قالت مصادر مقربة من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء 3 يونيو/حزيران 2025، إن الأخير يتجه للتخلي عن الوساطة بين موسكو وكييف، بعد أن خلص الفريق المعاون في مجلس الأمن القومي إلى تقييمات سلبية في ما يتصل باستعداد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في مرحلة أولى قبل بحث إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام لإنهاء الحرب. وأضافت المصادر في تصريحات ل"إرم نيوز" إن معاوني الرئيس يعتقدون أن ترامب أظهر ما يكفي من الاستعداد للدفع بالمسار التفاوضي، ولكن في مقابل ذلك أظهر الرئيس الروسي ممارسات منافية تمامًا لطبيعة وأهداف الوساطة الأمريكية. وأوضحت أن ترامب شعر بعدم الراحة للازدواجية في الموقف الروسي، فمن جانب يعمل بوتين على إعطاء الانطباع بالتمسك بخيار التفاوض، وفي الجانب الآخر يواصل عملياته العسكرية على الأرض وينفذ مزيدًا من الهجمات ضد المدنيين في كييف ومدن أوكرانية أخرى. وأشارت إلى أن هذه الازدواجية جعلت معاوني الرئيس يعتقدون أنه سيكون من الأفضل لهذه الإدارة أن تتوقف عن الانخراط الكبير في المسار التفاوضي قبل إظهار بوتين التزامات جدية تجاه التفاهمات المتوصل إليها. وقالت المصادر، إن الرئيس ترامب كان شديد الحرص منذ إعلانه عن سعيه للتوصل إلى اتفاق روسي أوكراني على تهدئة الأوضاع وتجنب سقوط المزيد من الضحايا من القتلى من المدنيين والعسكريين في الجانبين، لكن بوتين أظهر ممارسات مناقضة بالكامل لتوجهات ترامب، ومن هنا بدأت حالة الشعور بأنه ربما سيكون من الأفضل للولايات المتحدة التوقف عن هذه الوساطة وترك طرفي الحرب يواجهان الحقيقة على الأرض. فترة ذهبية وكان الحديث قبل أسابيع عن فترة ذهبية قادمة في العلاقات الثنائية بين موسكووواشنطن وقرب التوصل إلى اتفاق في كييف بشأن الحرب في أوكرانيا. لكن يسود مناخ جديد ومختلف تمامًا هذه الأيام في العاصمة واشنطن عندما يرتبط الحديث بحالة التوتر غير المسبوقة التي تشهدها علاقة الرئيس دونالد ترامب بنظيره الروسي فلاديمر بوتين. يضاف إلى ذلك تلك الأصوات التي ترتفع من داخل مبنى الكونغرس من كبار الأعضاء الجمهوريين المقربين من ترامب بالدعوة إلى إصدار مشروع تشريع جديد يفرض عقوبات تاريخية ضد روسيا. يقول السيناتور الجمهوري البارز لينزي غراهام، أحد المقربين الكبار من الرئيس ترامب ومستشاره الموثوق في السياسات الدولية، إن مجلس الشيوخ، وفي مبادرة مشتركة من النواب الجمهوريين والديمقراطيين، يدرس حاليًا مشروع قرار قيد التحضير لفرض سلسلة عقوبات جديدة ضد روسيا. غراهام يوضح أن المشروع يجد تأييدًا كبيرًا من الأعضاء من الحزبين، مضيفًا أنه تشريع في غاية الصرامة والحدة تجاه روسيا، وأنه طيلة سنوات خدمته في الكونغرس لم يشهد مثيلًا له. غراهام، الذي كشف عن المشروع الجديد بعد لقائه بالعاصمة الفرنسية بالرئيس إيمانويل ماكرون، يقدم هذه الإيضاحات عن توجهات الكونغرس في الأيام القليلة الماضية في وقت تشهد فيه العاصمة واشنطن وعلى جميع المستويات لهجة متصاعدة في الخطاب تجاه موسكو