها ثلاثة أولاد .. ماريا واسمها الحقيقي مريم على اسم جدتها مريم أم فتاح، وعمرها 27 عاماً وتدرس الآن في الجامعة الفرنسية بمصر، والولد الثاني ذو يزن و ونس البنت الصغيرة 13سنة..
قبل أعوام اختارت آسيا دولة ألمانيا للإقامة فيها كلاجئة سياسية بعد حادثة اقتحام شهيرة تعرض له منزلها في عدن من قبل مسلحين..
مؤخراً شاركت مع زملائها من أبناء الجالية اليمنية في ألمانيا بعدد من الاعتصامات و المسيرات المؤيدة للثورة بالإضافة إلى التدوين الالكتروني..
عن واقع الثورة ومستقبلها وحياتها الشخصية لنا معها حديث ذو شجون تجدونه في الحوار التالي:
حوار:- مروان إسماعيل
من هي آسيا عبدالفتاح إسماعيل ؟
أسيا عبدالفتاح إسماعيل علي الجوفي من مواليد 29ديسمبر1960، وقدر لها أن تكون ابنة لأحد المواطنين اليمنيين، كان له شرف الانخراط في النضال الوطني ضد المستعمر البريطاني، وشارك رفاقه الاضطلاع بمهمة بناء الدولة الوطنية في جنوب الوطن, اضطرتها ظروف الوضع السياسي والمضايقة وعدم الشعور بالأمان والطمأنينة إلى الهجرة، تعيش حالياً في جمهورية ألمانيا الاتحادية في مدينة فرانكفورت.
أعتز بعضويتي في الحزب الاشتراكي اليمني
هل لك نشاطات أو اهتمامات تقومين بها حاليا في ألمانيا؟ وهل لك ارتباط حاليا بالحزب الاشتراكي اليمني؟
أعتز بعضويتي في الحزب الاشتراكي اليمني, وأنا عضواً في لجنته المركزية تم انتخابي في المؤتمر الرابع وأعيد انتخابي مرة أخرى في مؤتمره الخامس, وإنه لفخر لي أن أكون عضواً فيه, وسأظل مؤمنة بخطه السياسي الوطني ما حييت, ولأني خارج الوطن, فأن علاقتي بالحزب شبه منقطعة من الناحية العملية, لكني أتابع نشاطه وأمارس دوري فيه من خلال علاقاتي به عبر وسائل الاتصال الحديثة, وأتابع الجدل الدائر حول العديد من القضايا وأشارك زملائي في الحزب الأراء من خلال هذه الوسائل الحديثة, التي قربت المسافات وأصبح العالم في ظل وجودها قرية صغيرة.
بسبب انعدام فرص العيش الكريم في الوطن هاجرت إلى ألمانيا وطلبت اللجوء السياسي
هل صحيح أنك طلبت اللجوء السياسي في ألمانيا؟
أنا حالياً أعيش في ألمانيا؛ بسبب انعدام فرص العيش الكريم في الوطن الذي تحول لدى هذا النظام إلى عزبة له ولحاشيته، ولم نعد فيه نشعر إلاّ بالغربة، وفقدنا كل شيء بعد فقدنا أيضاً حتى المأوى الذي يؤوينا بسبب الحريق الذي تعرض له منزلنا، ومصادرة المنزل الذي حصلت عليه، حيث تم اقتحام بيتي من قبل مجموعة مسلحة، وكسروا الباب وأنا موجودة فيه مع الأولاد فقط، وعندما عاد زوجي اقتادوه للسجن، وبسبب مضايقات عديدة اضطررت إلى الهجرة وطلب اللجوء السياسي، وأنا لم أتطرق لهذه المسائل من قبل حماية لأهلي من التصرفات الرعناء التي ينتهجها النظام ضد خصومه، ومنذُ أن انطلقت الثورة الشبابية في فبراير، ونحن هنا نحاول أن نساهم فيها بقدر ما نستطيع، وقد اشتركت مع زملائي أبناء الجالية اليمنية بعدد من الفعاليات التضامنية والاعتصامات والمسيرات المؤيدة لهذه الثورة محاولين توصيل صوت الثورة إلى مصادر القرار في هذا البلد، من أجل الضغط على النظام للرحيل وتسليم السلطة.
