تعثرت جلسة البرلمان أمس الثلاثاء المخصصة لمنح الثقة لحكومة خالد بحاح، بعد تحفظ الكتلة البرلمانية لحزب المؤتمر الشعبي العام على منحها الثقة احتجاجا على إغلاق مقر الحزب في محافظة عدن. ويشترط المؤتمر وهو صاحب الأغلبية لمنح الثقة للحكومة رفض العقوبات الدولية، والعمل على إخراج اليمن من البند السابع في الأممالمتحدة. وفي الجلسة التي لم تستمر لثلاث دقائق، قال رئيس المجلس يحيى الراعي "بما أن القلوب ليست عند بعضها نرفع الجلسة والوزراء يتوكلوا على الله، ونعود إلى المجلس وقلوبنا صافية". وخاطب الراعي البرلمان والحكومة قائلا: "علينا أن نتحمل بعضنا، وأن لا نشتغل بالريموت من خارج البرلمان والحكومة". وكانت عدة أطقم أمنية حاصرت المقر الرئيسي للمؤتمر الشعبي العام في عدن أمس الأول بتوجيهات مباشرة من شقيق الرئيس اللواء ناصر منصور هادي، وكيل الأمن السياسي في عدن ولحج وأبين. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر في أمن عدن إن وزير الداخلية اللواء جلال الرويشان وجه بسحب الأطقم كون القضية تنظيمية، إلاّ أن المقر لا يزال مغلقاً. وفي التاسعة مساء وجه رئيس الجمهورية بسحب الأطقم من مقر المؤتمر وإعادة الوضع إلى ما كان عليه سابقاً. وقال ل"اليمن اليوم" رئيس الدائرة التنظيمية والمتواجد في عدن أحمد الزهيري إنه وحتى اللحظة -العاشرة مساء- لا تزال الأطقم محاصرة للمؤتمر، ولكن في حال ارتفعت بحسب توجيهات الرئيس، فإننا في المؤتمر سنتعامل في هذه القضية بإيجابية. من جانبه انتقد رئيس الكتلة البرلمانية لحزب المؤتمر الشعبي العام سلطان البركاني إغلاق الأمن لمقر حزب المؤتمر في عدن، مشيرا إلى أن مبررات إغلاقه كاذبة. وقال البركاني: "كل الأعذار التي طرحت لإغلاق المقر كاذبة.. مرة يقولوا إنهم يحمون المقرات.. ومرة أخرى يقولوا إنه كان هناك مسلحين داخل المقر..وهذا كذب". وأضاف البركاني في تصريح صحفي :"هم يريدون توجيه ضربه للمؤتمر والمساس به بعد إغلاق قناة اليمن اليوم ومحاصرة جامع الصالح". وتابع البركاني: "نحن حريصون على بقاء السلطة ولا نريد فراغ دولة وسلطة وحكومة". مشيرا إلى أن وجود الحكومة في هذه الظروف مهمة جدا. وتساءل البركاني: "أهذه مكافأة للمؤتمر أن تحاصر مقراته بدلاً من توجيه الشكر له على موقفه يوم أمس (أمس الأول الاثنين) بإعلانه أنه سيمنح الثقة للحكومة رغم عدم وجوده فيها"؟ واتهم البركاني رئيس الجمهورية بالعمل على إذلال حزب المؤتمر. وقال :عبدربه منصور هادي ليس لديه رعايا غير حزب المؤتمر..هو لا يملك سلطة لا على الحوثي ولا على الإصلاح ولا الناصري ولا الاشتراكي..رعيته المؤتمر وهو حريص على إذلاله إلى أبعد الحدود". من جهته قال النائب عبده بشر في تصريح ل""اليمن اليوم" إن :"إغلاق مقر المؤتمر جاء في الوقت الذي من المقرر فيه منح الثقة للحكومة يأتي ضمن الإجراءات التفخيخية لعدم إيصال البلاد إلى بر الأمان". وأشار بشر إلى :"أنه كان من المفترض اليوم (أمس) أن يتم قراءة تقرير اللجنة البرلمانية التي شكلت والذي طالب الحكومة بإبلاغ مجلس الأمن والأممالمتحدة عبر مكتبها بصنعاء بضرورة إلغاء العقوبات الدولية ووقف انتهاك السيادة اليمنية". وأكد بشر: إذا لم تلتزم الحكومة بهذه المطالب فأعتقد أن الحكومة لن تنال الثقة". اقتحام مقرات المؤتمر في عدن مع موعد منح الحكومة الثقة أثار أكثر من علامة استفهام. وتساءل النائب نبيل الباشا قائلاً: من اتخذ قرار إغلاق مقر المؤتمر قبل ساعات من منح الحكومة الثقة، ومن صاحب المصلحة بعدم منحها الثقة؟ وأضاف في تصريح ل"اليمن اليوم": كان هناك من يريد في هذه الحكومة أن يتخلى عن مسؤولياته، لكن يبحث عن شماعة". وتابع الباشا: "يبدو أن الحكومة قبلت بأن تكون في هذه المرحلة لكنها بدأت تراجع حسابها بأنها غير قادرة.. ولكن أن تنسحب ستعري نفسها أمام الشعب". ودعا الباشا أعضاء مجلس النواب لعدم توفير هذه الذريعة للحكومة بالهروب وأن يمنحها الثقة. واتهم الباشا جهات لم يسمها بالسعي لإفشال الحكومة، معلناً تضامنه مع رئيس الوزراء خالد بحاح. بدوره علق النائب الناصري عبدالله المقطري على إغلاق مقر المؤتمر في عدن، قائلاً: من حيث المبدأ أي اعتداء على مقرات أي حزب عمل غير مقبول، لكن ذلك غير مبرر لعدم منح الثقة للحكومة".