عاد بعض الكُتاب إلى ممارسة هواياتهم مرة أخرى في زرع بذور الشقاق والفتنة وإثارة الحقد والكراهية في أوساط المجتمع، وهو ما نلحظه في العديد من الكتابات التي تملأ معظم الوسائل الإعلامية (رسمية وحزبية وأهلية) بعد أن كانت قد شهدت خفوتاً نسبياً ظننا معها أن زملاءنا الكُتاب والصحفيين قد آمنوا بأن مصلحة الوطن والشعب في ظل الأوضاع الراهنة تتطلب من الجميع أن يكونوا دعاة للخير والتآلف والمحبة يبحثون أكثر عن كل ما يؤدي إلى الاتفاق والوفاق بدلاً من بحثهم المستميت عن كل ما يدعو إلى الاختلاف والشقاق. فبين كل فترة وأخرى يخلق هؤلاء مبررات للخلاف والاختلاف ويعملون على تضخيمها جاعلين منها القضية الأهم بينما قد تكون هامشية لا تتطلب كل ذلك التضخيم والتهويل، ولا يكلفون أنفسهم عناء البحث عما يجمع فرقاء السياسة وهي كثيرة مقارنة بالتباينات والخلافات السياسية القائمة والطبيعية بين مختلف القوى السياسية، لكن وكما يقول المثل العربي »الطبع يغلب التطبع« يبدو أن هؤلاء غير قادرين على تقمص أي دور غير دور نافخ الكير الذي جُبلوا عليه، وكأنه لا يطيب لهم العيش إلا في الأجواء المشحونة بالحقد والكراهية، فبدلاً من القيام بدورهم الوطني الذي يدعونه في ترسيخ الهوية الوطنية وتمتين أواصر التلاحم الوطني والحرص على مصلحة الوطن والحفاظ على النسيج الاجتماعي، والإسهام في إزالة الظواهر السلبية نجدهم على العكس من ذلك تماماً، يعملون على تكريس ثقافة الكراهية والتعصب واجترار الماضي وكثرة اللت والعجن في أمور لا يستفيد منها الوطن وأبناؤه في شيء بل تُعرقل كل الجهود الخيّرة التي تُبذل لإصلاح الأوضاع في البلد. صحيح أنه من حق كل طرف أن يتمسك برأيه وموقفه ويدافع عنه لكن ليس إلى درجة التعصب التي يلغي معها حق الآخر في الاختلاف معه أو يناصبه العداء لمجرد اختلاف في الرأي، فأولاً وقبل أن نسمح للسياسة بأن تفرقنا نحن أبناء بلد واحد وإخوة وأصدقاء وزملاء عمل وجيران سكن، ويجب أن لا تؤثر فينا مثل هذه الأحداث العارضة ولا تفسد للود قضية، ففي النهاية كل هذه الأحداث ستنقشع طال الوقت أم قصر وستعود أمور الحياة إلى نصابها، وكل ما نتمناه هو أن تظل قضية بناء الوطن وتنميته والحفاظ على أمنه واستقراره هو الهدف والهاجس الرئيس لدى الجميع. نقلاً عن صحيفة تعز