هل من الممكن أن تعودي إلى اليمن بعد نجاح الثورة والانخراط بالعمل السياسي؟
نعم بزوال أسباب الهجرة سأعود, ومن ذا الذي يحب أن يعيش خارج وطنه، الوطن يظل الملاذ والسلوى، وهو المكان الطبيعي الذي تشعر فيه بالاستقرار والأمان والطمأنينة، ولكن عندما تكون الأوضاع طبيعية وليست استثنائية، وخروجي ليس هروباً من مواجهة هذه الصعوبات، بل نتيجة المضايقات التي تعرضت لها، بحيث أصبح العيش في ظروف كهذه أمراً مستحيلاً ولا يمكن تحمله وكنت أمام خيارات صعبة اضطرتني لخيار السفر رأفةً بالأبناء القصر الذين لم يسلموا هم أيضاً من المضايقات، وإذا ما انتصرت الثورة وعندي ثقة بأنها منتصرة بإذن الله، سأعود بالتأكيد.
الثورة لحظة مفصلية للتغيير نحو الأفضل
، كيف تقرأين ما يجري الآن في اليمن؟
ما يجري في اليمن ثورة بدأت شبابية وأضحت شعبية عارمة وهو صراع بين القديم والجديد, وهذه الثورة حتمية تاريخية، ولحظة مفصلية للتغيير نحو الأفضل, لم تعد طريقة إدارة البلد ولا قواها الفاعلة التقليدية بالطبع قادرة أن تقود البلد إلى رحاب العصر، نحن تأخرنا كثيراً وكثيراً جداً، وأنا على ثقة بأن الجديد ينتصر دائماً، لابد أن يقابل مقاومة من القديم, لكنه في نهاية المطاف ينتصر، والصراع بينهما يحدث دائماً وفي كل حين, لكن عندما يستعصي انتصار الجديد بشكل طبيعي، فإن الثورة تكون هي المبضع الذي يضطلع بمهمة إجراء عملية التغيير, من هنا أعتقد أن الصراع بين القيم والعلاقات التقليدية القديمة، والقيم والعلاقات الجديدة لا يمكن أن تكون إلاّ لصالح الثانية، وهل وجدت في التاريخ الإنساني سير إلى الخلف أو تقهقر، قد يتم عرقلة سير التاريخ أو كبح حركته وسرعته, لكن في نهاية المطاف تفسح القيم والعلاقات القديمة للقيم والعلاقات الجديدة الطريق كي تبرز وتسود، وما يتحقق بوصفه جديداً اليوم يغدو قديماً بعد حين وتظهر قيم وعلاقات جديدة يدخلان في صراع وهكذا دواليك.
توسيع القاعدة الجماهيرية للثورة بحاجة إلى فن إدارة التناقضات
هل الثورة التي قام بها الشباب هي الحل المناسب لخروج اليمن من كل المشاكل التي يعاني منها؟
نعم الثورة هي الحل، وأثبتت الأيام أن كل محاولات إحداث التغيير عبر الوسائل الأخرى فشلت، المعضلة الحقيقية في البلد تتمثل بأزمة أخلاق وانعدام مسئولية، لاحظ ماراثون الحوارات التي قامت بين السلطة والمعارضة ممثلة باللقاء المشترك، أظهرت أن هناك طرفين، أحداهما غير شريف، ولا يلتزم بالمواثيق والعهود المبرمة، يتخذ من الحوار لحظة لقط الأنفاس في لحظة الضعف، ويجهز نفسه للتنصل من إي أتفاق أبرمه في لحظة الضعف، إنه نظام لا يدير شئون الناس بالسياسة، بل بالمناورات الحربية، حتى أن أحد مثقفينا الكبار شبه الحوار ب" الحب من طرفٍ واحد"، ولأن النظام يعاني من انعدام المسئولية، ويكابر ويرفض الاعتراف بأن البلد في أزمة، لا بل يصر على نهج المكابرة، لهذا كانت الثورة نتيجة طبيعية لنهجه اللامسئول. وأثق بنجاح هذه الثورة.
