"الناشري " قاتل الراهبات في الحديدة، "عابد كامل" قاتل الراهبات في جبلة، "هشام اللحجي" أمير تنظيم القاعدة في لحج، الجزائري" الضالع في إرهاب الضالع في التسعينيات، وحتى العراقي "أبو ليث" الذي كان يزوّر الجوازات والوثائق للإرهابيين.. كل هؤلاء الإرهابيين وغيرهم الكثير، كانوا طلاباً في "جامعة الإيمان".. كلهم مرّوا من هناك، وتخرجوا من تحت عباءة "الزنداني" كائنات مسعورة وعبوات ناسفة..! ومع ذلك ستجد من يشكك بعلاقة تلك الجامعة بالإرهاب والقاعدة، ويعتبر كون أخطر قيادات القاعدة ومنفذي العمليات الإرهابية في اليمن، كانوا من الدارسين في جامعة الإيمان، شيئاً ربما من قبيل المصادفة.! لكن "أبو الحسن المحظار" زعيم جيش عدنأبين، كان حارسا شخصيا للزنداني، ولم يكن مرافقا لعمر الجاوي، كما كان طالبا في جامعة الإيمان لا عضو كشافة في مدارس باذيب! الصدفة كانت ستسمح بالعكس، وليس من قبيل المصادفة أبداً أن الإرهابي "علي جار الله" قاتل الشهيد جار الله عمر، درس بجامعة الأيمان في مذبح، وليس في مدارس «النجمة الحمراء» في عدن.! لم تعد علاقة المؤسسات التعليمية المتطرفة بالإرهاب، محلاً للجدل والتساؤل، فهي علاقة حتمية قطعاً، الشواهد والقرائن على علاقة جامعة الإيمان بالإرهاب والقاعدة أكثر من كافية، لقد لُدغت اليمن من ذلك الجحر عشرات المرات.! لقد أثارت الحرب الراهنة على الإرهاب، في اليمن أنبل ما في الإنسان اليمني من مشاعر وأفكار، متصالحة مع الذات والعصر والحياة والدولة والمدنية.. الشعب الآن يقف مع الجيش، ويراهن عليه، في كسب المعركة، لكننا نراهن أيضا وأكثر على الدولة في كسب الحرب، الإرهاب أكبر من القاعدة، والحرب على الإرهاب أكبر من مجرد المعركة التكتيكية العسكرية، إنها حرب استراتيجية متعددة الجبهات وطويلة المدى، لتجفيف المنابع، والروافد ومزارع التفريخ وحواضن التنشئة، وإعدام البيئة المناسبة لعودته أو تكاثره. جامعة الإيمان القاعدة النظرية واللوجستية لمنظمة القاعدة، إنها قاعدة القاعدة، ولا أقل أن تبدأ الحرب على الإرهاب بإخضاع جامعة الإيمان ومرادفاتها وأنشطة الجوامع لإشراف الدولة.. كضرورة موضوعية للحرب الوقائية الدائمة على الإرهاب.