ي ثقافتنا - نحن اليمنيين- مقولات مختصرة نفسر بها المتغيرات الدنيوية، ومنها المثل السيار:"كل يوم له شمس وريح"، وهذا يسري على حالة السوق غالبا، تقول له: ليش كيلو الطماطم اليوم بمائتين، وأمس كان بمائة ؟ وبتلقائية يرد عليك بالقول : كل يوم له شمس وريح.. والتغيير والتقلب من قوانين الدنيا لأنها متغيرة، أما الدين عند اليمنيين فهو واحد و ثابت، لا يتغير ولا يسري عليه قانون السوق: كل يوم له شمس وريح.. هذا موجود عند السعودية- الوهابية وليس عند اليمنيين.. لاحظوا كيف يقوم السعوديون بتغيير وتقليب الإسلام، حسب مصالحهم، يجرونه وراهم وراهم، والشيوخ الوهابيون يسيرون وراهم وراهم.. مبدؤهم يقول : كل يوم له إسلام، وله إيمان. تنظيم داعش في السعودية يفجر مساجد ويقتل مصلين، وقبل يومين قتل مسلمين شيعة وهم آمنين في حسينية، وتنظيم داعش في السعودية ينفذ هجمات تخل بالأمن هناك، فإذا داعش فئة ضالة، جماعة مارقة من الإسلام، عصابة فكرها منحرف.. داعش يقوم بنفس الأفعال الإرهابية في اليمن، يقتل مصلين، يفجر جوامع، يخرب بنيانا، يخيف السبيل، يقتل مواطنين بجريرة أنهم حوثيون شيعة زيدية، ولكنه في هذه الحالة يمسي فئة مسلمة هادية مهدية، مقاومة شعبية.... ما الذي تغير؟ في اليمن داعش يخدم السعودية، فإذا هو قرة عين الإسلام.. تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب يصفه السعوديون والوهابيون أنه فرقة خارجية من أهل النار، بل كلاب أهل النار، وذلك عندما يحدثون حدثا في الأراضي السعودي، أما في اليمن فقد نصّبه آل سعود منصب ولي أمر المسلمين في ساحل حضرموت.. ففي السعودية هم كفار وكلاب أهل النار، وفي اليمن أولياء أمور المسلمين...الغزو الأثيوبي للصومال، عداوة للإسلام، ومؤامرة على الأمة الإسلامية، هكذا قال السعوديون وشيوخ الوهابية/ أما قيام حلف الأطلسي بغزو ليبيا من الجو، وتدمير ليبيا وتمكين الجماعات الإرهابية، فهو خدمة للإسلام، لماذا؟ لأن مصلحة السعوديين والوهابيين زوال القذافي الذي أهان الملك السعودي في القمة العربية وأمام العالمين.. وهكذا، وهكذا، كل يوم لهم إسلام، ما يخدمهم هو الإسلام، وما لا يخدمهم، حتى لو كان من أركان الإسلام، فهو عندهم ضد الإسلام.. أمريكا وبريطانيا وفرنسا، ودول غربية أخرى تضرب تنظيم داعش في العراقوسوريا، يسكت عن ذلك السعوديون، لأن مصلحتهم في أمريكا وبريطانيا والغرب عموما، لكن أن تقوم روسيا بضرب تتنظيم داعش والقاعدة في سوريا، فها هنا تكون روسيا قد كشفت عداوتها للإسلام كما قال السعوديون والوهابيون.. فالتدخل الخارجي هو واحد سواء كان أثيوبيا أو أمريكيا أو أطلسيا، والإرهاب واحد، لكن إسلام آل سعود متعدد متقلب.. كل يوم له إسلام.. السعوديون قالوا إن جماعة الإخوان ماسونية ضالة إرهابية، وفي اليمن قالوا جماعة مؤمنة، مقاومة شعبية.