لماذا برأيك لا يزال القصف مستمرا على تعز ؟
إن معاناة تعز ليست وليدة هذه الثورة، بل تمتد إلى وقت مبكر جداً، إنها تعاني منذٌ أغسطس 68م، لأنها تدفع فاتورة الدفاع عن الجمهورية والوقوف في الصف الجمهوري، ولذلك قدمت قوافل من الشهداء ومثل وجود أبنائها المعادل الرئيس للدفاع عن ثورة سبتمبر، ومنذ "أغسطس68م" وما تمخض عنه لاحقاً، من مصالحة أبرمت بين الجمهوريين والملكيين برعاية الشقيقة الكبرى، أفسحت هذه المصالحة الطريق للقوى التقليدية؛ فتسلمت مقاليد الأمور على حساب قوى الحداثة والمدنية، مُنذ ذاك وهذه المحافظة تدفع فاتورة وقوفها في صف الثورة، ويمكن القول المعاملة اليوم مع تعز وعدن والحديدة وغيرها من المدن ذات الطابع المدني، أحد تجليات الصراع بين القيم والعلاقات الجديدة المدنية الطابع والقيم والعلاقات القبلية القديمة التي ترفض الاندثار أو إفساح الطريق. وأعتقد أن السبب يعود إلى أخطاء عديدة ارتكبتها قوى الحداثة والمدنية في بحر صراعها مع الأخيرة، بعض هذه الأخطاء لها أسبابها الموضوعية، والبعض الأخر أسبابها ذاتية، الأولى تتمثل بالتخلف الاجتماعي والاقتصادي، أما الثانية فأنها تتمثل في تسليم قوى الحداثة والمدنية مهمة بناء الدولة المدنية دولة النظام والقانون للقوى التقليدية، وكيف يمكن لقوى تقليدية أن تضطلع بمهمة كهذه إنها أشبه بتربيع الدائرة، وهناك سبب أخر يتعلق بالقرارات الفردية المبنية على العاطفة، لقد غابت السياسة وحضر ما دونها، كما غاب صوت الناس ولم يؤخذ برأيهم حول مستقبلهم ومصيرهم اللاحق، لو كانت اتفاقية الوحدة مثلاً خضعت لاستفتاء شعبي ما كان وقع هذا الانقسام بين قوى الحداثة والمدنية، حيث سيقت مبررات غير مقبولة لعدم إخضاع قرار الوحدة للاستفتاء، تقول مثلاً بأن الوحدة إذا خضعت للاستفتاء ستفشل ولن تتم لأن الجنوب سيقول نعم، بينما الشمال سيقول لا بسبب المعارضة لها من قبل معظم القوى التقليدية وهذا المبرر واهي جرى فيه مصادرة إشراك الناس في تقرير مصيرهم وإشراكهم في تحمل المسئولية، الأمر الذي أضعف قوى الحداثة كثيراً، وكان من الممكن فعلاً أن تتأخر الوحدة إذا خضعت للاستفتاء بسبب موقف القوى التقليدية من الوحدة في الشمال، لكن هذا سيحقق أمراً أخر وهو إشراك الناس وجعلهم شركاء في تحمل مسئولية تقرير مصيرهم اللاحق، بحيث نتجنب إلقاء اللوم وتحميل المسئولية فلان أو علان من الناس ولأصبحت المسئولية جماعية. فكيف يمكن أن تستقيم الدعوة للمدنية والحداثة دون أساليب ديمقراطية, وبثقافة الإنابة أو الوصاية, إنها معضلة حقيقية، ونرجو أن لا يتكرر نفس المشهد الآن أيضاً. على القوى المدنية والحداثة إشراك الناس في اتخاذ القرار، ولا ينبغي أن نخاف أن تخطئ الجماهير في قراراتها، لأن من الأخطاء يتعلم الناس, وتتعزز مسئولية الناس الفردية، وبالتالي يحدث التقدم عبر تحفيز إرادات الناس وإشراكهم في تقرير أسلوب عيشهم.
