كوستاريكا تقلب الطاولة على الدومينيكان    اليوفي يستعرض.. ويتصدر بخماسية العين    كيف تواجه الأمة الإسلامية واقعها اليوم (2)    انهيار متواصل للريال اليمني.. أسعار الصرف تواصل التدهور في عدن    شكر الله سعيكم.. نريد حكومة كفاءات    مباراة تاريخية للهلال أمام ريال مدريد    الهلال السعودي يتعادل مع ريال مدريد في كأس العالم للأندية    إصابة 3 مواطنين إثر 4 صواعق رعدية بوصاب السافل    الخطوط الجوية اليمنية... شريان وطن لا يحتمل الخلاف    إيران تبدأ بإطلاق الصواريخ الثقيلة    الجيش الإيراني يدشن هجوم المُسيرات الخارقة للتحصينات    الحوثي والرهان الخاسر    اشتداد حدة التوتر بين مسلحين قبليين ومليشيا الحوثي في ذمار    مليشيا الحوثي تختطف عريساً قبل يوم واحد من زفافه    الصبر مختبر العظمة    اعتقال صحفي في محافظة حضرموت    مواطنون يشكون منع النقاط الامنية ادخال الغاز إلى غرب محافظة الضالع    الفريق السامعي: ما يحدث ل"إيران" ليس النهاية ومن لم يستيقظ اليوم سيتفاجأ بالسقوط    إيران تعلن اطلاق موجة صواريخ جديدة وصحيفة امريكية تقول ان طهران ستقبل عرض ترامب    إغلاق مطار "بن غوريون" يدفع الصهاينة للمغادرة برا .. هربا من الموت!    كندة: «ابن النصابة» موجّه.. وعمرو أكبر الداعمين    حدود قوة إسرائيل    حجة .. إتلاف مواد غذائية منتهية الصلاحية في مديرية المحابشة    لأول مرة في تاريخه.. الريال اليمني ينهار مجددًا ويكسر حاجز 700 أمام الريال السعودي    عدن بين الذاكرة والنسيان.. نداء من قلب الموروث    مجلس الوزراء يشدد على مواجهة تدهور العملة للتخفيف من معاناة المواطنين    فعالية ثقافية للهيئة النسائية في الأمانة بذكرى رحيل العالم الرباني بدر الدين الحوثي    اجتماع بصنعاء يناقش جوانب التحضير والتهيئة الإعلامية لمؤتمر الرسول الأعظم    لملس يزور الفنان المسرحي "قاسم عمر" ويُوجه بتحمل تكاليف علاجه    روسيا تحذر أمريكا من مساعدة تل أبيب «عسكريا»    انتقالي شبوة يتقدم جموع المشيعين للشهيد الخليفي ويُحمّل مأرب مسؤولية الغدر ويتوعد القتلة    البيضاء : ضبط ستة متهمين بجريمة قتل شاب من إب    رسميا.. برشلونة يضم خوان جارسيا حتى 2031    الرهوي يناقش التحضيرات الجارية للمؤتمر الدولي الثالث للرسول الأعظم    ترقية اليمن إلى عضوية كاملة في المنظمة الدولية للتقييس (ISO)    مدارج الحب    لاعبو الأهلي تعرضوا للضرب والشتم من قبل ميسي وزملائه    أزمة خانقة بالغاز المنزلي في عدن    صراع سعودي اماراتي لتدمير الموانئ اليمنية    شرب الشاي بعد الطعام يهدد صحتك!    شرطة صنعاء تحيل 721 قضية للنيابة    بين صنعاء وعدن .. على طريق "بين الجبلين" والتفاؤل الذي اغتالته نقطة أمنية    ترامب يؤكد ان مكان خامنئي معروف ويستبعد استهدافه وإسرائيل تحذّر من انه قد يواجه مصير صدام حسين    الإمارات توضح موقفها من الحرب بين إيران وإسرائيل وتحذر من خطوات "غير محسوبة العواقب"    الصحة العالمية: اليمن الثانية إقليميا والخامسة عالميا في الإصابة بالكوليرا    من يومياتي في أمريكا .. بوح..!    من يومياتي في أمريكا .. بوح..!    حوادث السير تحصد حياة 33 شخصاً خلال النصف الأول من يونيو الجاري    استعدادًا لكأس الخليج.. الإعلان عن القائمة الأولية لمعسكر منتخب الشباب تحت 20 عاما    على خلفية أزمة اختلاط المياه.. إقالة نائب مدير مؤسسة المياه والصرف الصحي بعدن    طبيب يفند خرافات شائعة عن ورم البروستاتا الحميد    بالأدلة التجريبية.. إثبات وجود ذكاء جماعي لدى النمل!    