بطريقتها الإجرامية أحيت طائرات العدوان السعودي، أمس، الذكرى الأولى لمجزرة مدينة عمال وموظفي كهرباء المخا، بمجزرة أخرى سقط فيها نحو 22 شهيداً وجريحاً من المدنيين بينهم نساء وأطفال. سكان محليون ومصادر أمنية وطبية أفادوا "اليمن اليوم" بأن طيران العدوان السعودي نفذ قبيل ظهر أمس الأحد غارتين استهدفتا لوكندة شعبية وبقالة صغيرة في الجولة القريبة من المجمع الحكومي لمديرية المخا وعلى الطريق الرئيس المؤدي إلى محافظة الحديدة. وأشارت المصادر إلى أن طيران العدوان الذي استمر في التحليق بكثافة في سماء المنطقة منذ ساعات الصباح الأولى استهدف بصواريخه لوكندة شعبية أثناء تجمع المواطنين للاستراحة فيها، بالإضافة إلى بقالة صغيرة تقع جوار اللوكندة وسيارة كانت مارة في الطريق الرئيس وعلى متنها عدد من المواطنين، موضحة أن الحصيلة الأولية للضحايا بلغت حتى كتابة الخبر مساء أمس 10 شهداء و12 جريحاً جميعهم مدنيون بينهم أطفال ونساء، تم نقلهم إلى مستشفى المخا ومستشفيات الحديدة. ورجحت المصادر ارتفاع عدد الشهداء نظراً للإصابات البليغة لعدد من الجرحى. وتأتي هذه الجريمة لطيران العدوان السعودي بعد أيام قليلة من سقوط 5 شهداء وإصابة 15 آخرين وجميعهم من المدنيين جراء قصف طيران العدوان سوقاً شعبية في جبل النار، شرق المخا. كما أن جريمة طيران العدو ليوم أمس الأحد تأتي بالتزامن مع الذكرى الأولى للمجزرة التي ارتكبها ذات الطيران بقصفه المجمع السكني لموظفي وعمال محطة المخاء البخارية بنحو 12 غارة أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 150 من كوادر محطة الكهرباء البخارية وأسرهم وتدمير أكثر من 200 شقة سكنية، وذلك بتاريخ 24 يوليو 2015م. التطورات الميدانية وعلى صعيد المعارك الميدانية بين الجيش واللجان الشعبية وبين الغزاة ومرتزقتهم في مختلف الجبهات بمحافظتي تعزولحج، قال ل"اليمن اليوم" مصدر عسكري في جبهة "ذوباب-المندب" على الشريط الساحلي الغربي لتعز إن الجيش واللجان الشعبية تصدوا لبوارج حربية تابعة لحلف العدوان في مياه البحر الأحمر، موضحاً أن البوارج قصفت بكثافة مناطق متفرقة على الشريط الساحلي الغربي بمديرية ذوباب وأطراف مدينة ذوباب، ما دفع الجيش واللجان إلى الرد على مصدر النيران وإسكاتها. وأمس الأول استهدف الجيش واللجان بالمدفعية عدداً من الآليات العسكرية لمرتزقة العدوان أثناء محاولتها التقدم صوب منطقة الحريقية، جنوب مدينة ذوباب، وتم تدمير مدرعة وإحراقها فيما لاذت بقية الآليات بالفرار والعودة إلى معسكراتها في مضيق باب المندب. ونقلت قناة المسيرة التابعة لجماعة أنصار الله "الحوثيين" أمس، عن مصدر عسكري القول بأن ثلاثة ضباط من مرتزقة العدوان يتبعون وحدة الاستطلاع لقوا مصرعهم إثر استهداف مدرعتهم التي كانوا يستقلونها فيما هم ينفذون مهمة استطلاعية خاصة جنوب ذوباب. وإلى الشمال الشرقي لباب المندب، حيث تقع جبال كهبوب الاستراتيجية الواقعة ما بين مديريتي المضاربة وذوباب، قصف الجيش واللجان الشعبية بالمدفعية تجمعات لمرتزقة العدوان جنوب كهبوب . وأكد مصدر عسكري أن القصف حقق إصابات مباشرة بآليات المرتزقة وأعطب عدداً منها، فيما تولى طيران العدوان تدميرها بعد أن تركها المرتزقة خلفهم. وقالت مصادر "اليمن اليوم" إن العشرات من مسلحي القاعدة وسلفيين تم نقلهم أمس الأول بقيادة بشير الصبيحي من معسكر صلاح الدين في عدن إلى جبهات كهبوب كتعزيزات للمرتزقة. إلى ذلك قال قائد مرتزقة العدوان في محور المندب- ذوباب، العميد عبدالغني محيي الدين الصبيحي، إنهم في سياق التحضير لاقتحام كهبوب، مشيراً في تصريحات