أسفرت المواجهات بين أنصار الله (الحوثيين) والإخوان (الإصلاح) في مديرية يريم محافظة إب عن السيطرة التامة لأنصار الله على المدينة ومقتل 20 شخصاً وعشرات الجرحى من الطرفين ومدنيين. وقالت مصادر محلية وأمنية متطابقة ل"اليمن اليوم" إن المواجهات التي اندلعت، في وقت متأخر من مساء الجمعة، واستمرت حتى صباح أمس السبت، توقفت بسيطرة أنصار الله على مقر فرع الإصلاح في المديرية وتفجير منزل رئيس الفرع، الشيخ علي مسعد بدير، الذي فر ومسلحوه إلى جهة مجهولة. وأوضحت المصادر أن المواجهات اندلعت أمام بوابة منزل الشيخ علي مسعد بدير- رئيس الإصلاح في يريم- وهو أحد القيادات العسكرية التابعة للواء علي محسن الأحمر، وذلك عندما اعترض مسلحوه، في وقت متأخر من مساء الجمعة، مجاميع مسلحة من أنصار الله كانوا في طريقهم في الخط العام إلى مدينة إبلتعزيز مقاتليهم هناك، وتواصلت المواجهات حتى صباح السبت بشكل متقطع قبل أن تصل تعزيزات من مقاتلي أنصار الله من مدينة ذمار ومحافظة إب، مدعومة بأسلحة خفيفة ومتوسطة، بعد سماعهم بوصول تعزيزات من عناصر القاعدة للقتال إلى جانب مسلحي الإصلاح في يريم، لتتجدد المواجهات بشكل أكثر عنفاً، متسببة بسقوط القذائف على منازل المواطنين وسيارات المسافرين في خط صنعاءتعز، ما تسبب بمقتل 9 أشخاص.. 3 أطفال وامرأة ورجل مسن وأربعة من المسافرين والمارة. وقالت المصادر إن المواجهات أوقعت في بدايتها 8 قتلى بينهم طفلان هما محمد حسين السراجي من أبناء الرضمة، عبدالله صالح الجمال، والطفل أوسان الخوداني، الطفل علي مثني الدماسي، الطفل محمد العمدة بدير، وناصر غالب بدير جميعهم من أبناء يريم، إضافة إلى ثلاثة قتلى لم يتم التعرف على هويتهم، إلى جانب إصابة 9 آخرين هم: محمد عبدالله المجذوب (يريم)، علي قاسم المطري (صعدة)، صالح حسين مرشد (صعدة)، بشير مفرح هادي (صعدة)، ناصر قاسم محسن الحسين (صعدة)، شفيقة التام (يريم)، فواز صالح شوصر (عمران)، طارق عواش (صعدة)، وصدام السراجي (الرضمة). وحسب المصادر فقد عاد الهدوء مجدداً إلى مدينة يريم بعد فرض مسلحي أنصار الله سيطرتهم على المدينة بشكل كامل واقتحام مقر الإصلاح ومنزل رئيس فرع الإصلاح سعيد بدير. وكانت مدينة إب قد شهدت، نهار الجمعة، مواجهات عنيفة بين مسلحي أنصار الله من جهة ومسلحي حزب الإصلاح وتنظيم القاعدة من جهة أخرى، وأسفرت تلك المواجهات عن مقتل 6 وإصابة 16 مسلحاً من الطرفين قبل أن يسيطر مسلحو أنصار الله على منزل مدير الأمن في المحافظة فؤاد العطاب وعدد من الأماكن الحساسة والاستراتيجية في المدينة التي كان يتمركز فيها مسلحو الإصلاح . وقالت مصادر "اليمن اليوم في" مدينة إب إن مسلحي أنصار الله أكملوا سيطرتهم، مساء الجمعة، على تبة حراثة المطلة على مدينة إب من الجهة الشمالية، بعد أن تمكنوا من طرد عناصر الإصلاح منها وصادروا ثلاثة أطقم تابعة لأمن المحافظة استخدمها مسلحو الإصلاح في الهجوم على الحوثيين، كما