صنعاء .. التربية والتعليم تعمم على المدارس الاهلية بشأن الرسوم الدراسية وعقود المعلمين وقيمة الكتب    القائم بأعمال رئيس المجلس الانتقالي يتفقد مستوى الانضباط الوظيفي في هيئات المجلس بعد إجازة عيد الأضحى    تعز.. مقتل وإصابة 15 شخصا بتفجير قنبلة يدوية في حفل زفاف    علماء عرب ومسلمين اخترعوا اختراعات مفيدة للبشرية    وزير الصحة يترأس اجتماعا موسعا ويقر حزمة إجراءات لاحتواء الوضع الوبائ    اغتيال الشخصية!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تعرف على القائد العسكري الخفي وراء نجاحات وانتصارات الجيش الوطني منذ تأسيسه حتى اللحظة
نشر في اليمن السعيد يوم 01 - 09 - 2018

الربع الأول من العام 2015 كان لا بد من قرارا حاسم وقطعي، لتحديد مسار ومصير مستقبل هذا البلد، تجاه ما أقدمت عليه ميلشيا الحوثي وقوى سعت للتحالف معها، للانقلاب على الدولة والجمهورية، وكان وقتها من الضروري إعلان الشرفاء والوطنيين موقفا لكسر ووقف مشروع الانقلاب الذي دشن في 21 سبتمبر من العام 2014 بداية من محافظة عمران، من ثم العاصمة صنعاء، والامتداد إلى بقية مناطق اليمن.
وفي لحظة تمدد ميلشيا الحوثي الانقلابية وتفشيها كورم سرطاني خبيث في جسد، خرج مجموعة من الضباط الشرفاء الذين تركوا خلفهم كل شيء، من مال وقصور، ومناصب، واستحضروا ضمائرهم الحية تجاه الوطن والشعب والأرض والإنسان، ليلقوا بأنفسهم في المهمة الصعبة والثقيلة، غير مبالين بثقله، رغم تكالب الخونة والجبناء والقتلة والطامعين.
في صحراء العبر بمحافظة حضرموت وجد هؤلاء الضباط ضرورة حضورهم فيها كواجب وطني شربوه مع حليب أمهاتهم، ليكونوا هم النواة الأولى لتشكيل الجيش الوطني من الشعب وإلى الشعب ينتمي، وبعد وصولهم مطلع الربع الأول من العام 2015 إلى صحراء العبر، وإعلان انضمامهم والمبادرة في بدء الحشد للاستعادة الدولة والجمهورية من أيدي الانقلاب.
بداية صعبة ومضنية، لقسوة الظروف حينها، وشحة الإمكانات والدعم والتجهيزات، التي بدأت من الصفر لبناء جيش وطني ولائه للوطن والشعب، إلا أن إصرارهم وعزيمتهم تغلبت على كل تلك الصعوبات والشحة واتساع دائرة التآمر وكبرها، لتغير بعدها مجرى الأحداث العسكرية والخارطة السياسية ككل في اليمن.
عقب اقتحام المليشيا الحوثية وحلفائها للعاصمة صنعاء وانقلابهم على الشرعية، وسيطرتهم على القصر الجمهوري بصنعاء والمعسكرات ومخازن الأسلحة وانتقال الرئيس عبدربه منصور هادي إلى مدينة عدن (21 فبراير 2015م) تم تكليف الفريق الركن محمد علي المقدشي بإبقاء المناطق العسكرية الأولى (سيئون) والثانية (المكلا) والثالثة (مأرب) ومحور الجوف والوحدات التابعة لها بيد الحكومة الشرعية، ليعود الرجل من محل اقامته في الخارج ويصل إلى مأرب في زيارة سرية لتنفيذ المهمة التي أوكلها له الرئيس هادي ويلتقي بالقادة العسكريين ويبدأ العمل على منع سقوط تلك المناطق العسكرية بيد الانقلابيين الحوثيين ودفع الوحدات العسكرية لصد محاولة الحوثيين التمدد باتجاه المحافظات الشرقية التي تتمركز فيها منابع النفط والثروة، وقد ساهم في ابقاء تلك الألوية والوحدات متماسكة والحفاظ على أسلحتها والاستفادة منها في معارك مواجهة الانقلابيين.
