يُكتب كتاب عن الوهابية، والعدوان السعودي، والزنداني يتميز غيظا.. وأول ما ظهر له أن تنظيمي القاعدة وداعش وحزب الإصلاح اتحدوا علنا، وصاروا ضمن قوة المملوك عبدربه هادي في عدن، خرج من جحره يبشر بمعركة قادمة لقتل من سماهم العلمانيين والعفاشيين والحوثيين.. يا ولد الزنداني ما أغضبك من فضح الوهابية، والتصدي للعدوان السعودي؟ وبعدين خلاص يعني قد امتلأت أنفسكم ثقة أن السعودية ستوليكم على الخلق لتقتلوهم، نعوذ بالله من شروركم وحقدكم! *** كان الوهابيون الإرهابيون، داخل السعودية نفسها، ينفذون هجمات على شركات أجنبية وسفارات أجنبية، ومجمعات سكنية للأجانب، ولم يستهدفوا الشرطة إلا في الحالات التي اشتبكت معهم بعد أو أثناء تنفيذ العمليات الإرهابية، فيقتلون خمسة أجانب في ينبع، ويموت شرطي، ويقتلون 15 بريطانيا وهنديا وسويديا في الخبر، ويموت شرطيان، ويهاجمون القنصلية الأمريكية في جدة، ويصاب شرطي، وهكذا.. وكان مطلب الوهابيين الإرهابيين إخراج المشركين من جزيرة العرب، أي الجيش الأمريكي، وخرجت القوات الأمريكية من معظم القواعد التي كانت لها في السعودية، ومع ذلك استمرت الهجمات الإرهابية، وصارت الشرطة هدفا للهجوم.. أخيرا اتجهت العمليات الإرهابية جهة المساجد التي يصلي فيها المسلمون، وخاصة الشيعة السعوديين، ويتم اختيار يوم الجمعة غالبا لأن التجمع في المساجد يكون أكبر، ما يوفر للإرهابيين صيدا كثيرا.. ولأن السعوديين قد انتشروا في مواطن الغضب والفتن العربية والإسلامية، وانضموا إلى تنظيمات إرهابية ممولة ومجربة ومدربة ومسلحة، كما في العراقوسوريا وليبيا واليمن، فإنهم يعودون إلى بلادهم بتلك الخبرات، بينما في الداخل الوهابية مستحكمة، فيصبحون أكثر قدرة على القتل والتدمير، وهم أفضل من سيصعد المشكلة الطائفية والمذهبية في مملكة الوهابية، وإلى الآن هم ينجحون في ذلك، أفضل مما ينجحون في اليمن، هذا البلد الذي توظف فيه السعودية الإرهابيين لتنفيذ مشروعها المذهبي الطائفي، فإذا هي نفسها صارت مهددة بصراع مذهبي طائفي عن طريق الإرهابيين أنفسهم، فرغم جبروتها من الناحية الأمنية فإن ذلك لا يفيدها ما دامت تدعم وتمول تنظيمات مثل القاعدة وداعش في بلدان مجاورة ينتشر فيها السعوديون، كما تظل الوهابية أقوى من هذا الجبروت، فشيوخ وهابيون لا يكتفون بمد هؤلاء الإرهابيين بالزاد التكفيري، ويصدرون الفتاوى من داخل السعودية، بضرورة الجهاد في سورياوالعراقواليمن، بل إن أولئك الشيوخ الوهابيين يدافعون عن تلاميذهم الإرهابيين، ويطالبون بمساءلة رجال الشرطة الذين يتتبعونهم، وتمكنوا من إعادة الإرهابيين إلى المساجد والمؤسسات الدينية التي أُبعدوا عنها أيام ولي العهد ثم الملك عبدالله.