خسارة منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم مباراته الأخيرة في المجموعة الرابعة للتصفيات التمهيدية المؤهلة لنهائيات أمم آسيا 2015 م من نظيره الماليزي .. خبر أصبح عادي جدا .. ولم يعره الجميع أي اهتمام .. حتى أن الشارع الرياضي لم يصب بخيبة .. وكان واضح ذلك من خلال عدم وجود ردة فعل تجاه ذلك .. وحتى الإعلام الرياضي الغيور .. لم يكن حاله أحسن من الجماهير .. وتقبل ذلك الخبر بكثير من الأريحية !!. خسرنا من منتخب متواضع جدا جدا هو المنتخب الماليزي .. الذي كنا نهزمه بالأمس القريب .. شيء طبيعي لم يعد يفرق معنا أن نخسر من السعودية وقطر او اليابان واستراليا .. او من برناو .. ويمكن ان نخسر من ألجاره الصومال إن لعبنا معها .. لم يعد يفرق معنا لا منتخبات كبيرة ولا صغيرة .. فنحن نحترم الجميع .. وشباكنا تستقبل أهدافهم دون تميز .. للأسف هذا ما وصلنا إليه .. أو هم من أوصلونا إلى ذلك .. اتحاد (النكبة) .. أوصولنا لان يتجرد الشعب من وطنيته .. وان نصبح بلا هوية .. وبلا أهداف .. وان يتقبل هذا الشعب المطحون هزائمه بصدر رحب .. ورب الكعبة إنها مهزلة المهازل .. ان نصل الى هذه الدرجة من الخنوع.. وان نرضى بهذا الذل الكروي .. وان نكون بلا هوية وطنية حقيقية .. ياسادة ياكرام .. حين كانت الحرب تشتعل في العراق .. وأصوات الانفجارات تدوي في كل مكان .. وكادت الفتنة الطائفية أن تمزق الشعب العراقي شر تمزيق .. وحدتهم كرة القدم .. عبر انتصارات منتخبهم الوطني.. وها نحن نشاهد ونسمع ما يجري في الشقيقة سوريا التي تستغيث .. ونرفع أيدينا إلى العلي القدير أن يحفظ الشعب السوري من كل مكروه .. فالحطام والتشريد والقتل هما عنوان المرحلة الحالية .. فلم يعد يفرق المرء بين عدو أو حبيب .. تحاول كرة القدم مداواة كل ذلك .. ويحاول لاعبو سوريا التطبيب على جرح المواطن السوري .. فالإبداع يولد من رحم المعاناة.. وماذا أحدثكم عن مصر العروبة .. مصر الثورة .. فالانقسام الأخير الحاصل فيها .. واستمرار المظاهرات .. والشغب .. والعنف .. وحالة الطوارئ .. كل تلك الأمور مجتمعة وحدتها مباراة للمنتخب المصري في كرة القدم .. وهذه هي رسالة الرياضة على وجه العموم .. وبالأخص الساحرة المستديرة كرة القدم .. التي تدعو إلى رص الصفوف والتوحد .. وزرع المحبة .. ونبذ القسمة والتفرق .. رسالة الرياضة الحقيقية هي زرع حب الوطن في النفوس .. ( وحب الوطن من الإيمان) .. فبلاه عليكم ماذا يعني ان يقول الجميع بصوت واحد .. ( مهزومين .. عادي ايش فيها .. قد إحنا متعودين)؟ .. هل وصلت الأمور إلى هذه المرحلة من الانكسار والهزيمة؟.. ولمن نوجه اللوم والعتب ؟ .. ولا سامح الله من كان السبب ..