نسف مقاتلو تنظيم القاعدة ظهر أمس، فرع مبنى الأمن السياسي بمدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر مسئول في المحافظة إن مقاتلي أنصار الشريعة (الفرع المحلي لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب) زرعوا عبوات ناسفة حول مبنى الأمن السياسي بمدينة المكلا وتم تفجيرها، وتأتي هذه العملية بعد مرور 72 ساعة من عملية مماثلة للقاعدة على مبنى الأمن السياسي في مديرية التواهي محافظة عدن. ويسيطر تنظيم القاعدة على مدينة المكلا بكامل مرافقها العسكرية والأمنية والمدنية منذ 2 أبريل الماضي وشارك التنظيم بصورة رسمية وباسم المجلس الأهلي الحضرمي في ما سمي (مؤتمر الرياض). وأثارت عملية نسف مبنى الأمن السياسي علامات استفهام كبيرة، كونه لا داعي لذلك طالما والمدنية بكاملها تحت سيطرة التنظيم، غير أن معلومات متداولة على نحو واسع في المكلا تفيد بقيام القاعدة بتصفية أتباعه المنشقين عنه الذين أعلنوا ولاءهم لداعش، ومناهضي التنظيم الذين كانت القاعدة قد سجنتهم في المبنى، ولم يتسنَّ للصحيفة التأكد من صحة المعلومة. إلى ذلك كشف ل"اليمن اليوم" مصدر في المخابرات بمحافظة حضرموت عن أن مقاتلين أجانب ويمنيين تابعين لتنظيم داعش الإرهابي وصلوا إلى منطقة رأس باغشوة الساحلية مديرية الريدة والقصيعر برفقتهم شحنة أسلحة على متن سفينة صغيرة قادمين من منطقة القرن الأفريقي. وبحسب المعلومات فإن عدداً من مقاتلي داعش المتواجدين في المحافظة وصلوا إلى المنطقة واستقبلوا القادمين ونقلوهم مع شحنة الأسلحة على متن 5 سيارات نوع (هايلوكس وشاص) وسيارتين نقل (دينا). وأضاف المصدر أن المعلومات المتوفرة لدى أجهزة الاستخبارات تفيد بأنه تم نقل المقاتلين والأسلحة إلى مدينة الشحر المحاذية لمدينة المكلا، وأغلب الواصلين يحملون الجنسيات الأجنبية وآخرين يحملون الجنسية اليمنية شاركوا في حرب العراق وليبيا. ويحاول داعش تعزيز مقاتليه المنشقين من صفوف أنصار الشريعة (الفرع المحلي لتنظيم القاعدة) والمسيطرين على مدينة المكلا منذ 2 أبريل الماضي. على صعيد متصل، اندلعت مواجهات بين مسلحي الحراك الجنوبي ومقاتلي تنظيم القاعدة. وقالت مصادر محلية ل"اليمن اليوم" إن مقاتلي تنظيم القاعدة اعتقلوا مساء أمس الأول عدداً من الشباب المنتمين للحراك الجنوبي في أحياء باسويدة والبدو بسبب معارضتهم لتواجد القاعدة ومطالبتهم بتسليم إدارة شؤون المدينة لقيادات عسكرية من أبناء المحافظة، مشيرة إلى أن مسلحي الحراك اعترضوا على عمليات الاعتقالات وتطورت إلى مواجهات بينهما أسفرت عن وقوع إصابات في صفوف الطرفين. وأضاف المصدر أن شباب الحراك الجنوبي المتمركزين في تلك الأحياء قاموا بتوزيع الأسلحة والمعدات لشباب الأحياء المجاورة لهم، حيث أمهلوا القاعدة أياماً لمغادرة المدينة. وكان تنظيم القاعدة أعلن مدينة المكلا (ولاية إسلامية) بعد سيطرته عليها في ال2 من أبريل الماضي بمساندة مسلحي حزب الإصلاح بقيادة فهمي محروس مدير أمن مديريات الساحل، وأسقط التنظيم قيادة المنطقة العسكرية الثانية ومعسكر اللواء 27 ميكا وميناء المكلا وميناء الضبة ومطار الريان، وبعد مظاهرات من أبناء المدينة للمطالبة بخروجهم شكّل الاحتلال السعودي مجلساً تابعاً لهم تحت مسمى المجلس الأهلي الحضرمي مكوناً من قيادات حزب الإصلاح والقاعدة والتيار السلفي المتشدد إلاّ أن المجلس أثبت فشله في إدارة شؤون المدينة.