ما نعرفه هو أن قرار حظر إقامة المباريات الكروية الدولية بصنعاء في المسابقات التي تقام تحت سقف فيفا وايه اف سي ارتبط بمحاذير أمنية على خلفية أحداث 2011م، ما يعني أن قرارا ارتبط بأمر وكان يجب أن ينتهي بزواله، أي بعودة الحياة إلى طبيعتها في الجانب الأمني، وأمر مثل ذلك لم يكن يستدعي بحسب الاتحاد اليمني لكرة القدم إلا إلى رسالة تطمين حكومية أو خطاب تعهد أمني من وزارة الداخلية، وقد تم ذلك بالفعل. لكن ما تركته لنا لجنة الفيفا وال" إيه أف سي" في زيارتيها الأولى والثانية أغلبها ملاحظات واشتراطات فنية مرتبطة بالحمامات، وغرف تبديل الملابس، وأكشاك بيع التذاكر، وممرات الدخول والخروج، يعني مجرد بعاسس فنية كنا نعتقد أنها مستوعبة –أو هكذا المفروض– وأن يكون تم تنفيذها في عملية التأهيل التي تمت لملعب المريسي قبل ثلاث أو أربع سنوات تلك أتت لتفادي حظر سابق وارتبطت بتركيب خرطوم دخول وخروج اللاعبين، وأشياء أخرى بمبلغ مالي كبير قيل أنه اقترب أو تجاوز ال 300مليون ريال، خصوصا وأنها مسائل بسيطة ويسهل تنفيذها عمليا مثلها مثل الخرائط وخطط الطوارئ. ومن ما خلفته لنا اللجنة خلفها من ملاحظات واشتراطات خلال الزيارتين يمكن أن نخلص إلى أمرين الأول هو أن "خبيرنا" الشيباني عضو ملاعب الفيفا قد خدعنا ولم ينبهنا إلى مثلها نواقص أن كان يفهم مثلها نواقص وهي من صميم عمله المفترض في الفيفا، أو أنه طلع مجرد مقلب صالح فقط للمغالطات محليا أما في العمل المهني التخصصي فليس له منه أي رصيد. أما الثاني فهو أن الآسيوي والدولي لم يعد لديهما المبرر الأمني المقنع لاستمرار معاقبتنا أما بدافع القلق الأمني المشروع من حدوث طارئ غير مستبعد يمنيا أو تحقيقا لأهداف تخدم فرق ومنتخبات أخرى حتى يعفيها الحظر من القدوم إلى صنعاء للعب في أجواء غير مناسبة لها خصوصا في تصفيات أمم آسيا 2015م وتحديدا منتخبي قطر وماليزيا البلد المستضيف لمقر ال أيه أف سي. ومن دون تجاهل لأحاديث التفاؤل عن مؤشرات رفع الحظر ربما للتقليل من أهمية الأسباب المعلنة لاستمراره، يمكن لأي متابع أن يدرك أن الاستمرار لم يعد له ما يبرره لاسيما بعد حصول الفيفا وال أيه اف سي على تعهدات أمنية حكومية، وأن ثمة خللا واضحا وربما فاضح في تعامل الاتحاد اليمني مع الموضوع بطريقة سمحت للجنة الدولية بتحويل مجرى عملها من التقييم الأمني بمفهومه المهني إلى مسائل أخرى فنية مرتبطة بالأمن والسلامة في الملعب كشأن تنظيمي بالإمكان أن تستوعب وأن يرفع الحظر حتى في وجودها ولو حبكت الأمور تقام المباريات بدون جمهور.