القوى التقليدية انقسمت وينبغي على قوى الثورة استثمار وإدارة التناقض بشكل يقوي الثورة ولا يضعفها
لماذا تأخر نجاح الثورة في نظرك ؟
تأخر الثورة لا يقلق، لأن التأخير دليل صحة وعافية، إنها ثورة تنضج على نار هادئة، قد يكون الاستعجال أحياناً حاسماً وسريعاً، لكن فاتورته تكون باهظة على المدى الطويل، التأخير دليل أن رشد الناس ومدنيتهم بلغ مستوىً يُطمٍّئن، وأن سلمية الثورة حقيقة وتتعزز أكثر فأكثر، وهذا التأخير منح الثورة فرصة اختبار تؤكد فيه أن سلميتها حقيقة لا ريب فيها؛ فرغم طول الفترة إلاّ أن الناس لم يفقدوا صبرهم، بل متمسكون بسلمية الثورة، فمعروف أن الإنسان كائن عجول كلما ضغطت عليه الظروف القاسية، وكلما ضغطت عليه الظروف، كلما فقد رشده، ولجأ إلى أساليب الحسم السريع للخروج من أزمته، لكن هذه المعادلة أثبتت أن سلمية الثورة حقيقة لا ريب فيها، وأنها ليست تمثيلية أو مسرحية، لا بل تؤكد أن قوى الحداثة والمدنية أضحت قوى فاعلة ومؤثرة ولها ثقلها، وفي الأخير هذه الثورة ستنتصر لا محالة، لأن حركة التاريخ تفعل فعلها على الأرض، ولن يستطيع أحد أن يقف ضد التقدم، إنها مسألة حتمية. وطالما أن الناس لم يفقدوا صبرهم هذا دليل صحة وعافية، وأنهم بدأوا يرسون ثقافة جديدة يمكن لها أن تكون علاجاً للمجتمع من ظاهرة العنف, كما أن هذا الأسلوب سيكون له تأثير على ظواهر عديدة ومشكلات أخرى كمشكلة القاعدة والإرهاب، أن هذه الثورة السلمية علاج شاف وتسحب البساط من تحت أقدام دعاة التغيير بواسطة الأساليب العنيفة بما فيها "القاعدة" إنها ثورة تحرج الكل، هناك دروس وعبر مستفادة من الثورة السلمية على المدى البعيد، ولعل إرساء ثقافة التغيير السلمي والإيمان بقدرة الناس على تغيير أوضاعهم يجعلهم أكثر إيماناً بالمستقبل.
