أظهر آخر إحصاء لحادثة التدافع في مشعر “منى” مقتل ما لا يقل عن 2121 حاجا أثناء أداء مناسك الحج في مكةالمكرمة، ليثير التساؤل حول التناقض بين الإحصائيات الرسمية التي نشرتها المملكة العربية السعودية وقالت وكالة أسشويتد برس إن عدد القتلى 769، في حين أحصت وكالة فرانس برس أن عدد القتلى وصل إلى 1849 قتيلا، إلا أنه ومنذ 24 من شهر أيلول/سبتمبر وحتى يومنا هذا لم تتغير الإحصائيات رسميا في السعودية رغم الارتفاع أضعافا وفق إحصائيات تم جمعها من الدول المختلفة.
وقالت وكالات عالمية إن ولي العهد ووزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، أشرف على اجتماع مساء الاحد حول الكارثة في منى، وفقا لوكالة الأنباء السعودية الرسمية، لكن الاجتماع لم يعلن عن أي رد أو إحصاء رسمي جديد حول الارتفاع الكبير في أعداد القتلى، معربة عن استغرابها من ذلك.
وكان المغرد السعودي الشهير مجتهد قد غرد عبر حسابه في تويتر بعد أيام قليلة من حادثة التدافع في منى وأكد أنه رغم العدد الرسمي للقتلى التي أعلنت السلطات السعودية عنهم، إلا أن العدد الحقيقي تجاوز ال 3 آلاف قتيل.
وجاء في وكالة الأنباء الرسمية السعودية أن “ولي العهد ووزير الداخلية الأمير محمد بن نايف ترأس اجتماعا للجنة التحقيق الرئيسة التي شكلها بعد حادثة التدافع، والتي يفترض أن ترفع ما ستخلص اليه الى الملك سلمان”. وبحسب الوكالة، “اطمأن سموه على سير عمل التحقيقات الجارية في هذا الشأن موجها أعضاء اللجنة بمواصلة الجهود المبذولة للوصول بحول الله لمعرفة أسباب الحادث”.
وكان قد أمر الملك السعودي سلمان بالتحقيق في الكارثة الأكثر دموية في تاريخ الحج في السعودية، وجاء تدافع منى بعد انهيار رافعة في مكة في وقت سابق من الشهر الماضي وقبل أيام من بدء موسم الحج وقتل فيها 111 حاجا.
وأعلنت إيران الحداد لثلاثة أيام رسميا إثر الحادث المأساوي الذي وقع في مشعر منى بالسعودية. ودعا قائد الثورة الإسلامية آية الله علي الخامنئي الحكومة السعودية الى تحمل مسؤولية ما جرى في الحادث المأساوي بمشعر منى والتعامل مع الأمر وفقا للعدل والانصاف. مؤكدا “من غير الممكن عدم الاخذ بعين الاعتبار سوء الادارة السعودية والتعامل غير الصحيح في التسبب بوقوع هذا الحادث الأليم”.
واتهم مسؤول بعثة الحج الايرانية علي قاضي عسكر السلطات السعودية بأنها لم تتعاون معهم كما يجب. وكشف عسكر عن تشكيل الجانب الايراني خلية أزمة لمتابعة الامور ومسح المستشفيات للوقوف على وجود الحجاج الايرانيين، وذلك تماشيا مع توصية خامنئي بتوجيه المساعدة للحجاج الايرانيين وغير الايرانيين عموما. واتهم عسكر الجانب السعودي بمنع المتصدين الايرانيين من الاقتراب الى مكان الحادث للتعرف على الجرحى، متسائلا ما هذا النوع من الخدمة التي تقدمها السعودية؟
الغريب كان تصريحات جديدة للمرشد الإيراني علي خامنئي، حول ملف حادثة منى حمل السعودية مسؤولية “مصرع 7 آلاف مسلم”، وقال إنه “من المفروض أن يرتفع صوت واحد واحتجاج العالم الإسلامي” واستدرك أن إيران هي البلد الوحيد الذي احتج على الحادثة.
وانتقد خامنئي، خلال استقباله المسؤولين الإيرانيين عن شؤون الحج، “صمت الحكومات، خاصة الحكومات الغربية والمنظمات المتشدقة بحقوق الإنسان تجاه هذه المصيبة الكبرى”، مشددا على أن “هذه الحادثة لا ينبغي نسيانها أبدا، وأن الجهاز الدبلوماسي ومنظمة الحج والزيارة مكلفان بمتابعة القضية بحزم”.
ودعا المسؤولين الإيرانيين إلى “متابعة هذه القضية المهمة والإبقاء عليها حية”، مضيفا أن “هذه القضية لا ينبغي أن تمر بصمت ويلفها النسيان، ولا بد أن تطرح في المحافل الدولية أعواما طويلة، وأن تكون نقطة الاستهداف في هذا التحرك هي الحكومات الغربية والمنظمات المتشدقة بحقوق الإنسان”.
وأضاف خامنئي أنه “لو امتلك أدعياء حقوق الإنسان هؤلاء (الذين صمتوا إزاء حادثة منى) الصدقية لكانوا قد طالبوا (الحكومة السعودية) بتحمل المسؤولية والتعويض عن الأضرار وضمان عدم تكرار الكارثة ومعاقبة المسببين لها”.