نُشر للأستاذ عبدالله الدهمشي، مقال في الصفحة الأخيرة من عدد يوم أمس بهذه الصحيفة بعنوان "فنقلة الأقاليم".. يقول في مطلعه "الفنقلة مصطلح استخدمه الرائي العظيم عبدالله البردوني عنواناً لإحدى قصائده، والمقصود به هنا الحيرة والتخبط السياسي اللذان يحيطان بمسألة إعادة بناء الدولة اليمنية على أساس اتحادي".. لا أدري من أين استقى الأستاذ الدهمشي هذا التفسير الذي لا علاقة له بقصد البردوني ولا بقصيدته "فنقلة النار والغموض"، التي تحدثت عن أحداث 13 يناير!! حين قرأ البردوني هذه القصيدة في القاهرة- في الثمانينيات- قدَّم لها توطئة لمعرفته بغرابة هذا المصطلح حتى على أهل اللغة، فقال قبل قراءته للقصيدة: (لا أكتمكم السر أنني تلقيت أكثر من مائة سؤال عن معنى عبارة "فنقلة"، وتأسفتُ من ضعف تعليم اللغة العربية..كلهم ما عرفوا معنى فنقلة..وال"فنقلة" في كتب النحو فإن قلتَ قلتُ.. فإن تقول أقول.. وسمَّوها فنقلة.. يعني كلمة منحوتة من فعل الشرط وجوابه، وهي ما يمكن أن نسميها معاصرة بالحوار). إذاً.. الفنقلة هي الحوار بالمعنى المعاصر، كما قال البردوني، فإن كان الأستاذ الدهمشي يقصد أن الفنقلة تعني الحيرة والتخبُّط السياسي فذلك ليس ما كان يعنيه البردوني- خاصة بعد توطئته وشرحه لهذا المصطلح-.. وإن كان يقصد بقوله "والمقصود به هنا الحيرة والتخبط السياسي".. أي أن المقصود "هنا" في مقاله وليس في قصيدة البردوني، فقد حاد أيضاً بعبارة الفنقلة عن مسارها الصحيح. الفنقلة، مصطلح يستخدم بعدة معانٍ في القرى اليمنية، ففي مدينة شهارة تعني التفكير، وفي مدينة شرعب تعني التفكيك.. فربما كان الأستاذ الدهمشي يقصد ب"فنقلة الأقاليم" تفكيك الأقاليم، برواية أهل شرعب!! ها قد حاولت إيجاد مخرج، وليعذرني الأستاذ الدهمشي على هذه الفنقلة.