شنت تحالف العدوان السعودي، أمس الأحد، سلسلة غارات جوية على محافظة تعز استهدفت عدداً من المواقع ومنشآت حيوية وتعليمية ومنازل مواطنين، فيما واصلت قوات الجيش واللجان الشعبية عملياتها العسكرية لتطهير المحافظة من عملاء العدوان "مسلحي الإصلاح وتنظيم القاعدة". وأفاد "اليمن اليوم" مصدر أمني أن الطائرات المعادية دشنت، أمس، يومها الخامس والستين بعد المائة بغارات جوية على معسكر الاستقبال "الإذاعة" وورشة تصليح سيارات وهناجر تابعة لمصنع بلاستيك في منطقة الحوبان، مشيراً إلى أن طيران العدو قصف معسكر الاستقبال المعروف بمعسكر الإذاعة بثلاثة صواريخ أتت على ما تبقى من مبانٍ داخل المعسكر الذي سبق وأن تعرض لعشرات الغارات، منذ بدء العدوان بتاريخ 26 مارس الماضي. وأوضح المصدر أن القصف على معسكر الاستقبال لم ينتج عنه ضحايا بشرية، فيما استشهد اثنان من العاملين في ورشة الامتياز لتصليح السيارات جراء تعرض الورشة للقصف بغارة جوية، صباح أمس، بالتزامن مع الغارات التي استهدفت معسكر الإذاعة. كما نفذ طيران العدو غارتين على مصنع الشرق الأوسط لصناعة الخزانات البلاستيكية الواقع جوار مفرق ماوية بالحوبان، وطبقاً للمصدر فقد استهدف القصف هناجر تابعة للمصنع وشوهدت الأدخنة والنيران تتصاعد بكثافة جراء القصف الذي نتج عنه خسائر مادية كبيرة، دون التمكن من معرفة إن كان هناك خسائر بشرية أم لا. وتواصلت الغارات الهستيرية لتستهدف كلية طب الأسنان بجامعة تعز، غرب المدينة. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر في الجامعة إن طائرات العدو قصفت مبنى كلية طب الأسنان، حديث الإنشاء، بغارتين أحدثتا فيه دماراً وأضراراً مادية كبيرة، دون وقوع ضحايا بشرية. كما شن ذات الطيران غارات مماثلة على موقع الدفاع الجوي ب"الزنقل" وفندق "هاي كلاس" الواقع في جولة المرور بالحصب، ومنزل المواطن محمد سيف في وادي صالة، أسفل حي القصر الجمهوري. وأوضحت المصادر أن منزل المواطن محمد سيف دُمر بشكل كامل، وتضرر عدد من المنازل المجاورة، دون سقوط ضحايا، لأن المنزل كان خالياً من السكان. وكان حي صالة بمدينة تعز قد شهد، بتاريخ 20 أغسطس المنصرم، جريمة حرب نفذتها طائرات العدوان من خلال القصف على منازل مواطنين والتسبب باستشهاد 73 وإصابة 50 آخرين بينهم نساء وأطفال، وتدمير 16 منزلاً تدميراً كبيراً وتضرر منازل أخرى. على الصعيد الميداني تواصلت، أمس، المواجهات المسلحة بين قوات الجيش مسنودة من اللجان الشعبية وبين مسلحي الإصلاح والقاعدة الموالين للعدوان السعودي في عدد من المناطق بمدينة تعز وضواحيها. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر عسكري إن قوات الجيش واللجان الشعبية تمكنوا، أمس، من التقدم نحو جبل جرة، شمال مدينة تعز، والسيطرة على عدد من التباب الواقعة في محيط الجبل والوصول إلى أماكن قريبة من تبة "جرة"، ولأول مرة منذ سيطرة عملاء العدوان على التبة في ابريل الماضي. وطبقاً للمصدر فقد تقدمت، أمس، وحدات من الجيش واللجان من جهة الزنقل ووادي جديد، وتمكنوا من تأمين التباب المطلة على جبل جرة، ومنها تبة الخزان والتمركز فيها، بعد معارك عنيفة مع مسلحي الإصلاح وتنظيم القاعدة وتكبيدهم خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات. وفي الجبهة الغربية أفاد "اليمن اليوم"، ذات المصدر، أن الجيش واللجان الشعبية أطبقوا، أمس، الخناق على عملاء العدوان في منطقة الحصب، لافتاً إلى أن مواجهات متقطعة نشبت إثر تقدم الجيش واللجان بقوة باتجاه الحصب وقطع معظم الشوارع المؤدية إلى هذه المنطقة والتمركز في محيطها. وفي جبهة ثعبات، جنوب شرق المدينة، تمكنت اللجان الشعبية، أمس الأحد، من قطع خط الإمدادات لعملاء العدوان المتمركزين في حي المجلية، وذلك بعد أن تقدموا، أمس الأول، في المنطقة الفاصلة بين ثعبات والمجلية إلى مقربة من نقطة الدمغة التي تعتبر الشريان المغذي لمسلحي الإصلاح والقاعدة في حي المجلية. يأتي هذا فيما كانت وحدات من الجيش واللجان قد تمكنت "الجمعة" من استعادة السيطرة على جبل "الوعش" الاستراتيجي الذي يطل على شارعي الأربعين والخمسين، في منطقة عصيفرة وإعادة تأمينه من المسلحين الموالين للعدوان السعودي "مسلحي الإصلاح والقاعدة"، الذين كانوا قد استولوا عليه منتصف اغسطس الماضي.