بدأت وحدات من مجندي الفصائل السلفية في عدن،أمس، الانتشار في الشوارع، بينما توعد هاني بن بريك، الوزير في حكومة بحاح المزعومة والمتهم بموالاة تنظيم القاعدة بالرد على أي مصدر لإطلاق نار تطال النقاط الأمنية المنتشرة في المدينة. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن مجندي "السلفيين-" يرتدون "زيا رسميا لوحدات الجيش" - دشنوا خارطة انتشارهم في مديرية البريقة وصولا إلى خط التسعين في المنصورة حيث يتحصن مسلحو "داعش". وأفادت المصادر بتمركز عدد من تلك الوحدات في جولة كالتكس التي شهدت اليومين الماضيين مواجهات بين وحدات محسوبة على سلطة الحراك وعناصر تابعة لداعش في المنصورة بقيادة أبو سالم التعزي، واصفة الأجواء ب"الهادئة" حتى لحظة كتابة الخبر، مساء أمس. وكان رئيس الحكومة المزعومة، خالد بحاح، شارك، الأربعاء، بحفل تخرج دفعات "عسكرية" دربتها قوات الاحتلال في معسكر رأس عباس الذي كان بقيادة السلفي سليم وقاص، وسبق لتنظيم "داعش" وأن أسمى المعسكر "معسكر الجبلين" ونشر صورا لحفل تخريج الدفعة الرابعة لمقاتليه في عدن عقب سيطرة قوات الاحتلال على المدينة. وأفادت المصادر بأن المعسكر يضم عناصر الجماعات المتطرفة فقط "أغلبهم عناصر من القاعدة وداعش وسلفيون". وفي أول تعليق له على عملية الانتشار قال الوزير في الحكومة المزعومة، والمتهم بموالاة القاعدة هاني بن بريك، في منشور على صفحته بالفيسبوك "إن نقاط ا?من في عدن ستنتشر من رجال المقاومة - سابقا - الذين تم استيعابهم في ا?من والجيش". وأضاف "ليس هناك مقاومة بعد الدمج، بل جيش وأمن لحماية عدن وأهل عدن، ومن يتجرأ على النقاط بطلقة رصاص واحدة سيكون الرد بقذيفة (آر.بي.جي)، وإني والله والرجال قد تعاهدنا إما ا?من لعدن وسائر البلاد أو نموت دونه، وعدن ستنتفض بكل أهلها على أوكار العابثين بأرواح ا?برياء الذين لم يفخخوا سيارة في عدن في وجه الحوثة ولم ينتحروا حينها بل كانوا يعدون عدتهم في أوكارهم لحربنا بعد النصر". وفي تغريدة أخرى لابن بريك خلال الساعات الماضية، قال إنه مكلف باستيعاب "كل مقاوم راغب في الجيش وا?من ورفع اسمه من قيادات المقاومة وسترون في مقتبل ا?يام القريبة الوشيكة صدق ما أقول وأنا المسؤول ا?ول عن ذلك بأوامر ولي أمر البلاد ونائبه". يذكر أن بن بريك نفى في أعقاب تعيينه وزيرا في حكومة بحاح صلته بتنظيم القاعدة. كما سبق له وأن أعلن حلَّ ما يسمى "مجلس المقاومة الجنوبية في عدن" بعد زيارته للإمارات نهاية أغسطس الماضي. من جانبها قالت مصادر أمنية في خورمكسر ل"اليمن اليوم" إن السلفيين جندوا،أمس، قرابة (500) مسلح ممن يعرفون "بعناصر المقاومة". مشيرة إلى أن التجنيد نجح في إقناع المسلحين برفع الحصار المفروض على مطار عدن منذ أيام. وأشارت المصادر إلى قيام لجنة "أمنية تابعة للسلفيين" بنقل تلك العناصر إلى جهات مجهولة. الدفع بمسلحي الفصائل السلفية في هذا التوقيت إلى شوارع عدن يأتي في ظل استمرار تنظيم "داعش" بحشد مسلحيه إلى المنصورة، بعد رفض التنظيم وساطة سلفية دفع بها الرئيس المستقيل الفار، عبدربه منصور هادي، نهاية الأسبوع، لتلافي حادثة مواجهات كالتكس، الثلاثاء الماضي، والتي أسفرت عن مقتل التعزي وهو أحد مرافقي أمير التنظيم في المنصورة،. كما عززت حادثة مقتل أمير تنظيم داعش في اليمن أو ما يعرف ب"والي تنظيم الدولة في الجنوب" جلال بلعيدي، الخميس، ومن قبله بأيام مقتل الشيخ الرواي في البريقة مخاوف من ردة فعل "داعش" وسيطرته على المدينة التي لا تزال مناطق واسعة منها تحت إدارة مجلسه المعروف ب"المجلس الأهلي لإدارة شئون ولاية عدن" في المنصورة. غير أن الاستعانة بالسلفيين، وفقا لمصادر أمنية، تأتي وفقا لترتيبات من قوات الاحتلال التي باتت ترى في محافظ عدن الحالي، العميد عيدروس الزبيدي، ومدير أمنها شلال علي شائع، قادة عاجزين عن "حماية أنفسهم" خصوصا بعد تعرض منزل شائع منتصف يناير الجاري لاستهداف بسيارة مفخخة سبقه بأيام كمين لموكبه وموكب المحافظ في المدينة، وأعقبها استدعاء الإمارات للقياديين في الحراك الجنوبي بصورة عاجلة في ال23 من يناير الماضي. الوضع الميداني في عدن لا يزال حبيس "المفخخات اليومية". وأمس، أفادت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" بتمكن خبراء متفجرات من ضبط سيارة مفخخة كانت متوقفة بالقرب من مصحة السلام العقلية بحي عمر المختار بمديرية الشيخ عثمان.