ما حدث لثورة الشباب اليمنية الهادفة للانتصار للثورة اليمنية 26 سبتمبرو14 أكتوبر وهي في بداية مسيرتها النضالية الصاعدة والواعدة، حدث قبلها للكثير منالثورات بتحويل الانتصارات إلى هزائم وانتكاسات لا نتذكر عنها سوى ما حدث منالدماء والدمار والدموع المحفورة بذكريات الشعوب جيلاً بعد جيل، أقول ذلك وأقصد بهأن الثورات قد تتراجع وقد تنعكس بعض الوقت لكنها تبقى في الصيرورة قابلة للحياة الدائمة والمستمرة وغير القابلة للموتولا بد لها من المقومات الفكرية والأيديولوجية المرجعية الملهمة والمحركة الفاعليةللأبناء والأحفاد متلازمة ومترابطة مع حكمة وعظمة الآباء والأجداد في سياق الحاجةللتغيير والتطور المحققة للتجدد والتجديد من أجل حياة قائمة على الوحدةوالديمقراطية والعدالة والإيمان بالتعددية الحزبية والسياسية والتداول السلميللسلطة والمحقق للعدالة الاجتماعية والرفاهية الاقتصادية والاجتماعية بتعددالقطاعات الاقتصادية العامة والمختلطة والخاصة وتنافسها في سباق الصناعة والتجارةوالزراعة في تداول الثروة من أجل دولة مدنية قادرة على تحقيق المواطنة المتساويةتكون ولي من لا ولي له، دولة النظام وسيادة القانون دولة الكفاية في الإنتاجوالعدالة في التوزيع والحماية في الحق والحرية في السياسة والعدالة والصحافة وحقوقالإنسان. الثورات دائمة ومستمرة لها بدايات معلومة ومحددة بالمكان والزمان ولكن ليسلها نهايات مكانية ولا زمانية متوقعة ومعلومة، ينظِّر لها الفلاسفة والمفكرونالأيديولوجيون ويقودها الشجعان والسياسيون مدنيون وعسكويون مقدمين أغلى ما لديهممن التضحيات بالأموال والدماء والأرواح في مسيرات نضالية وكفاحية طويلة تختلط فيهاحيوية الشباب بحكمة الكهول، كثيراً ما تنتهي بالانتكاسات الناتجة عن تأثرالانتصارات بسقوط الرعيل الأول من عظماء القادة تحت ضربات الفاسدين والمفسدينالجبناء الذين يموتون مرات عديدة قبل موتهم من المتربصين الذين يسرقون أجمل وأطهرما في الثورات من القداسة والحرية والحق والعدل ولا يبقون منها سوى شعاراتهاالشكلية والزائفة بعد أن يكونوا قد نجحوا بتقديم المخلصين من قادتها حطباً تأكلهانيران خياناتهم وأطماعهم الانتهازية المتهافتة على السلطة والثروة بأرخص الأساليبوأحط الوسائل الرجعية النتنة التي تسيء للثورات باسم الثورات. أعود فأقول إن الثورات العظيمة فكرة تقدمية مستنيرة وصادقة وإرادة ثوريةجسورة وتضحية دائمة ومستمرة لا يقوى عليها سوى أولئك الذين يعملون بصمت ونكرانللذات المستعدين أبداً لتقديم التضحية على الغنيمة.. والموضوعي (المصلحة العامةالنبيلة) على الذاتي (المصلحة الأنانية الرخيصة).