سنتان ويزيد، والأقوام في مأرب يفجرون أنابيب النفط ويخبطون شبكة الكهرباء، والحكومة تحصي عدد مرات التفجير والخبط، وتسمي لنا المخربين، وتذكر لنا أرقاما مهولة عن الخسائر التي تلحق بالمال العام، والآن قد في لجنة وساطة في مأرب محملة بمائة مليون ريال دفعة أولى لتعويض المخربين. إذا كانت تلك الأقوام تفجر وتخبط منذ سنتين ويزيد لأن لها مطالب مشروعة، لماذا تأخرت الحكومة عن تلبيتها؟ هل كان من الضروري تتركهم كل هذه الفترة ليحدثوا الخراب، وكل تلك الخسائر التي قدرها مقدر بنحو 15 مليار دولار؟ ما تقوم به الحكومة اليوم يعني أن أصحاب تلك المطالب كانوا صادقين في مطالبهم، وخطيئتهم أنهم تنكبوا الطريق، فتحولوا إلى مخربين، وبعد أن أنجزوا الخربة، وأصبحت مصالح الشعب في مأرب خرابة، استجابت لهم الحكومة، وذهبت إليهم محملة بتعويضات ومراضاة.. أين هي من أول؟ سنتان ويزيد، والأقوام في مأرب يخربون، قوم يقول خربنا لأن الحكومة خربت بيوتنا أثناء ملاحقة إرهابيين، ولم تعمرها، وقوم يقول فجرنا النفط لأن الحكومة لم تدفع ما لنا عليها، والثالث يدور وظائف، والرابع يريد العودة إلى عمله، والخامس يطالب بمستحقاته نظير المشاركة في حرب الحصبة، ولكل قوم مبرر أو حجة، والحكومة ساكتة طيلة هذا الوقت، فلا هي قبضت على مخرب، ولا هي التي استجابت للمطالب المشروعة.. الإرهابيون والذين يخبطون ويفجرون لكي يطلق سراح مسجونين مدانين هم فقط من تصغي إليهم. أما وقد في لجنة وساطة في مأرب محملة بمائة مليون ريال دفعة أولى، وأما وقد أناخت الحكومة للذين فجروا وخبطوا وخربوا، فباقي عليها أن تساوي بين المخربين، ولا تخرب على الشعب وعلى نفسها بالتمييز بينهم على أساس الحزب.. فأمس قرأت في هذه الصحيفة كلام واحد مخرب، قال إن المحافظ الإصلاحي العرادة، وبقية أعضاء لجنة الوساطة، صرفوا ملايين الحكومة للمخربين الإصلاحيين، وهذا تمييز في معاملة الخباطين والمفجرين والمخربين يتنافى مع مبادئ المساواة المقررة في الإعلان اليمني لحقوق المخربين.. لماذا كل الملايين للمخربين الإصلاحيين فقط؟ هل كل الذين كانوا يخبطون شبكة الكهرباء ويفجرون أنابيب النفط طوال سنتين ويزيد، بل وإلى أمس كلهم من حزب الإصلاح؟ إذا كان الأمر هكذا فلا بأس للإصلاحيين للإصلاحيين وهنيئا، لكن إذا عد باقي مخرب اشتراكي أو مؤتمري أو ناصري أو بعثي أو مستقل، فيجب على الحكومة أن تساويهم بأقرانهم المخربين الإصلاحيين.