من المتسبب في تأخير نجاح الثورة ؟
أعتقد أنني أجبت ضمناً على هذا السؤال, عندما قلت أن الصراع البادي هو صراع بين قوتين, قوى المدنية والحداثة والقوى التقليدية، قوى المستقبل وقوى الماضي، ولعل أحد أسباب تأخر حسم الثورة؛ يعود إلى اختلاط المشهد وعدم وضوحه داخل قوى الثورة، القوى التقليدية انقسمت على بعضها, بعضها انضم إلى الثورة بسبب التناقض في المصالح أو نكاية بالقوى التقليدية الممسكة بزمام الأمور " السلطة". هذا التناقض ينبغي على قوى الثورة استثماره وإدارته بشكل يقوي الثورة ولا يضعفها، هناك فرز حقيقي يجري داخل المجتمع, هناك قوى رئيسية للثورة وقوى أخرى ثانوية، وما من ثورة انتصرت إلاّ من خلال توسيع قاعدتها الجماهيرية, وهذا التوسيع بحاجة إلى فن إدارة التناقضات، وتعلمنا كلاسيكيات الفكر السياسي أن الثورة "فن إدارة التناقضات"؛ بحيث يؤدي إلى حسم الثورة بأقل التكاليف وفي أسرع وقت ممكن. مع ذلك ينبغي على قوى الحداثة والمدنية أن تتصدر الفعل الثوري و لا تترك ميدان الثورة للقوى التقليدية وتجلس تندب حضها وتعظ على النواجذ، الثورة بحاجة إلى فعل وعمل ثوري إبداعي وخلاق. وهذا متوفرٌ الآن إلى حدٍ ما، لكنه بحاجة إلى تطوير وعمل دؤوب.
الثورة لا تسرق, لأن "الثورة" التي تسرق لا يجوز أن نسميها ثورة
هل تعتقدين أن هناك من يحاول سرقة الثورة من الشباب؟ ولماذا؟
الثورة لا تسرق، لأن "الثورة" التي تسرق لا يجوز أن نسميها ثورة, الثورة فعل وممارسة إنسانية تروم التغيير وإحداث التحول، فإذا تعرض هذا الفعل الإنساني للسرقة، عندها لا يجوز لنا أن نسمها بالثورة يمكنك أم تسميها مشروع ثورة أجهض، أو انتفاضة أو تمرد اخمد، الثورة عملية تحول وتغيير من حال سيئ إلى حال أفضل, قد تسؤ حال الناس بعد الثورة عما كانت عليه قبلها، لكن ذلك ليس أخطاء الثورة، بل أخطاء إدارتها، من هنا أقول هذه الثورة ستنتصر ومسألة سرقتها أو الالتفاف عليها مستبعدة لأنها تمتلك شروط نجاحها منذُ بدأت وأهم شرط فيها أنها تستمد شعارها من المستقبل، لاحظ ثورة 14أكتوبر رغم الانتكاسة التي منيت بها؛ بسبب قرارات غير مدروسة, لكنها لم تفشل أو تسرق، لأن الأحداث أثبتت أن الثورة ناس ثائرين لا يرضون بالضيم أو الإجحاف، ولقد أثبت أبناء الجنوب بأنهم حريصون على ثورتهم وعلى ما حققوه، لذا اضطلعوا بمهمة الدفاع وتصدوا للضيم والإجحاف المرتكب بحقهم؛ وهم من بدأوا بالتمهيد لإشعال فتيل هذه الثورة منذُ ما بعد 94م حتى اليوم لا حظ مقاومتهم في حضرموت في التسعينات وتوجوه بحراكهم الجنوبي الذي بدؤوه بعملهم العظيم المتمثل بإشاعة التصالح والتسامح، لقد أدركوا أن النظام يستفرد بهم فرداً فرداً نتيجة الانقسام والخلافات البينية، وأدركوا أنه نظام يعيش على فرقتهم، إن من وضع برنامج التصالح والتسامح عقل ذكي وعرف من أين يبدأ. إنها ضربة معلم, لهذا على المجتمع أن يشيع هذا السلاح الفتاك سلاح التصالح والتسامح، حتى يتفرغ الناس لاحقاً إلى بناء البلد، لأن الانقسام يدمره ويوغل في تدميره أما الوفاق والوئام مع الإدراك بضرورة التقدم للأمام وأن التقدم لا مناص من حدوثه، ذلك ما سيجعل التقدم يحدث، كما أن إشاعة ثقافة الإيمان بالمستقبل والنزعة التفاؤلية لدى الناس يعزز من الإرادات الفاعلة، أما نزوع الناس نحو التشاؤم والنظرة السوداوية يعطل إرادات الناس ويصيبهما بالعطالة والكسل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.