كانت كلمة واحدة قالتها فتاة سعودية او قادمة من السعودية ، لبلد مشهور بالتميز ضد المرأة و العنف ضد المرأة ، كافيه بان تحول البلد القاسي الشرس الى فينسيا الشرق، البلد المشهور بزواج الصغيرات ، والذي يسابق المؤشرات العالمية في بلوغ القمة في معدلات و وفيات الأمهات والفجوة التعليمية بين الإناث والذكور، كلمة واحدة قالتها فتاة هاربه من بلدها الى اليمن للزواج بمن تحب، كافية ليهب من اجلها اليمنيون ، وتسير القوافل بين المدن نصرة لنداء الحب ، وهو ذاته البلد و ذاتها المدن وما بينهم من قرى، حيث توجد اسر تحرم بناتها من أختيار شريك حياتها والزواج بمن تحب، او اختيار قرار مصيري والانفصال عمن لا تحب، البلاد الذي نصر الحب هو واحد من أعلى معدلات التحرش بالنساء لدرجه يصل فيها الرقم الى 95٪. وهو البلد الذي يحرم النساء من ابسط حقوقهن الشرعية كحقهن في الميراث ، وحضانة الأطفال بعد الطلاق، انه البلد الرومانسي الفائض العطاء الذي يسجل رقما مميزا في سن القوانين التي تكرس التميز ضد المرأة ، و دونية المرأة و سلطة الرجل القانونية والسياسية وحتى الفقهية، انه البلد الذي يحرم فيه المفتي خروج المرأة من بيت زوجها دون أذنه او من بيت أهلها دون محرم ، في اليمن تحارب النساء بدعوى الخروج عن الإسلام ويتم سنويا تكفير عدد من اليمنيات لأي سبب لمجرد أنهن يرفضن سلطة الرجل ، في اليمن لا تجاهر النساء بحبهن ، ويعتبر هذا الفعل عملا فاضحا يحاسب عليه القانون ، او يتم دهسه أخلاقيا بقيم المجتمع المتوارثة حيث جرائم الشرف التي بموجبها يحق للآب او الأخ او ابن العائلة قتل الفتاة لمجرد الشك بانها على علاقة عاطفية بشخص ما، في هذا البلد حيث التحرش والاغتصاب وجرائم الشرف ، يتم التعامل مع المرأة سياسيا كديكور ، كشكل من أشكال الدولة المعاصرة ، وليست كرقم برغم أنها فعليا نصف تعداد السكان 49٪ نساء وبرغم ذلك لا توجد اي خطة لاستعاب هذا النصف في مؤسسات الدولة و القطاع العام لان 80٪ منهن أميات ، النساء في اليمن يحرمن من التعليم و العمل والمشاركة المجتمعية، يحرمن من حقهن في الصحة و التثقيف والميراث و حتى حقهن في اختيار شريك حياتهن، النساء في اليمن لا يعرفن الحب ،.. أنهن يعشن في مجتمع لا يحبهن ... يا أهل اليمن نساء اليمن في وجوهكم .