وبالتزامن مع استجابة الدول الشقيقة في الخليج لدعوة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي وإطلاقها تحالفا عربيا تحت مسمى عاصفة الحزم، كان لا بد من قرار عاجل وسريع من الرئيس والذي اقتضى بإعادة بناء القوات المسلحة على أسس وطنية بعيداً عن المناطقية والطائفية كرافعة صلبة لاستعادة الدولة ومؤسساتها، ليتم ذلك بتعيين اللواء الركن محمد علي المقدشي وقتها رئيسا لهيئة الأركان العامة، وتعيين اللواء ركن ناصر عبدربه الطاهري، نائبا لرئيس هيئة الاركان.
ومن ثم يمنح الرئيس المقدشي مباشرة إعادة تجميع القوات المسلحة على أسس وطنية وحشد الطاقات الشعبية إلى جانب الجيش لاستعادة الدولة، وهي مهمة صعبة في ظروف كتلك، لكن لكونها لحظة فارقة ومصيرية على البلد، كان من الحتمي قبول المقدشي المهمة وتحمل المسئولية كيفما كانت الظروف والنتائج.
وفي يوم 18مايو 2015م، وصل رئيس هيئة الأركان آنذاك اللواء محمد علي المقدشي وبعض الضباط إلى معسكر اللواء 23 ميكا في منطقة “العبر” بمحافظة حضرموت نقطة انطلاق لإعادة بناء القوات المسلحة وفق الخطة الجديدة التي أقرها رئيس الجمهورية ودول التحالف العربي لدعم الشرعية.
ومثّل اللواء 23 أهمية استراتيجية من ناحية موقعه الهام، كما أنه يتبع المنطقة العسكرية الأولى وهي منطقة لم تسقط بأيدي الانقلابيين بالإضافة إلى قربه من المنطقة العسكرية الثانية والثالثة، وكذلك قربه من الحدود مع المملكة العربية السعودية وسهولة وصول الدعم والإمداد الذي تقدمه دول التحالف العربي عبر منفذ الوديعة.
ويعد المقدشي صاحب الدور الرئيسي فيما وصل إليه الجيش الوطني، وما حققه من انجازات وانتصارات بدأت من الصفر وفي وقت قصير جدا تم الخروج بنموذج لجيش وطني يدين بالولاء للوطن والشعب، إذ تولى المقدشي قيادة القوات المسلحة في وقت لم يعد فيه أي تواجد للجيش اليمني، بعد الحرب التي قادتها المليشيا الانقلابية ونهبها لمعسكرات الجيش، وعزلها للضباط المؤثرين فيه، وإخضاع كافة الوحدات العسكرية في المناطق التي وصلتها لتصرفها وأهدافها.
وللشعور بالمسئولية الوطنية شرع المقدشي ومعه مجموعة من الضباط على إنشاء وتشكيل وحدات عسكرية، من مجندين جدد، ومن الجنود والضباط السابقين الذين تمكنوا من تجاوز المليشيا الانقلابية والانتقال إلى الجيش المؤيد للشرعية في منطقة العبر، فتشكلت الكثير من الوحدات العسكرية، وتوسعت بشكل كبير، وكان لذلك تأثيرا إيجابيا في الجانب الميداني، بالإضافة إلى التنسيق والتواصل المستمر مع الشخصيات والوجاهات والمشائخ البارزين في عموم مختلف مناطق ومحافظات اليمن للدفع بمقاتلين لا عداد الجيش الوطني الذي سيخوض معركة استعادة الدولة والجمهورية.
وهو ما جرى على أرض الميدان بتكاتف الجهود وتجاوز اصعب الظروف، ليلبي الشعب دعوات نواة الجيش الوطني الأولى من ضباط وصف وجنود، وقبلها دعوات رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي التي وجهها لكل أبناء الشعب اليمني، والذين لم يتأخروا في تلبية النداء والمجيء من كل مناطق اليمن لنصرة الدولة والجمهورية من عصابة كهنوتية رجعية ظلامية وطائفية، لتشهد بعدها تلك الفترة جملة من الأحداث والخطوات غيرت بعدها مجرى ومسار الواقع، حيث بدأ توافد مئات المجندين والمنضمين إلى الجيش الوطني بشكل يومي، وبدافع وطني وحماس عالي لتحرير اليمن من الميليشيا الانقلابية”.
