شهدت جبهات ميدانية متفرقة من محافظة تعز، أمس، الجمعة معارك عنيفة وسط خسائر فادحة في صوف المرتزقة بقصف صاروخي استهدف معسكراً تدريبياً، مع هدوء حذر ساد المحاور الثلاثة "كرش، الوازعية، ذوباب"، في اليوم ال"90" لمحاولة احتلال الحالمة تعز، بالتزامن مع جرائم اختطاف وتعذيب وقتل نفذها العملاء بحق مواطنين مناهضين للعدوان في المناطق التي دخلوها بمديرية " المسراخ". وأفاد "اليمن اليوم" مصدر عسكري في مدينة تعز أن معارك عنيفة في منطقة الحصب ووادي عيسى، غرب المدينة، ، نتج عنها مقتل القائد الميداني للعملاء ويدعى توفيق دبوان و8 آخرين بالإضافة إلى إصابة عدد كبير بينهم "شوقي" شقيق القيادي الإخواني حمود المخلافي. وأوضح المصدر أن المواجهات بدأت فجراً بقيام مجاميع من عملاء العدوان يقودهم توفيق دبوان بالتسلل صوب مواقع الجيش واللجان في جولة المرور ومنطقة الحصب، ودارت مواجهات عنيفة بين الطرفين استمرت لأكثر من ثلاث ساعات تمكن خلالها الجيش واللجان من صد هجوم المرتزقة وقتل قائدهم الميداني توفيق دبوان مع عدد من مرافقيه وإصابة آخرين، مشيراً إلى أن تعزيزات كبيرة للمرتزقة والعملاء بينها دبابة ورشاشات حديثة وصلت إلى المنطقة بقيادة شوقي سعيد المخلافي –شقيق حمود المخلافي- لتتواصل المواجهات بذات الحدة التي كانت عليها بداية اليوم ونتج عنها مقتل عدد من العملاء وإصابة آخرين بينهم شوقي المخلافي الذي أصيب بطلقة نارية في يده قبل أن يقوم مرافقوه بتهريبه من ساحة المعركة. ولفت المصدر إلى أن دبابة المرتزقة استهدفت عددا من المباني في المنطقة بينما تسلل قناصة ومسلحون من العملاء إلى عدد من البنايات هرباً من نيران الجيش واللجان بينها عمارة " النجاشي" ومكتب النيابة العامة بالإضافة إلى قيامهم باقتحام جامع الأنصار والتمركز فيه. مصادر ميدانية أخرى أكدت ل" اليمن اليوم" أن قائد عملاء العدوان في معركة الحصب توفيق دبوان لقي مصرعه أثناء قيامه باقتحام جامع الأنصار، فيما أصيب شوقي المخلافي بعد ذلك بمجرد وصوله إلى المنطقة برفقة التعزيزات، وقدرت المصادر عدد قتلى وجرحى المرتزقة ب24 9( قتلى و15 جريحا). جبهة "المسراخ" وتواصلت أمس المواجهات العنيفة في جبهة المسراخ، حيث أفاد "اليمن اليوم" مصدر محلي مسؤول بالمديرية بأن المواجهات استمرت أمس في مناطق "المخعف" وقرية "شمار" منطقة الحبيل الواقعة تحت "المخعف" بالتزامن مع مواجهات مماثلة في قرية "دبة" ومحيط "جبل ورقة" الاستراتيجي. وأوضح المصدر أن تعزيزات كبيرة بالأسلحة والذخيرة والأفراد وصلت إلى مواقع مرتزقة وعملاء العدوان خلال يومي أمس وأمس الأول ما جعلهم يواصلون انتحارهم في محيط جبل ورقة، والمناطق الأخرى في ذات المديرية، مشيراً إلى تعرض جبل ورقة وقرى الأقروض والأحياد والمخعف وغيرها لقصف مكثف بقذائف الهاون والمدفعية التابعة لعملاء العدوان في مشرعة وحدنان وجبل حبشي وجبل الراهش وجبل ضحيح بالإضافة إلى الدبابة التي تتمركز في نجد قسيم. المصدر ذاته أكد أن الجيش واللجان انسحبوا من منطقة "حصن المخعف" ومدرسة "طارق بن زياد" القريبة من الحصن، جراء القصف المدفعي المكثف، فيما فشل المرتزقة في تحقيق أي تقدم بالمناطق الأخرى وخصوصاً جبل ورقة الذي كبدهم خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد في معارك أمس والأيام القليلة الماضية. من جهة أخرى استهدفت قوة الإسناد المدفعية والصاروخية للجيش واللجان في الساعات الأولى من فجر أمس معسكراً تدريبياً لمرتزقة وعملاء العدوان في مديرية المواسط، جنوب غرب تعز. