عندما حمّلت الناشطة المصرية علياء المهدي، وهي كاتبة ومدوّنة إلكترونية شخصية (بلوغر)، صورتها وهي عارية على الإنترنت، «قامت الدنيا، ولم تقعد في بلادها والعالم العربي» على حد قول صحيفة التابلويد الشعبية البريطانية «ديلي ميل». علياء (20 عامًا) تنتمي إلى مجتمعين مصري وعربي محافظين، لا يغفران نوع هذه «التجاوزات» لأي امرأة، فانهالا عليها بسياط النقد والذمّ من كل الجهات. ولهذا السبب قررت نساء إسرائيليات إزاحة الخلافات السياسية والوطنية جانبًا من أجل إبداء التعاطف مع هذه الشابة العربية، فاجتمعت منهن 40 لالتقاط صورة جماعية لهن وهن عاريات. وكما يبدو في صورتهن هذه، فقد وقفن خلف راية عريضة كتبن عليها «حبّ بلا حدود» بالعربية والعبرية، وعبارة «إكرامًا لعلياء المهدي، من أخواتها الإسرائيليات». وظهرت خلفهن لافتة تقول «أظهري لهم أنك لست خائفة». ثم حمّلن الصورة على أكبر موقع اجتماعي على الإنترنت، وهو «فايسبوك». نقلت الصحيفة عن أور تيمبلار، الفتاة التي وقفت وراء هذه الحملة التضامنية مع علياء، نصّ دعوتها إلى مواطناتها على صفحتها في الموقع الإلكتروني، وجاء فيها: «هيا بنا يا فتيات.. فلنقدم للعالم سببًا لملء النظر بالجمال الإسرائيلي. ومن الآن فصاعدًا لا يهمّ ما إن كنت يهودية أو عربية، عادية أو سحاقية، هذه أو تلك.. فلنُرِ الدنيا بكاملها أننا لا ننقاد بشكل أعمى وراء حكوماتنا». جاءت حملة تيمبلار هذه بعدما حمّلت علياء صورتها وهي عارية إلا من جوربين وحذاء أحمر في الأسبوع الماضي. وكانت مساهمتها هذه في علو الاحتجاجات على تمسّك العسكر بالحكم في مصر، التي تنتظر انتخاباتها الديمقراطية الأولى بعد إطاحة الرئيس حسني مبارك. ووفقًا للصحيفة، فقد تدفق ملايين الزوار على صفحة علياء من مختلف أرجاء الدنيا، لكن مئات الآلاف منهم كال لها مختلف أنواع النقد اللاذع. من جهتها، قالت تيمبلار لموقع «واي نت» الإخباري الإلكتروني الإسرائيلي: «أتتني فكرة التضامن مع علياء على ذلك النحو في اليوم نفسه الذي حمّلت فيه صورتها العارية على مدوّنتها. والواقع أنني لم أتوقع ضخامة رد الفعل على عملها هذا، ولكن حزّ كثيرًا في نفسي أنها تلقت ما لا يقلّ عن ربع مليون رسالة التي يتراوح مضمومها ما بين الإساءة والتهديد بالقتل». مضت تيمبلار تقول: «فكرت وأنا وحدي أن مصرية ليبرالية شجاعة في القاهرة لا تجد الحماية من وطنها أجدر من تستحق تضامننا معها. بالطبع فهناك البعد الوطني. وأنا لا أنكر أنني يسارية، ومن أشد دعاة السلام بيننا وبين العرب، وأشعر بأن حكوماتنا لا تمثل المواطنين العاديين المستنيرين الساعين إلى إحلال السلام». أما علياء نفسها فتصرّ على تمسكها بموقفها «حتى نيل الحرية» على حد تعبيرها. وقالت في لقاء مع شبكة «سي إن إن» الأميركية: «ستظل النساء في مجتمعاتنا الإسلامية مجرد أوعية للاستعمال المنزلي. والتمييز ضد النساء في مصر مخيف، لكنني لن أهرب، وسأواصل مشواري ونضالي حتى نهاية المعركة». وتضيف قولها: «معظم الشابات المصريات يرتدين الحجاب فقط من أجل تلافي القهر الاجتماعي، وكي يصبح في وسعهن السير في الطرقات من دون خوف. وأنا أؤمن بكل كلمة قلتها، وكل موقف اتخذته، وعلى استعداد للعيش في ظل التهديدات التي أتلقاها كل يوم، من أجل أن يحصل جميع المصريين على نوع الحرية التي يموتون من أجلها كل يوم». المصدر : موقع "إيلاف" السعودي صلاح أحمد