جهود كبيرة بذلها الضباط النواة الأولى لتأسيس الجيش الوطني، كان المقدشي والطاهري والأبارة والشدادي والحوري والوائلي أبرزهم، وهو ما تحدث عنه لاحقا في شهادة للتاريخ وأمام الله الكثير من الضباط، لتبدأ بعدها عملية التدريب والتجهيز القتالي لأفراد الجيش على ثلاث مراحل، تمثلت في التدريب الميداني، والتدريب التقني، وهو على مستوى متقدم، إضافة إلى تدريب القادة العسكريين.
في 28 من يوليو عقد مجلس الدفاع الوطني الأعلى اجتماعا له في الرياض برئاسة رئيس الجمهورية وأصدر قراراً بضَم أفراد المقاومة الشعبية في صفوف الجيش الوطني، وهو القرار الذي وحّد بندقية الشعب لمناهضة الانقلاب وهزيمته لصالح وتحت راية مشروع الدولة الوطنية العادلة.
وبدأت رئاسة الأركان في وضع نواة الجيش الوطني الجديد بعد تحرير العاصمة الموقتة عدن وابين ولحج والضالع وأجزاء واسعة من محافظة مأرب، من خلال دمج عناصر المقاومة الشعبية في أجهزة الجيش والأمن، وتسجيلهم بناء على معايير مهنية عالية بعيداً عن الولاءات القبلية أو المناطقية أو الدينية، وانخراطهم مباشرة في عمليات تدريب محترفة.
وبعد أيام من الاعداد والتحضير في معسكر العَبر توجه رئيس الأركان “المقدشي” إلى العاصمة المصرية القاهرة لحضور اجتماع رؤساء أركان الجيوش العربية، وقد مثّل حضور وتمثيل الجيش اليمني رسميا عاملاً رمزياً مهماً ورفع مستوى التنسيق مع الأشقاء العرب في معركة استعادة الدولة وتحديداً إعادة بناء الجيش.
وفور عودة اللواء المقدشي من اجتماع القاهرة تم إعلان فتح باب التجنيد والانضمام إلى القوات المسلحة وفقا لقرار مجلس الدفاع الوطني، وتوافَدَ الآلاف من ضباط الجيش وأفراده الى معسكرات التجنيد في حضرموت وعدن ومأرب وشبوة وتعز وانخرطوا في التدريب والتشكيلات العسكرية وبناء وحدات وألوية مكتملة وجاهزة للالتحاق بمسرح العمليات في الجبهات على امتداد الجغرافيا اليمنية.
وخلال تلك الفترة اعتمدت قيادة الجيش الوطني استراتيجية متماسكة للإعداد والبناء للوحدات العسكرية المتمثلة بإعادة بناء الألوية بهيكلها ومسماها السابق، وأيضا دعم وإسناد جبهات القتال المفتوحة لوقف تمدد التمرد ووقفه عند حده، بالإضافة إلى إدخال وحدات عسكرية مدربة الى مسرح العمليات لدحر الانقلابيين والبدء بعملية التحرير.

وفتحت معسكرات التجنيد واعادة تجميع القوات السابقة في مأرب وعدن وحضرموت وشبوة وتعز والجوف وميدي، وكان لذلك أثراً إيجابياً ودفعة قوية في الاهتمام بالمؤسسة العسكرية في ظل الوضع الاستثنائي الذي تمر به ولمزيد من الإنجاز العسكري على مختلف المستويات.
تبعاً للاستراتيجية العسكرية التي تعتمد أسلوب إعادة تجميع القوات وإحداث ترابط وتماسك بين أجزاء الجيش الوطني فقد شمل ميدان العمل على إعادة بناء القوات المسلحة جميع المناطق العسكرية التي سيطر عليها الحوثيون أو التي تمكنت من الصمود وصيانة الشرف العسكري الوطني.
