هيثم فران، أحد مجندي المارينز السابقين، وكان يعمل مستشارًا أمنيًا في اليمن عندما تم اعتقاله بواسطة المتمردين واعتقاله لمدة 177 يومًا (حسب إفادة فابريزيو كوستانتيني لواشنطن بوست). فعندما طار هيثم فران لصنعاء في 19 مارس لاحظ بسرعة المراقبة الأمنية السرية عليه فالمدينة كانت قد أصبحت في أيدي المتمردين الحوثيين، ولكن إدارة الأمن القومي لم يتم إحداث تغيير كبير فيها وفران عنصر المارينز المتقاعد والمساعد السابق للملحق العسكري في السفارة الأمريكيةبصنعاء كان معروفًا جيدًا للمسؤولين الأمنيين اليمنيين، وقال: إنه اعتبر الرقابة عليه نوعًا من الروتين ولا شيء يشكل تهديدًا له. كانت شركة فران الأمنية تقدم خدمات أمنية بما فيها حرسًا للشركات الغربية في اليمن وهو أحد الأمريكيين القلائل ممن لا زالوا يرغبون في السفر لليمن عقب انقلاب الحوثيين على الحكومة الشرعية، وبعد ستة أيام من وصول فران قامت المملكة بإطلاق عاصفة الحزم بطلب من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ضد سيطرة الحوثيين المدعومين من إيران وكان فران يسكن في منزل تملكة شركة تبغ بريطانية أمريكية عندما بدأت القنابل تسقط وكان بصحبة أمريكي آخر هو سكوت داردين الذي كان يعمل لشركة أمريكية تعمل على الإشراف على ترحيل المساعدات الإنسانية لليمن. الحملة العسكرية لردع داعش جعلت أي أمريكي في صنعاء محل شبهة، من هنا بدأت رحلة ال177 من الاعتقال لفران، التي تعرض فيها لضرب وحشي في السجن حيث كان معه في الزنزانة عناصر من القاعدة، يقول فران الأمريكي اللبناني صاحب الجنسية المزدوجة: إنه كان يصحو كل صباح ويتمنى أن يموت بسبب التعذيب الذي لقيه. وأضاف فران: إن الوحدة اليمنية التي اعتقلته كانت وحدة مكافحة الإرهاب لكن رؤساءها كانوا ثلاثة من قادة حوثيين، وكانوا مسلحين بأسلحة أمريكية تم توفيرها لليمن لمكافحة القاعدة، وصادرت الوحدة أجهزة الهاتف والحاسبات وأخذوا أكثر من 5 آلاف دولار كانت في محفظة فران، وبعد الفراغ من التفتيش خلعوا ملابس فران وزميله وتركوهما بالملابس الداخلية ونقلوهما في سيارات عسكرية مصفحة، حاول فران أن يعرف إلى أين يأخذونهما، فقال له قيادي المجموعة الحوثية: لا تسأل، وخاف فران من أن تتم تصفيته، بعد نصف ساعة أدخلوا فران في غرفة تحقيقات وأراد المحقق معه أن يعرف كلمة المرور على حسابه في البريد الإلكتروني والفيس بوك، وسأله المحقق لماذا أنت في اليمن؟ فأوضح فران مهمته وعمله في اليمن فقال له المحقق أنت جاسوس، لماذا جئت قبل القصف مباشرة؟ هل تقدم معلومات للأمريكيين والسعوديين لكى يوجهوا ضرباتهم؟، فران نفى هذا الأمر لكن المحقق قال له: أنت كاذب، ثم بدأ أحدهم في صفعه وضربه بالبونية على أذنيه وكان فران معصوب العينين واعتقد أن رأسه سينفجر ثم فقد الوعي. وتم نقل فران إلى زنزانة فوجد نفسه مع عناصر من القاعدة، اثنان منهم يعملان بالمهن الطبية لدى فرع القاعدة باليمن فذكرا له إنه موجود في سجن بقاعدة عسكرية وهم يطلقون عليها جوانتانامو اليمنية، بعد ثلاثة أيام استدعوه مرة أخرى للتحقيق وعذبوه وضربوه، قبل أن يقول له زملاؤه في الزنزانة: إن عليه أن يتصنع أن لديه مشكلة في القلب والأمر ليس عليه صعبًا فقد أجرى فران في السابق ثلاث عمليات جراحية في القلب بعد أيام تصنع فران أنه مصاب بسكتة قلبية واستلقى على الأرضية وبدا يتنفس بصعوبة وقرع زملاؤه باب الزنزانة فجاء الحوثيون وأخذوا الرجل العجوز للمستشفى، قال فران: إنهم نقلوه في سيارة إسعاف مع كاسي كومبس الصحافي الأمريكي، الذي احتجز في مايو الماضي، وكان جريحًا وكان وضعه صعبًا وكان كومبس قد رفض أن يتم استجوابه وتم إطلاق سراحه في يونيو وسفروه لعمان، في المستشفى أعطوا فران أدوية القلب ثم أرجعوه للسجن. بعد العشرات من جلسات الاستجواب كف الحوثيون عن اعتبار فران جاسوسًا وفي 20 سبتمبر أحضروا له حذاء جديدًا وملابس وقادوه هو وزميله دريدن ونقلوه للمطار ومن هناك طاروا بهم لعمان وكان معه في الرحلة بريطاني من أصول صومالية وأربعة سعوديين. وأضاف: انتظرنا طويلًا أمريكيًا آخر ممن اعتنقوا الإسلام وطلب الأمريكيون من قبطان الطائرة العمانية عدم التحرك قبل نقل الأمريكي الآخر لكن كابتن الطائرة قال: إن الانتظار يشكل خطرًا على الجميع، ولذا أقلعنا لعمان، بينما ظل الأمريكي الآخر في سجون الحوثيين، ولا يزال هناك.