عند فجر الاثنين قاد صالح كعلان جماعته وخبطوا خطوط الكهرباء في الجدعان، وصالح هذا قيادي في جمعية مأربية اسمها "شباب من أجل التنمية"! فتأملوا في هذه المفارقة.. لقد قيل إن "إبليس ما يخرب ديمته"، و"إبليس ما يكسر مدره"، لكن قد قالوا أيضا إن "إبليس ما يفلت عياله"! وهنيئا لحزب الإصلاح هذا التضامن، فإخلاصا للعصبية الحزبية والقبلية، يتحول "شباب من أجل التنمية" إلى مخرب، ولا حرج. الشيخ الإصلاحي بن كعلان، وأهالي فج عطان في العاصمة في حالة نزاع حول أرض، وقبل أسابيع تجدد النزاع، وتدخلت الداخلية بطريقة غير مرضية حسب تقديره، فاستغل بعض أتباعه وجود وزيري الداخلية والدفاع في مأرب ليبلغوا رسالتهم من قريب. وزيادة في الأبلسة خبطوا خطوط الكهرباء خبطة ثانية لم تعرف الفرقة الفنية لوزارة الكهرباء مكانها، ولما عرفته قالت إن محمد فرحان منعها من إزالة الخبطات، واستمر الظلام في البلاد، بينما وزير الكهرباء يحضر حفلا طنانا في العاصمة بمناسبة اليوم العالمي للطاقة في فندق أربعة نجوم، والمفارقات العجيبة كثيرة! وزيرا الداخلية والدفاع في مأرب.. يوم الأحد يتوعدان المخربين، ويوم الاثنين يصبحهم المخربون بخبطة، وهذا قمة التحدي.. ثم يقبلان التحدي، إذ لم نسمع أنهما مسا كعلة كعلاني، وهما في موطن الخباطين وأرض الخبطات، التي أكد الوزيران في لقاءاتهما هناك أنها أرض الحضارة والتاريخ والمشاريع الاستراتيجية المهمة. إذا كنتم يا جماعة غير قادرين على التعامل القانوني مع الخابطين -وهذا واضح- فالجأوا إلى ما ليس بقانوني، ساوموهم.. راضوهم.. لبوا مطالبهم، المهم أي طريقة تحرر الناس من الظلام، أي طريقة تضمن كهرباء لصاحب الورشة والبقالة والمكتب والبيت... راضوهم، اشغلوهم بعمل ما، افعلوا أي شيء في هذا الوقت إلى أن تكون لنا دولة برجال. قانون الكهرباء يقول إن الذي يخرب منشأة كهربائية -عمدا- يحبس مدة لا تقل عن ثلاث سنوات، أو يدفع غرامة مالية لا تقل عن مليون ريال.. والذي يعيق أو يمنع الفرق الفنية من إصلاح وصيانة شبكة نقل وتوزيع الكهرباء يحبس سنة أو يغرم مائتي ألف ريال. وفي الواقع يخبط الخابط، ثم بعد الخبطة يمنع إزالة الخبطة، يرتكب جريمة ويعززها بثانية وثالثة، ورغم أن هذه العقوبات خفيفة، لم تستطيعوا تطبيقها على خابط واحد منذ سنتين.. وأنتم تعرفون الخابطين واحدا واحدا.. إذاً راضوهم.. أي شيء، أي طريقة، تضمن للناس قليل كهرباء.