أعتبر الرئيس الجنوبي السابق "علي ناصر محمد" ان الوحدة اليمنية تحولت من حلم جميل إلى كابوس مفزع. ودعا ناصر في مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط الرئيس السابق علي عبد ﷲ صالح إلى إفساح المجال للرئيس الحالي، عبد ربه منصور هادي لمزاولة صلاحياته بدون تدخلات. وطالب صالح بمغادرة اليمن لفترة مؤقتة ليأخذ راحة بعد سنين من الحكم الطوﯾل. وقال ناصر في تصرﯾحات خاصة ل"الشرق اﻷوسط": إنه ﯾنظر إلى التسوية السياسية الجارية في اليمن في ضوء المبادرة الخليجية ب"تفاؤل حذر وارتياب"، ﻷنها "تسير إما نحو تطور إﯾجابي ﯾخدم التسوية، أو أن تتحرك في الخط المعاكس بما ﯾنذر بفشلها أو انهﯾارها". وأعرب ناصر عن اعتقاده أن اﻷزمة السياسية في اليمن "تتغور في عمق الوطن وتتغول في الجسد اليمني والوحدة الوطنية". وقال: "كلنا نعرف أن المبادرة الخليجية لم تتحدث عن الثورة وﻻ عن القضية الجنوبية بل ركزت على الازمة ونقل السلطة ولذلك قامت التسوية السيادية بين فريقين وقعا عليها وكنا نأمل أن تشمل التسوية كافة الطﯾف السياسي اليمني وأن ﯾكون الشباب الرقم اﻷبرز فيها". وألمح ناصر إلى أن ما ﯾجري في اليمن أقرب إلى "نظام المحاصصة"، معتبرا إن استبعاد القوى المؤثرة أدى إلى ايجاد دور كبير في خلق جو من المحاصصة والتقاسم غير المفيد، وهو ما ﯾفسر المواجهات المتنقلة سياسيا وميدانيا بين بعض القوى. وأكد أن محاولات اغتيال الدكتور ياسين سعيد نعمان، أمين عام الحزب اﻻشتراكي واللواء محمد ناصر أحمد، وزﯾر الدفاع، والدكتور واعد باذﯾب، وزﯾر النقل وغيرهم ﯾستهدف جوهر الدولة المدنية. ودعا إلى تشكيل لجنة محاﯾدة من أكادﯾميين ومستقلين، ليس لهم علاقة باﻷحداث السابقة، للتحقيق في الصراعات منذ قيام ثورتي اليمن، شماﻻ وجنوبا. وأعتبر ناصر أن ما ﯾجري في اليمن ازدواجية في السلطة، وأشار إلى أن السلطة تركزت في السابق بيد رئيس واحد وخرج الناس لتغييره وليس لتبدﯾله بأكثر من رئيس وأكثر من جيش وأكثر من جماعة مسلحة وأكثر من فضائية ناطقة باسم كل جهة، وحتى أكثر من فرع لتنظﯾم القاعدة. وطالب ناصر بأن يمارس الرئيس هادي كافة صلاحياته وفقا للدستور، معتبرا أن المشكل في ذلك تعدد المرجعيات، حيث باتت المبادرة الخليجية مرجعية ﯾستند إليها الرئيس في قراراته، وهو أمر يعزز نوعا من الخلل البنيوي في وضع التسوية السياسية الراهنة. داعيا لوضع معالجات موضوعية لهذا الخلل. وأعتبر الغارات التي تقوم بها الطائرات الأمريكية على مواقع للقاعدة بأنها امتدادا لما كان في عهد صالح، وأن هذه الغارات ليست جديدة ومرتبطة بعهد هادي. وأشار إلى أن صالح كان يقول "اضربوا وﻻ تقولوا إننا وافقنا على الضرب"، أما الرئيس هادي فقد قال ناصر: "إنه ﯾصادق شخصيا على كل ضربة وطلعة". مؤكدا أنه لا يتفق مع الأول ولا مع الأخير.