ففي المنطقة العسكرية الثالثة، الذي كان يقودها اللواء الركن عبد الرب الشدادي، الذي اطلق عليه “مؤسس الجمهورية الثانية”، شرع الجيش بتحرير محيط مدينة مأرب بعد وصول معدات وآليات عسكرية وقوات بشرية من التحالف العربي إلى منطقة “صافر” في أغسطس 2015 حيث بدأت قيادة الجيش الوطني بالإعداد للمرحلة الأولى من تحرير محافظة مأرب، وانطلقت العمليات في 13 سبتمبر وتم تحرير سد مأرب والجفينة ووصولاً إلى معسكر كوفل ثم صرواح غربي المحافظة.
وتمثلت المرحلة الثانية بتحرير مديريات الجدعان ومعسكر “ماس” وصولا إلى مفرق الجوف، وتوسع نطاق التحرير حتى استعاد الجيش معسكر فرضة نهم شرقي العاصمة صنعاء وأجزاء واسعة من مديرية نهم أكبر مديريات محافظة صنعاء من حيث المساحة الجغرافية.. كما تمكن أيضا في الوقت ذاته من تحرير مديرية حريب وعين وأجزاء من بيحان التابعة إدارياً لمحافظة شبوة، وصولا إلى تحرير كامل المحافظة والانتقال إلى عمق محافظة البيضاء.
ومنذ اللحظة الأولى للشروع في إعادة بناء الجيش تم الاعداد والتنسيق لعملية “السهم الذهبي” لتحرير مدينة عدن، عدن حيث أثبتت الألوية التي شكلت في إطار المنطقة العسكرية الرابعة قوة وفاعلية في العمليات القتالية وهو ما ساعد في تحرير مدينة عدن في وقت قياسي خصوصا مع الدعم المكثف واللامحدود لدول التحالف العربي.
وانتقلت بعدها القوات إلى المرحلة التالية واستعادة المحافظات المجاورة وقاعدة العند الاستراتيجية وتحويلها الى مركز متقدم للعمليات العسكرية، بالإضافة إلى تجميع أفراد اللواء 22 ميكا في تعز وعدد من الوحدات العسكرية التي يشرف عليها قائد المحور.
أما في المنطقة العسكرية الخامسة فقد تم إنشاء 5 ألوية عسكرية على الحدود مع المملكة العربية السعودية في جازان وبدأت العمليات فيها ابتداء من 14 ديسمبر 2015م وتمكنت قوات الجيش الوطني من قطع شرايين التهريب للانقلابيين عبر سواحل مدينة ميدي بمحافظة حجة فيما لا تزال القوات تعمل على قدم وساق لاستكمال المهام وفق الخطة المرسومة.
وبالتوازي جرى العمل في المنطقة العسكرية السادسة وتجميع قواتها في محافظة الجوف كجزء من مسرح عمليات المنطقة، حيث تمكن الجيش من تحرير موقع اللبنات ومدينة الحزم عاصمة المحافظة وصولا الى مديرية الغيل، واستعاد معسكر الخنجر وأجزاء واسعة تحرير مديريتي المتون والمصلوب، ثم تحرير معظم مديرية خب الشعف.
وفي المنطقة العسكرية السابعة جرت تحضيرات واستعدادات من حيث التدريب والتسليح حتى وصل الجيش الوطني إلى مشارف مركز مديرية نهم ويفصله 9 كيلوهات عن نقيل بن غيلان، الموقع الاستراتيجي الذي يطل على العاصمة صنعاء ومديرية أرحب.
ليواصل بعدها الجيش الوطني بمساندة قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، تقدمه نحو معقل الحوثيين بصعدة عبر فتح ثلاث جبهات، وتمكن من استعادة ثلاث مديريات في محافظة البيضاء، ولا يزال يخوض معارك التحرير في الساحل الغربي حتى بات استعادة ميناء ومدينة الحديدة قاب قوسين أو ادنى.
يمضي الجيش الوطني في خطى واثقة نحو تحرير كافة تراب الوطن من ميليشيات الحوثي وتلبية تطلعات وآمال الشعب اليمني في استعادة أمنه واستقراره وبناء مستقبله والانتقال للدولة الاتحادية.
