ظلت بلادنا تلحُّ على حكومة بريطانيا بتسليم إرهابيين يدبِّرون ويدعمون عمليات إرهابية ضد اليمن، وطالبتها بذلك مصر، والأردن، ولكن بريطانيا لم تستجب، وظلت، مثل بلدان أوربية كثيرة، مرتعاً للإرهابيين.. حتى المنظمات الإسلامية الإرهابية التي وضعتها دول عربية على قوائم المنظمات الإرهابية كانت ولا تزال تحظى بالرعاية في البلدان الأوروبية، بما في ذلك أم كل الجماعات الإرهابية، وهي جماعة الإخوان المسلمين. الإرهابي المصري مصطفى كامل (أبو حمزة) إمام مسجد "فينسبيري بارك" في لندن، عُرف بدعمه للإرهاب في اليمن ومصر، وهو مفتي جماعة"جيش عدن- أبين" الإرهابية التي اختطفت 16 سائحاً أجنبياً في أبين، وقتلت عدداً منهم نهاية عام 1998، وإرهابيون آخرين خططوا لعمليات إرهابية في عدن، طالبت اليمنبريطانيا بتسليمهم فلم تستجب.. وبعد سنوات تبيَّن للحكومة البريطانية أن مطلب اليمن كان عادلاً، فالإرهابي أبو حمزة مثلاً، دانه القضاء البريطاني- لاحقاً- بالضلوع في جرائم إرهابية، وعاقبه بالسجن سبع سنوات، ثم قررت بريطانيا تسليمه للولايات المتحدةالأمريكية التي تتهمه بالتورُّط في 11 عملية إرهابية في أمريكا. الدول الأوروبية ترعى المنظمات الإرهابية، وتعلم أن رجال دين فيها يواصلون مهمة غسل أمخاخ الشباب ويرسلونهم إلى مختلف مناطق العالم المتفجرة، ولا تتحرك إلا عندما يكون الإرهاب موجهاً ضدها.. لم تتعرض فرنسا لأي هجوم إرهابي من قبل، حسب علمنا، وقد ظلت ترعى شيوخ التيارات الظلامية في مدينة النور (باريس)، والمنظمات الإرهابية، وتدعم الإرهاب في سوريا وليبيا، واليوم تحركت لأنها اكتوت بنار الإرهاب.. انظروا كم هي مستنفرة جراء الهجوم الإرهابي الذي استهدف العاملين في صحيفة "شارلي إيبدو"، وقُتل فيه 12 صحفياً بينهم 4 من أشهر رسامي الكاريكاتور، وجرح 10 آخرين، تلاه قتل شرطية، ثم ذهب الإرهابيان إلى مدينة أخرى يحتجزان رهائن، والنهاية قد لا تتوقف عند قتل الإرهابييْن الشقيقيْن، كواشي، ولا رشق مساجد بحجارة. قبل أن ينفذ الإرهابيون الثلاثة هجومهم على صحيفة "شارلي إيبدو"، كانت السلطات الفرنسية تعرف أنهم ذوو ميول إرهابية، بل وأصحاب سوابق في هذا المجال، كانت تعرف أن مواطنها الفرنسي سعيد كواشي إرهابي، وأنه ذهب إلى اليمن ليتدرب ويشتغل مع تنظيم القاعدة، وعاد إليها إرهابياً خالصاً آمناً، وإن أخاه شريف كواشي إرهابي جنَّد شباباً وأرسلهم إلى العراق، وأن الاثنين موضوعان في القائمة الأمريكية للإرهابيين وممنوعان من دخول أمريكا.. كانت تعرف كل ذلك، ولكنها غضت الطرف عنهما وعن شركائهما وعرابيهما، ما دام إرهابهم موجهاً نحو شعوب أخرى، وليس نحو شعب فرنسا.