سحبت، مساء أمس، القوات الغازية (إماراتية، سعودية، بحرينية) آلياتها الثقيلة، بعد أن استكملت سحب جميع أفرادها من جميع جبهات القتال في مأرب إلى منطقة العبر بحضرموت جراء تكبدها خسائر فادحة طيلة الأيام الماضية، فيما أطلق عملاؤها من حزب الإصلاح الأعيرة النارية في الهواء بشكل انتصار مزعوم كرد فعل هستيري على هذه الخطوة غير المتوقعة بالنسبة لهم. وقالت ل"اليمن اليوم" مصادر عسكرية وقبلية إن معظم كتائب القوات الغازية وصلت في وقت متأخر من مساء أمس الأول إلى منطقة العبر في حضرموت فيما استكملت، أمس، سحب بقية أفرادها المرابطين في جبهتي السد وذات الراء إلى منطقة صافر شرق مدينة مأرب. وأوضحت المصادر أن القوات الغازية تركت ما تبقى لديها من المدرعات والآليات العسكرية الحديثة لمرتزقتها وعملائها الذين تدربوا على أيديها في شرورة والوديعة، وسط تحفظ إماراتي على التوجه السعودي مع الإخوان والقاعدة. وفي المساء، بدأت القوات الغازية بسحب آلياتها الثقيلة (مدرعات، وكاسحات ألغام) الخاصة بكتائبها الإماراتية والسعودية والبحرينية والقطرية، من جبهة ذات الراء -شمال غرب المدينة- ومعسكر تابع لعملائها في منطقة صحن الجن شمال شرق المدينة إلى صافر، والإبقاء فقط على الآليات التي سبق وأن سلموها للعملاء والمرتزقة في وقت سابق. وبحسب المصادر فإن القوات الإماراتية المتحكمة في ملف مأرب رفضت تسليم أي سلاح ثقيل لمقاتلين جدد استقدمهم مؤخراً حزب الإصلاح -معظمهم من تنظيم القاعدة في قيفة محافظة البيضاء- ما ولد خلافات ظهرت للعلن بين الإماراتيين والسعوديين من جهة، وبين الإماراتيين وحزب الإصلاح من جهة ثانية. وأضافت المصادر أن حزب الإصلاح وعبر القيادي فيه الشيخ سلطان العرادة قدم كشفاً بأكثر من 1500 مقاتل تم تجنيدهم مؤخراً، مطالبا بتسليم رواتبهم لثلاثة أشهر ماضية وهو ما يرفضه الجانب الإماراتي، إلى جانب رفضه للضغوط السعودية بتسليم سلاح ثقيل. ولفتت المصادر إلى أن الإصلاح ومع بدء انسحاب القوات الإماراتية والسعودية والبحرينية من جبهات القتال في مأرب إلى العبر قام بإطلاق الأعيرة النارية في الهواء معلناً انتصاراً زائفاً قوبل بسخرية واسعة في صفوف أبناء مأرب المطّلعين على حقيقة المواجهات الميدانية، واعتبروها ردة فعل هستيرية. ميدانياً، تواصلت أمس المواجهات على أشدها في منطقة البلق الغربي المطلة على مدينة مأرب من جهة الغرب وسط خسائر فادحة لمرتزقة وعملاء العدوان. وكانت قوات العدوان وبعد فشلها في إحداث أي تقدم ميداني في جبهات ذات الراء -شمال غرب مدينة مأرب –وتبة المصارية- غرب مدينة مأرب، والجفينة -جنوبالمدينة- فتحت جبهة السد والسيطرة على منطقة البلق القبلي والذي –بحسب آراء عسكريين- لا جدوى من السيطرة عليه في ظل سيطرة الجيش على البلق الغربي وبقية الجهات وتحديداً تبة المصارية والجفينة. إلى ذلك واصلت طائرات العدوان غاراتها على مأرب مستهدفة مناطق متفرقة في مديرية صرواح. وقالت ل"اليمن اليوم" ذات المصادر إن الطيران السعودي شن فجر أمس غارتين على البلق الغربي كإسناد جوي لعملائه ومرتزقته ولكن دون جدوى، فيما جدد غاراته في ساعات النهار مستهدفاً ب4 غارات منازل مواطنين في مدينة صرواح ومنطقة الزور وكذلك منطقة العرقوب الرابطة بين السد والبلق الغربي.