يتحاشى الرئيس السابق علي عبدالله صالح الحديث عن إبراهيم الحمدي ومرحلته وكيف يتحدث عن الحمدي وهو من قاد عملية طمس وتشويه لتاريخ الحمدي وصلت الى حد منع مسلسل تلفزيوني من العرض عام 79م بسبب ان بطل المسلسل كان إسمه (إبراهيم حمدي) حسب ما يذكره سياسيون عاشوا تلك المرحلة . اليوم يكشف الرئيس السابق عن حقيقة الوحدة اليمنية وكيف أن الرئيسان إبراهيم الحمدي وسالمين أتفقا على كافة الخطوات الوحدوية وشكل الحكومة ومن سيكون الرئيس حيث قال صالح في حوار له بثته العربية أن الإتفاق كان على ان يتولى الرئيس الحمدي رئاسة الدولة الموحدة وسالمين رئاسة الوزراء وغير ذلك من التفاصيل. إلا أن الرئيس السابق لم يكمل الحديث عن سبب تعثر هذا المشروع كونه هو أحد أدوات تنفيذ مخطط إفشال هذا المشروع عبر إغتيال الرئيس إبراهيم الحمدي بتوجيه من قوى إقليمية ودولية معروفة وهو ما تسبب في إعادة الأزمة بين الشطرين. الرئيس السابق يتذكر جيداً كيف أن لإبراهيم الحمدي الفضل في تصعيد مجموعة من الضباط الصغار وهو على رأسهم وذلك على حساب القوى المشيخية النافذة التي عمل الحمدي على إبعادها من كافة أي تدخلات في عمل الدولة ومؤسساتها وقام بتطهر الجيش من نفوذها في إبريل1975م . مقابلة صالح مع العربية رسالة سياسية موجهة من المملكة العربية السعودية التي تمول القناة وهي أيضاً التي صنعت صالح وتحاول إعادتة اليوم فلا يخفى على أحد أن السعودية فرضت صالح كرئيس بعد مقتل الغشمي رغم انه لم يكن مؤهلاً لهذا المنصب لكن خدماته للسعودية أقتضت أن يتصدر المشهد السياسي في 17يوليو1978م . بدأ صالح عمله في القصر الجمهوري بصنعاء بمجموعة من القرارات الإنقلابية على الشهيد الحمدي وعبر مجموعة أمنية محيطة به سيطرت فيما بعد على كل مفاصل الدولة إبتداءً من الجيش والأمن وحتى أبسط الشركات التجارية العامة حاول صالح طمس كل ما يتصل بالرئيس الحمدي حتى أن فترة الثمانينات كان لا يجرؤ أحد على أن يتذكر الحمدي فعيون الأمن الوطني لا تسهى ولا تنام حتى وصل الأمر الى إعتقال الآلاف من المواطنين ومئات الطلاب حتى ان السجون أمتلأت بهم حسب ما ذكره قادة أمنيين عاشوا تلك الفترة حتى أن الكثير من المختفين قسرياً تعود فترة إختطافهم الى تلك الفترة السوداء . وبشأن الوحدة فقد حاول نظام صالح بإعلامة غرس مفاهيم محددة لدى الرأي العام مفادها ان صالح هو صانع الوحدة ورجلها الأول بالتزامن مع تشويه صورة الرؤساء السابقين ممن أستشهدوا أو توفاهم الله , أو ممن هم باقين على قيد الحياة حتى اللحظة . يذكر أن قناة العربية حاولت قبل أشهر إجراء مقابلات مع صالح (الذاكرة السياسية) إلا أن سؤال المذيع عن مقتل إبراهيم الحمدي كان قد تسبب في إستثارة غضب صالح الذي رفض إجراء المقابلة وأمر بسحب شريط الكاميرا وحسب صحفي مقرب من الرئيس السابق فإن صالح تفاجأ بسؤال المذيع عن مقتل الحمدي وأن هذا السبب في تأجيل إجراء المقابلات الى هذا الوقت . المصدر ذاته أكد أن صالح قال للمذيع : أنت لا تعلم أن السعودية تقف خلف مقتل الحمدي وهو ما جعل المذيع يعتذر عن طرح السؤال مؤكداً أنه لا يعرف ذلك إلا أن صالح أستمر في غضبه حتى غادر طاقم العربية .