تفجرت الأوضاع فى العاصمة اليمنيةصنعاء بتجدد المواجهات بين جماعة أنصار الله الحوثية والقوات الحكومية، عقب محاولات «أنصار الله» اقتحام أكثر من مقر أمنى، آخرها محاولة اقتحام مقر المخابرات العامة، بوسط العاصمة، صباح أمس، ما أدى لوقوع اشتباكات عنيفة، أسفرت عن مقتل 3 من أنصار الجماعة.
فيما أكد يحيى العراسى، سكرتير الرئيس اليمنى عبدربه منصور، أن اليمن يجرى اتصالات مع أطراف إقليمية من بينها إيرانوعمان لحث الحوثيين على الالتزام بالحوار، وإيقاف الهجمات غير المبررة ضد المقار الأمنية الحكومية، مؤكداً أن الأسبوع المقبل سيشهد إخراج أنصار الله من صنعاء «ولو بالقوة».
وقال «العراسى» ل«الوطن» إن الرئيس «عبدربه منصور» أمر كافة الوحدات العسكرية بالتصدى بقوة لأى محاولة حوثية لاقتحام أو الاقتراب من أى منشأة أمنية، فيما نفى الأنباء التى ترددت عن وقوع اشتباكات بالقرب من القصر الجمهورى، صباح أمس.
وأشار إلى أن اشتباكات عنيفة نشبت فجر أمس، بين قوة تأمين مبنى المخابرات اليمنية، وعناصر من «أنصار الله»، حاولت اقتحام المقر، وكشف «العراسى» أن قوات الأمن قتلت 3 من المهاجمين فيما قبضت على اثنين آخرين، فيما كشف عن اتصالات مكثفة تجريها الرئاسة اليمنية مع عدة جهات وقوى داخلية حزبية وقبلية وخارجية وإقليمية للتوسط بين الدولة والحوثيين لإيقاف هجمات أنصار الله غير المبررة على المقار الأمنية.
وفى رده على سؤال: هل هذه الاتصالات شملت إيران، قال سكرتير الرئيس اليمنى، إنه جرى التواصل مع الجانب الإيرانى عبر وساطة من سلطنة عمان، وأضاف: هناك الآن الكثير من المشاورات الجارية للتباحث حول ما يقوم به الحوثيون، مؤكداً أن الأسبوع المقبل سيكون حاسماً، وسيشهد إخراج الحوثيين من العاصمة، ولو بالقوة، وقال: «الجيش اليمنى ما زال قوياً وأجهزة الأمن متماسكة ويمكنها حماية الدولة ضد أى اعتداء».
وعبرت نقابات مهنية بينها «المحامين والصحفيين والعاملين بالتدريس الجامعى» باليمن عن استيائها مما سموه «هجمات أنصار الله على منازل المعارضين ونهب بعضها»، فيما رصدت تقارير حقوقية اعتداءات قامت بها جماعة أنصار الله على منازل عدد من الشخصيات اليمنية المعارضة لأنصار الله، والمنتمية لحزب «المؤتمر الشعبى»، حزب الرئيس السابق على عبدالله صالح، وكذلك حزب «الإصلاح» الذراع السياسية للإخوان المسلمين باليمن، فيما شن عدد كبير من السياسيين المستقلين هجوماً حاداً على أنصار الله بسبب ما وصفوه بالهجمات الانتقامية من المعارضين لهم.
وفجر مصدر يمنى مسئول مفاجأة كاشفاً أن الحوثيين أجبروا الدولة على الإفراج عن عنصرين من الحرس الثورى الإيرانى، وآخر من «حزب الله» اللبنانى جرى القبض عليهم أثناء قيامهم بتدريب عناصر من أنصار الجماعة على القتال، فى مقابل عدم اقتحام مقر الأمن القومى، ومنزل رئيسه الدكتور على حسن الأحمدى، الذى حاصروه هو الآخر، وكشف المصدر أن الرئيس «منصور» اضطر للرضوخ لمطالب الحوثيين، التى وقفت خلفها إيران، التى دخلت هى الأخرى على الخط بوساطة من سلطنة عمان، وأمر بالإفراج عنهم.
لكن السكرتير الصحفى للرئيس اليمنى، رفض تأكيد أو نفى خبر الإفراج عن المتهمين التابعين للحرس الثورى الإيرانى، قائلاً ل«الوطن»: «لا أستطيع تأكيد أو نفى هذا الكلام الآن، لكن ربما يمكننا فى المستقبل توضيح الكثير من الأمور».