صحفية إلى أنه ينتظر وصول التعزيزات الكافية للاقتحام وعلى رأسها مدرعات وكاسحات ألغام. وفي اعتراف لهم بحجم خسائرهم البشرية والمادية على يد قوات الجيش واللجان الشعبية قال الصبيحي في ذات التصريحات التي نقلهتا عنه مواقع تابعة للحراك الجنوبي "يكفينا تقديم ضحايا من قبائل الصبيحة.. يكفينا تقديم أبنائها كبش فداء، وما لم تصلنا التعزيزات الكافية فإننا سنبقى مدافعين فقط". وفي جبهة الوازعية أفاد "اليمن اليوم" مصدر عسكري أن مرتزقة العدوان جددوا صباح أمس القصف المدفعي وبالرشاشات عيار 23 ومدافع الهاون من موقع المنصورة بمضاربة لحج على جبل الشبكة ومناطق متفرقة بالأطراف الجنوبية لمديرية الوازعية. كما واصل المرتزقة في جنوب مديرية القبيطة التابعة لمحافظة لحج، القصف بالمدفعية والدبابة على قرى ومناطق نجد قفيل وجنوب جبل جالس. وطبقاً لسكان محليين فقد سقطت قذائف المرتزقة بالقرب من مدرسة الفلاح وقرى الحلاجيم والدجيرة والحنكة واللجع وعنفات، ما أدى إلى إفزاع الأهالي وخصوصاً النساء والأطفال. وشهدت جبهة حيفان صباح أمس تبادلاً للقصف المدفعي وبالرشاشات بين الجيش واللجان وبين المرتزقة الموالين للعدوان. وذكرت مصادر محلية ل" اليمن اليوم" أن مرتزقة العدوان استخدموا المدفعية والدبابات ورشاشات المدرعات في القصف العشوائي على قرى ظبي أعبوس من موقع المرتزقة في الخزجة، مشيرة إلى تضرر عدد من منازل المواطنين بينهم منزل الأستاذ سند هزاع بالقرب من مدرسة الإرشاد في منطقة ظبي. وكان الجيش واللجان قد تمكنوا الجمعة الماضية من تأمين كامل قرى ومناطق ظبي أعبوس وتطهير جبال استراتيجية بينها جبل المنظار المطل على عزلة الأعبوس ومناطق من عزلة الأعروق ومديرية طور الباحة بعد معارك عنيفة كبدت المرتزقة خسائر فادحة في الأرواح والعتاد. وفيما ساد، أمس، هدوء نسبي جبهات مدينة تعز "مركز المحافظة" إلا أن المرتزقة واصلوا استهدافهم لقرى الصراري بمديرية صبر الموادم، جنوبالمدينة، بالقصف المدفعي وصواريخ الكاتيوشا والرشاشات ما أدى إلى تضرر عدد من المنازل. وقالت مصادر عسكرية ل"اليمن اليوم" إن تعزيزات وصلت المرتزقة المحاصرين لقرى الصراري عبارة عن 4 مدرعات إلى قرية الذراع المطلة على (الصراري) وذلك ضمن مخططهم اقتحام قرى الصراري. وفي السياق استنكرت مؤسسة البيت القانوني ما تتعرض له قرى الصراري من حصار ظالم وقصف مدفعي واستهداف للأطفال والنساء وكبار السن من قبل مرتزقة العدوان. وذكرت المؤسسة في بيان لها- تلقت "اليمن اليوم" نسخة منه- أنها تتابع وبقلق شديد ما تتعرض له قرى الصراري، مشيرة إلى أن "الكيان السعودي وحلفاءه ارتكبوا عدوانا طائفيا مذهبيا على اليمن وظهر ذلك جلياً من خلال الجرائم التي يتعرض لها أهالي قرية الصراري من قبل عناصر ومرتزقة العدوان، ليس لشيء، وإنما لانتمائهم إلى النسب الهاشمي وللمذهب الزيدي الذي يسعى المذهب الوهابي السعودي لطمسه من اليمن منذ عشرات السنين". ووصف البيت القانوني ما يحدث في الصراري بأنه جريمة إبادة جماعية من شأنها القضاء على جميع أهالي القرية إذا لم يتحرك المجتمع الدولي على وجه الاستعجال لمنع الكيان السعودي وحلفائه ومرتزقته من الاستمرار في أعماله الإجرامية المستمرة. وناشدت "سياق" في بيانها المجتمع الدولي وأحرار العالم سرعة التحرك للضغط على أصحاب القرار لوقف العدوان الذي تتعرض له قرية الصراري واليمن بشكل عام ورفع الحصار وإحالة مرتكبي هذه الجرائم الإرهابية إلى محكمة جنائية دولية وسرعة تشكيل لجنة تحقيقات دولية للتحقيق في كافة الجرائم التي ارتكبها الكيان السعودي وحلفاؤه والجماعات الإرهابية.