بصورة مفاجئة، اصدرت السعودية بيان حرب على المجلس الانتقالي، المدعوم إماراتيا، جنوباليمن، فما ابعاد وتداعيات التصعيد السعودي باتجاه عدن، وما خيارات الانتقالي في مواجهة تحديات تحجيمه؟ البيان السعودي الذي حمل الانتقالي تداعيات التصعيد عسكريا وسياسيا، كان واضحا بانه بمثابة ضوء اخضر للفصائل التابعة للسعودية لمهاجمة معاقل الانتقالي وقد التقطت هذه الفصائل لإشارة بهجوم خاطف تمكنت خلاله من السيطرة على مديرية لودر .. قد يهمك ايضاً
* الانتقالي يرد على السعودية بقرارات جديدة ووفده يغادر الرياض
* عاجل : السعودية تمنح الضوء الأخضر لعلي محسن لاقتحام عدن.. تفاصيل
* بن سلمان يظهر على التلفاز بالصوت والصورة ويهاجم الإمارات بعد تلقي السعودية طعنة في الخاصرة وابو ظبي تحاصر الرياض وتقطع الجسر الجوي معها وضاحي خلفان يكشف المستور
* تقرير أمريكي وآخر صيني يؤكد وجود كمية هائلة من النفط والغاز تفوق الخليج باكمله في هذه المحافظاتاليمنية والسعودية تجبر هادي على التوقيع الذي سينكب الشعب باكمله
* عاجل : في دليل على خلافات سعودية إماراتية.. وزير الطاقة السعودي يدلي بتصريحات قوية ضد الإمارات
* عاجل : حكومة صنعاء تفاجى الجميع بهذه القرارات الحاسمة والموجعة للعديد من التجار.. القرارات افرحت اليمنيين واقلقت التجار
توقيت البيان السعودي الصادر باسم الحكومة، لم يكن ذات بعد يتعلق بالصراع المحلي في اليمن كما تحاول دول التحالف تصويره بانه بين الانتقالي و "الشرعية"، فالسعودية استأنفت مؤخرا ادارة مفاوضات بين الطرفين اللذان يتواجد فريقهما على اراضيها وقيد اقامتها الجبرية، لكنه بكل تأكيد يتعلق بصراع اقليمي وتحديد داخل دول التحالف ذاته خصوصا اذا ما تم ربطه بتطورات خارجية كقرار السعودية حظر السفر إلى الامارات وما سيله من تبعات اقتصادية ستقود لكارثة بالنسبة لأبوظبي التي تمثل محطة ترانزيت في المنطقة، وكذا رد الامارات بالتحفظ على اتفاق روسي – سعودي بشان زيادة انتاج النفط بمليوني برميل وما سيليه من تعميق للخلافات بين عملاقي انتاجه داخل منظمة اوبك. فعليا لم تكن هذه التطورات وليدة اللحظة، فتاريخها يعود إلى العام 2019 عندما فجرت الامارات حربا بالوكالة في عدن وهدفت من خلالها لعرقلة تولي القوات السعودية ادارة المدينة هناك وما تلاها من تطورات اوصلت الحليفتين إلى طاولة المفاوضات في الرياض والتي تم بموجبها توقيع اتفاق بين وكلائهما جنوب وشرق اليمن، تنازلت بموجبه السعودية للإمارات عن عدن ومنحتها جزيرة سقطرى مع ابقاء وجود محدود للقوات السعودية، لكن هذه الخطوات لم تكن كافية للإمارات التي تسعى لنفخ نفوذها في المنطقة على حساب اليمن والسعودية، فقررت ابوظبي السير في خطوات التصعيد قافزة بذلك على الاتفاق مع الرياض، ولم تعد تطمح فقط للحصول على محافظة شبوة الغنية بالنفط والغاز مقابل حضرموت للسعودية، بل تحركاتها الأخيرة تشير إلى انها تسعى لالتهام السواحل مع الهضاب النفطية عبر دعم فصائلها المنتشرة في الساحل الغربي لليمن والجنوبي وصولا إلى الشرقي إلى جانب الفصائل المنتشرة في الهلال النفط من شبوةوحضرموت وصولا إلى مارب. استراتيجية الإمارات الجديدة تشير إلى أن ابوظبي استفادت من الاستنزاف الكبير الذي لحق بفصائل الرياض في مارب مؤخرا وتحديدا حزب الاصلاح ، وتسعى للانقضاض على ما تبقى تحت سيطرته من مناطق جنوبا على امل أن يشفع لها بالاستحواذ على كافة المناطق جنوب وشرق اليمن قبل اي حل سياسي تحاول اطراف اقليمية ودولية صياغته وفق حل الدولتين، لكن هذه الاستراتيجية يبدو بانها بدأت تقلق السعودية التي تتعرض لضغوط عسكرية ودبلوماسية للتسليم في اليمن وقد دفعتها للتصعيد ضد ابوظبي على كافة الاصعدة بدء بتحريك الفصائل الموالية لها في اليمن للقضاء على اخر مسمار للإمارات في الجنوب مرورا بحصار جوي ناعم وصولا إلى "ازمة خليجية جديدة" مرتقبة في حال لم تنجح الجهود الخليجية التي بدأت تتبلور في احتواء التصعيد.