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر عسكري أن الجيش واللجان استهدفوا معسكر المرتزقة في منطقة "العين" مركز مديرية المواسط ما أدى إلى دوي انفجارات ضخمة داخل المعسكر واشتعال الحرائق حتى ساعات الصباح الأولى، مؤكداً سقوط قتلى وجرحى بين المرتزقة. وطبقاً لشهود عيان في المنطقة فقد شوهد عشرات المجندين الموالين للعدوان وهم يفرون من المعسكر الذي يتبع القيادي الناصري العميل للعدوان عدنان الحمادي. جرائم العملاء في غضون ذلك أقدم عملاء العدوان على ارتكاب جرائم بشعة بحق المواطنين المناهضين للعدوان السعودي في المناطق التي تمكنوا من دخولها الأيام الماضية بمديرية المسراخ. وأفادت "اليمن اليوم" مصادر محلية وأخرى أمنية متطابقة في منطقة بني علي الحاج بالمسراخ أن مسلحين من حزب الإصلاح بقيادة جميل سيف السبئي قاموا باختطاف فتى يدعى مروان عبدالكافي عبدالجليل الجنيد أثناء تواجده في سوق القات لشراء القات اللازم لإقامة عزاء والده الذي استشهد بقذيفة مدفعية للعملاء سقطت بالقرب منه في منطقة الوادي. وأضافت المصادر أن المجني عليه "مروان" فوجئ بمسلحين تابعين للمدعو السبئي يختطفونه بالقوة ويأخذونه على متن طقم وقاموا بالاعتداء عليه بأعقاب البنادق ثم نقلوه إلى "مقبرة الدمنة" ليتم تعذيبه وبعد ذلك تم نقله وهو مغمى عليه من شدة الضرب إلى معسكر العملاء في منطقة "نجد النشمة" وهناك قاموا بشنقه وإطلاق النيران على جثته قبل أن يتم التمثيل بالجثة واقتلاع عينيه. المصادر ذاتها أكدت أن هذه الجريمة ليست الأولى التي يرتكبها مرتزقة العدوان في المسراخ، حيث سبق لهم أن قاموا بقتل المجني عليه داوود عبدالله إسماعيل، وكذا المجني عليه عبد الناصر مهيوب الذي تم سحله بالسيارة حياً ثم قاموا بعد ذلك بإطلاق النار عليه وإعدامه. كما قام عملاء العدوان بتنفيذ حملة اختطافات بحق المناهضين للعدوان السعودي من بينهم جمال عبدالله محمد الحاج الذي تم اختطافه من داخل منزله الكائن في قرية "المحطة بني علي الحاج"، بالإضافة إلى اختطاف المواطن عبدالخبير ناجي محمد الحاج، واقتحام منزل المواطن عبدالباسط عبدالحميد حزام واختطاف طفليه أسامة وليث وسرقة ونهب المنزل بشكل كامل، فضلا عن عمليات السرقة والسطو المسلح لعدد من منازل المواطنين. ومؤخراً قام مرتزقة العدوان باختطاف نجل مدير عام مديرية المسراخ عبدالواحد الجابري مع اثنين من مرافقيه وقتلهم والتمثيل بجثثهم بقطع رؤوسهم وأقدامهم وإلقائها في أماكن متفرقة. وتعيد هذه التصرفات لعملاء العدوان عمليات القتل والسحل التي شهدتها مدينة تعز ومديرية مشرعة وحدنان في أغسطس الماضي، حيث ارتكب مسلحو الإصلاح والقاعدة جرائم إبادة جماعية بحق أسرة آل الرميمة في مشرعة وحدنان، فيما نفذ عناصر داعش والقاعدة الموالين للعدوان جرائم سحل وقتل علنية في الأحياء التي سيطروا عليها وسط مدينة تعز. المحاور الخارجية إلى ذلك ساد الهدوء نسبياً أمس المحور الشرقي " كرش- الشريجة" مديرية القبيطة بمحافظة لحج، فيما تجدد القصف المدفعي مساء أمس في جبهة " طور الباحة- حيفان" بذات المحور بعد يوم عاصف تكبد فيه المرتزقة عشرات القتلى والجرحى وتدمير وإعطاب آليات عسكرية لهم. كما ساد الهدوء المحور الجنوبي "مديرية الوازعية" بالتزامن مع اشتباكات خفيفة بين الجيش واللجان الشعبية وبين مرتزقة العدوان في المحور الغربي "الصبيحة-ذوباب- المخا" حيث حاولت مجموعة من المرتزقة التسلل باتجاه مثلث ذوباب ليتم التصدي لها من قبل الجيش واللجان وإجبارها على التراجع بعد أن أوقعوا فيها قتلى وجرحى. وكان الجيش واللجان قد تمكنوا أمس الأول من تأمين مثلث ذوباب بشكل كامل ودحر مرتزقة العدوان الذين فروا تاركين خلفهم أسلحة ومدرعات وجثث متحللة.