عن ذلك علق الفريق الركن محمد علي المقدشي بالقول في تصريحات صحفية ” إن الجيش الوطني قطع شوطاً كبيراً في جانب إعادة تشكيل المناطق والمحاور العسكرية وإعداد الوحدات المتخصصة وإعادة بناء مؤسسات وهيئات ودوائر وزارة الدفاع، وإتاحة فرص القيادة والانتساب لكل أبناء الوطن، إضافة إلى تنفيذ قرارات دمج المقاومة الشعبية في مؤسسة الجيش.، معتبرا أن الانجازات التي تحققت في عملية إعادة تأسيس وبناء الجيش الوطني ما كان لها أن تتم لولا تضحيات وبسالة القادة والضباط والأبطال الأحرار الذين لبّوا نداء الواجب وهبّوا إلى المعسكرات والميادين للدفاع عن الوطن.
ولفت الى أن الأبطال الذين كانوا حفاة يكابدون عطش الصحراء في منطقة العبر، يقفون اليوم على أبواب صنعاء وعمران والبيضاء ويرفعون علم الجمهورية اليمنية في عمق صعدة وحجة والجوف وفي كل مناطق اليمن.
وأكد انه يقف إجلالا واكبارا لأبطال الجيش الميامين من كل أبناء الوطن الذين يقفون في قمم الجبال وبطون الأودية يدافعون عن الأرض والعرض ويرسمون ملاحم الإباء والفداء وينقشون ملامح التاريخ ويرقبون حلول فجر اليمن الجديد.
وأضاف “ستظل المؤسسة العسكرية صمّام الأمان للوطن والضامنة لاستكمال استعادته ودحر الانقلاب الحوثي ومكافحة الإرهاب والتطرف وضمان أمن واستقرار اليمن ودول الجوار والمنطقة وأمن الملاحة الدولية”.
وأوضح أن دعم وإسناد دول التحالف العربي الداعمة للشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية ومشاركتهم في العمليات العسكرية إلى جانب إخوانهم في الجيش والمقاومة وتضحياتهم في هذه المعركة الوقائية كان له فضل في تحقيق الانتصارات المستمرة وفي اعادة بناء القوات المسلحة.. مؤكدا على الاصرار في مواصلة واستكمال مشوار البناء للقوات المسلحة.
وتطرق المقدشي الى البدايات الاولى لعملية تأسيس الجيش الوطني حيث قال ” إن خطوات إعادة تأسيس وبناء الجيش الوطني قبل ثلاثة أعوام بدأت في ظروف معقدة كانت تعيشها اليمن، وكانت تمثل ضرورةٌ ملحة في ظل سقوط الدولة وتفكك الجيش جراء انقلاب المتمردين الحوثيين على الحكومة الشرعية التي تم تشكيلها بموجب المبادرة الخليجية التي تبنتها المملكة العربية السعودية إبان الثورة الشعبية السلمية التي اندلعت في 2011 للمطالبة بإسقاط الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وأشار المقدشي الذي قاد عملية تأسيس الجيش الوطني ومعه عدد من قيادات وضباط الجيش الذين انحازوا للشرعية وأعلنوا رفضهم ومقاومتهم لمليشيا الحوثي انطلاقا من مقر اللواء 23 ميكا بمنطقة العبر محافظة حضرموت في يونيو 2015، قال “إنه قبوله بهذه المهمة جاءت استشعارا للمسئولة الوطنية واستنادا إلى إرادة الشعب اليمني وبدعم ورعاية من الرئيس عبدربه منصور هادي، وقوات التحالف العربي الداعمة للشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية.
وتعهّد الفريق المقدشي بمواصلة التضحيات بالغالي والنفيس في سبيل حماية مكتسبات الثورة والجمهورية وتحقيق أهدافهما العظيمة، والمضي على درب الشهداء الأبرار من القادة والابطال الذين رووا بدمائهم الزكية تراب الوطن للذود عن عزته وكرامته، والوفاء لتضحيات الجرحى وتلبية تطلعات الشعب والانحياز لخياراته.
وجدّد المقدشي دعوته لمن تبقى في صفوف المليشيا الحوثية ومن لا يزال يتمسك بالصمت ويدعي الحياد من الضباط والعسكريين إلى الانحياز للوطن والخيارات الشعبية وتسجيل مواقف شجاعة وعدم تفويت الفرصة التي لا تزال سانحة وعدم الرهان على الانقلاب الحوثي الذي بات زواله وشيكاً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.