في كل بلاد العالم يتم تحديد برنامج بدء مسابقات كرة القدم وانتهائها ولقاءات المنتخبات وفق الأجندة العالمية للاتحاد الدولي لكرة القدم التي حددت مواعيد مباريات المسابقات الرسمية بحيث أن المنتخبات التي لا توجد لها مباريات رسمية تحدد مباريات ودية وهكذا، إلا في اليمن، فاتحاد كرة القدم نفسه لا يعرف متى سيبدأ الدوري ولا متى سينتهي ومتى سيلعب المنتخب ومع من وهذه مصيبة تضاف إلى مصائب وكوارث الرياضة اليمنية. بالله عليكم هل يعقل أن بطولات الدوري في معظم دول العالم تسير وفق برامجها وأجنداتها المعدة لها عدا في اليمن التي حدد فيها اتحاد الكرة شهر نوفمبر موعدا لانطلاق الدوري وهاهو يتراجع ويعلن عن اجتماع لمسئولي الأندية لتحديد موعد آخر ربما يكون في ديسمبر وربما يكون في يناير وربما في الذي يليه وهكذا تظل الأندية واللاعبين تحت رحمة اتحادنا المبجل المتخبط.!! الاتحاد يرمي المسئولية على وزارة الشباب وصندوق رعاية النشء والشباب، والوزارة والصندوق يعلنون براءتهم من الموضوع ويحملون الاتحاد كونه لم يقدم لهم أجندة وبرنامج بداية العام حتى يتم إدراجه ضم موازنة الصندوق والوزارة، وفي الوسط الأندية النائمة في العسل وبعضها مرتاح من الموضوع حتى لا تتحمل مرتبات اللاعبين والمدربين وأجورهم ومكافآتهم وهكذا تدور السلسلة ويضيع اللاعب والجمهور المتعطش بين كل هؤلاء، اتحاد متخبط ووزارة غائبة وصندوق مفلس وأندية نائمة. إذا أردنا معرفة الدليل على صحة هذا الكلام علينا أن ننظر إلى نتائج منتخبنا الوطني لكرة القدم في كل مشاركاته الخارجية ومبارياته الودية والرسمية وآخرها التصفيات التمهيدية لكأس أمم آسيا وخسارته جميع المباريات ولعلنا تابعنا خسارة منتخبنا الأخيرة أمام المنتخب القطري وبنتيجة ثقيلة جدا قوامها ستة أهداف ومن منتخب قطر الذي ليس في أفضل حالاته. نتائج المنتخب السيئة تعكس ضعف المسابقات المحلية وهزالتها كما تؤكد لنا أن اتحاد كرة القدم يسير خبط عشواء بدون استراتيجية وخطط لتطوير اللعبة كبقية الاتحادات في دول العالم التي تعمل وفق برامج وأجندات وخطط منظمة، لذلك نحن مازلنا في أسفل السلم. ومن أسباب تأخرنا وتخلفنا عن باقي الخلق أننا نبحث عن الكوادر التي لم تمارس الرياضة ولا تعرف معناها لنجعلها تقود العمل الإداري والفني إما من أجل أموال هذه الشخصيات أو ثقلها القبلي والسياسي دون النظر إلى تاريخها الرياضي ومؤهلاتها العلمية والفنية والإدارية واتحاد كرة القدم أنموذجاً. في الأخير.. من يراهن معي أن دورينا سيقام بنظام الأرز المضغوط بدون دجاج أو البيض المسلوق في شهرين أو ثلاثة وبدون بطولة كأس أو دوري للفئات العمرية التي نضطر إلى تجنيد لاعبين من المنتخب الأول ليشاركوا في بطولات الناشئين والشباب ونغير ونبدل في أعمارهم بحيث أن الاتحاد اليمني لكرة القدم أصبح في القائمة السوداء للاتحادين الآسيوي والدولي للعبة، والتركيز على اللاعبين اليمنيين المشاركين يكون أكثر من غيرهم في عملية فحص الأعمار وهذه من الأمور المخزية، وباعتراف أمين عام اتحادنا. دورينا سيخضع لعملية البخت والنصيب فإذا تكرمت وزارة الشباب والرياضة وصندوق النشء والشباب ورفدوا الاتحاد بمبالغ لتنظيم الدوري وإلا فابحثوا لكم عن تمويل من جزر القمر أو جيبوتي فاتحادكم فقير وليس له من يموله فثقافة التمويل الذاتي والاعتماد على مصادر تمويل متعددة ليست موجودة ولم يفكر بها ولا يعرفون عنها شيئاً وهذه من أسباب تخلفنا رياضياً.