أعادوا سيطرتهم على النقاط الأمنية في مداخل مدينة إب ومنها نقطة الأميرة بالسحول التي كان مسلحو الإصلاح قد سيطروا عليها نهار الجمعة بعد مقتل 2 من مسلحي أنصار الله فيها، فيما استحدثوا نقاطاً أخرى وسط المدينة ومنطقة شبام وميتم وفرضوا انتشاراً كثيفاً لمسلحيهم على طريق إب- صنعاء لمنع دخول مسلحي الإصلاح والقاعدة إلى مدينة إب. وقالت مصادر "اليمن اليوم" إن السلطة المحلية أجَّلت صباح أمس اجتماعاً كان مقرراً للجنة الوساطة التي تشكلت من جميع الأطراف برئاسة وكيل أول محافظة إب رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام، الشيخ عبدالواحد صلاح، إثر محاولة مئات المسلحين من جماعة الإصلاح وجماعة أنصار الله الدخول إلى المدينةلتعزيز مسلحيهم فيها قبل أن يعود الاجتماع للانعقاد عصر أمس، حد تأكيد الشيخ علي محمد الزنم وكيل محافظة إب ل"اليمن اليوم"، مشيراً إلى أن الاجتماع الذي ضم الشيخ عبدالواحد صلاح رئيس فرع المؤتمر بإب، رئيساً، وعضوية كلٍّ من وكيل المحافظة عقيل فاضل، وسكرتير الحزب الاشتراكي عبدالعزيز الوحش، وأمين الرجوي حزب الإصلاح، وأمين الحزب الناصري خالد هاشم، وأمين حزب رابطة أبناء اليمن رأي عبدالحكيم النزيلي، وإبراهيم المساوى حزب الحق، وطارق المفتي أنصار الله، ونقيب المحامين فضل الحسني، طرح خلاله رئيس اللجنة وممثلو السلطة المحلي عدداً من النقاط للاتفاق حولها تمثلت بوقف المواجهات المسلحة في محافظة إب وإخراج المسلحين منها خلال يوم واحد، وتسليم أمن المنشآت الحيوية والبنوك والمصارف والسجن المركزي والمحاكم والنيابة إلى وحدات من قوات الاحتياط "الحرس الجمهوري سابقاً"، فيما تتولى شرطة الدوريات وأمن الطرق "النجدة سابقاً" النقاط الأمنية داخل مدينة إب، إلا إنه وحتى الساعة التاسعة مساء لم يتم التوقيع على تلك النقاط لوضع حد لتطورات الأحداث في مدينة إب، حيث يرفض الطرفان "إصلاح وأنصار الله" القبول بسحب مسلحيهما من المدينة" أو تمكين وحدات الحرس الجمهوري سابقاً من القيام بتأمين المنشآت والمؤسسات الحيوية في محافظة إب، حيث تم الاتفاق على صيغة مفتوحة للاتفاق تنص على: "التزام الجميع بمساعدة السلطة المحلية بتنفيذ مهامها وتشكيل لجنة للتحقيق في الأحداث، ووقف التحريض والتعبئة الإعلامية، ومنع استقدام المسلحين من خارج المحافظة، واستمرار انعقاد اللجنة لمراقبة الوضع، والعمل على إصدار وثيقة شرف تمنع الاقتتال. إلى ذلك قالت مصادر "اليمن اليوم" إن بياناً تم توزيعه أمس في المحافظة باسم مدير الأمن، فؤاد العطاب، أكد على تقديمه للاستقالة رسمياً من منصبه إلى وزير الداخلية، وبرر البيان ذلك بحرص العطاب على سلامة المحافظة وأبنائها وحقناً للدماء وقطع السبل على من يريد الفتنة والخراب. فيما أكدت مصادر أمنية ومحلية أن محافظ إب القاضي يحيى الإرياني كلَّف أمس العقيد عبده فرحان، نائب مدير أمن المحافظة، القيام بأعمال مدير الأمن ونقل الصلاحيات كاملة إليه.