أنا مثل أستاذنا عبده الجندي لا أضيع أصحابي فكما أن الجندي أفصح لنا منذ بداية الأزمة أن جُل خصوم الصالح هم أصحابه مثل اللواء علي محسن والشيخ صادق وأمثالهم ممن كان يأتي على ذكرهم في مؤتمراته الصحفية فيقول صاحبي صادق وصاحبي حميد، فأنا في الواقع ليس لدي الكثير كما هو الحال بالنسبة للجندي ولكني فقط أحتفظ بصحبة الأستاذ محمد سالم باسندوة الذي عرفته في محرابه الأدبي لسنوات يقصده الناس ولا يقصدهم ولا تكاد تسمع منه في مقيله غير الشعر والأدب ولذا فأنا لا أضيّع صاحبي أبدا. وبرغم أني كالكثير بل ككل اليمنيين لست راضيا عن أداء حكومته خصوصا النصف الثوري المظلم منها ولكني لا أضيف على ما قاله هو أن فيها فسادا كبيرا وليس هو المسئول عنه, على أنه لفت نظري قوله أنه لا يملك عصا موسى ولا عصا صالح لكي يغير الأشياء بالقدرة التي كانت مكتنزة فيهما.
وأقول بناء على ذلك أما عصا موسى يا أستاذي العزيز فنعم هي معجزة إلهية لموسى عليه السلام على فرعون، أما عصا صالح فليست كذلك ولكنها مصادفة حصل عليها صالح بكذبة انطلت علينا وعلى العالم كله إلا السفارة الأمريكية التي كشف لها حميد السر كما في وثائق ويكيلكس لمدة ثلث قرن وهي كذبة (الأخ غير الشقيق) فكانت هي المعجزة وهي (العصا) وهي الأكذوبة. اكتشفها الصالح أول مرة في انقلاب الناصريين وبها طارت رؤوسهم أجمعين واستخدمها بعد ذلك للإخوان فعملوا معه في المناطق الوسطى والجنوبية من الشمال لمواجهة جبهات اليسار وكانت النتيجة جيدة. واستخدمها ضد الجنوب في حرب 94م فحشدت له الفتاوى والمقاتلين وحققت النتيجة وطيرت الاشتراكيين وما كان بحوزتهم وكانت الغنيمة من نصيب العصا ومن معه. ثم استخدمها للحوثيين ودمر العصا ما دمر منهم وقتل ما قتل قبل أن يتنبه لهم بإشارة من ابن عمه الملياردير الأحمر ويسلمهم مخازن السلاح فيكونوا قوة مواجهة له ولرفاقه في الأخير. واستخدمه للقاعدة فروّضهم له حتى رحل صالح فأخرجهم من جحورهم ليقيموا لهم دولة بل دولا في بلاد اليمن. واستخدمه للثوار فتحولت الثورة على يديه إلى قهقهة مدوية يسمعها القاصي والداني بل واستخدم هذه العصا حتى على نساء الساحات حين نصحهم صالح بالمحافظة على الآداب العامة فلم ينتصحوا وخرجوا في مظاهرة ضده فوجدوا العصا تنتظرهم بين الساحة والفرقة وفعلت فعلها في تأديبهم.
هذه العصا يا أستاذي لم تكن بعيدة عنك ومن يدري لعلها قد شجعتك في البدء على أن ترأس المجلس الوطني ومن ثم حكومة الوفاق ولكنك زهدت بها وترددت في الانتفاع بها ولم يكن الأمر يحتاج أكثر من إشاعة كذبه صغيرة تلحق (نسب العصا) بك فتصبح هي الأخ غير الشقيق لك. وإذا كانت الكذبة الأولى قد ظلت مع الصالح ثلث قرن فربما لم تكن أنت تحتاجها لفترة كهذه لكنها كانت ستحقق أغراضها.. فهل نتوقع تلافي الخطأ وإخراج العصا من المسب بكذبة بيضاء كما يقول الغربيون في كذبات كهذه، فلا تزال العصا في المسب ولا يزال المسب قريباً منكم جدا رغم عدوانيته الحاضرة (وشر البلية يا أستاذي ما يضحك).